للا خدوج في برلمان با مروج “الله يهديك ايلاما دخطينا من السياسة” ..

تازة بريس6 سبتمبر 2025آخر تحديث : السبت 6 سبتمبر 2025 - 3:43 مساءً
للا خدوج في برلمان با مروج “الله يهديك ايلاما دخطينا من السياسة” ..

تازة بريس

أجل، من سعد الفقيه وهناه أن تتكلم خديجة في السياسة، بدل أن يسمع جملة *الله يسهل*، أو *ما كاين حد فالدار*. أي موضوع تختاره خديجة مرحب به، عسى أن يكون الحوار فرصة تنحل بها عقد لسانه، ثم بعدها عقد قلبه المكلوم، ربما نعم كغيره ببساطة الحياة دون تعقيدات، كم أسعده هذا الحوار الوجيز، عن سيدة لا يعرفها، ولا يعرف من تكون، سيدة رأتها حبيبته على الشاشة فانتظرته دون الناس لتسأله عنها، سيدة بفضلها وقف اليوم أمام الباب وقفة تميزت بطول المدة دون خوف أو حرج، يسمع منها كلاما فاق سحره الطرب، صورة جعلته يأسف على ماضيه الذي أضاعه في خدمة شيخ الدوار، كان عليه التحرر من بخله والاستفادة من مشروع الكهربة كما فعل السي علال، صهره الافتراضي، فيصبح التلفزيون قاسما مشتركا، ورابطا يمكنه من قلب غزاله، هاهو اللحظة لجهله لا يفيدها بشيء، يلجأ مضطرا إلى الضحك ليطيل أمد اللقاء.

كان ينظر إلى عيونها في حذر، لعله يستكشف من قراءته ما يحمل الموج من عمق الأغوار. رغم ضحكه المتواصل حاول التأكد من النوايا ليطمئن قلبه إلى الكلام. تلك الرحلة الاستكشافية البسيطة في فلسفته، تجنبه المقالب و المطبات المتوالية عليه، خصوصا من شباب الدوار، أولئك الجهلة الذين لا يقدرون حفظـة القرآن الكريم ولا يحترمونهم، جيل علامات الساعة،- جيل قمش.. ما يحشم…ما يرمش-. وامتزج عنده الفرح بالخوف، لا يصدق أن خديجة تحاوره، وتعثر عنده الإقدام بالحرص، وتمنى في قرارة نفسه، رغم غرابة السؤال، أن يكون الأمر مجرد مزحة تفتح له الباب على مصراعيه، تفجر طاقاته لاستلابها روحا وجسدا، ود الاستمتاع بذاك الثغر الباسم النقي العوارض، رآها تتلألأ خلف الشفتين كالجواهر، افتتن بتلك الجفون المنحنية في حياء، القاتلة، سواء استسلمت أم رفضت، إذا ضحكت وأبدت فرحتها، اهتزت الأرض من تحته، وتفجر البركان وهو على فوهته تلامس الحمم اخصميه، وشياطين الهيستيريا تصيبه بمس انصهر فيه كل أذى، تحرك جسده داخل الجلباب كأنه ديك في كيس فك رباطه فرفرف باحثا عن منفذ. ماذا لو كانت المزحة بداية لنهايات؟ . يا ليت الله يستجب لدعائه فيجعل حبه مسك الختام، ما أخيب المرء وبصره يعود إليه حسيرا، والقراءة تأتي بما لا تشتهى النفس، خديجة جادة في حديثها، تبحث عن حل للتخلص من واقع بدأت تنبذه، أبادت جديتها ابتسامته الهبلاء على شفتيه. تسمر مكانه خوف التيه في أدغال لا يملك و سائل استكشافها، ود لو كان بمقدوره إسعادها، لكنه استسلم لحسرته تفتك به وهولا يستطيع إفادتها بشيء، وزع في صمت على ذاته كل اللعنات، اللعنة على العجز، كيفما كان نوعه، اللعنة على الجهل، اللعنة على الغباء…تفو علي وعلى لي دارو مني ما أنا فيه…

خديجة في حيرة من أمرها، العالم كله يتكلم عن المرأة، يحفز المرأة، يدفعها إلى الإمام، وهي في منفاها، باب المروج على وشك أن تنسى أنوثتها، إن لم تنس جنسها بالمرة. لولا هذا المصباح الذي استفادت منه، كأنها سلبته من مشروع كهربة القرى، الذي أصبح بالنسبة إليها القلب النابض للجهاز، والذي بفضله اكتشفت خبايا و حقائق العالم المتغير من حولها، لولاه.. ما فكرت في حالها. خديجة وهي تلامس الحياة من خلال الشاشة الصغيرة ساحرة تقرا البلورة، لعنت ماض كسر عودها الغض، حرمها من التمدرس، لعنت مجتمعا ذكوريا وأد فيها الحياة عند ميلادها، وحولها إلى دابة تسعى. خديجة تسال عن برامج محو الأمية، عن نساء التعاونيات،عن الجمعيات،عن هذا الغلاف الأسود الذي لف فكرها، تفكر بإيمان كيف تمزقه؟ العجوز التي تعلمت وكتبت سيرتها الذاتية بعد تجاوزها العقد السابع صارت لها مثلا أعلى، أرادت الاقتداء بها. خديجة لم تعد تكْفِها الرشفاتُ، لا..ولا حتى الكرع أو العب، خديجة تبحث عن طاقة أخرى، عن أنفاس أخرى، مسعاها الركب كيف تسير معه، والفقيه يعطلها، قالت له في انفعال وقد تورد منها الخد حنقا. من بحينات ونتين ادرغي مافهمتيني والو.. قالت جملتها في عنف، كأنها تأكدت منه جزءا من هذا الواقع الذي تسعى إلى تغييره، رأته جثة بلا فكر ولا روح، هي تسبح في واد.. وهو يتخبط في واد آخر، هي تسال قصد المعرفة، وهو يطيل الكلام ليغذي شهوته، صرخت في وجهه لتشده إلى موضعها قبل غيابه عنها في سماء هلوسته… انا  والله  طحيت  انحشم  براسي، حتى  حد  فدارنا ما ايفك الخط. يلا جاتنا لبرا خصنا نتسناو  ايامات حتى تجي، و الله عيب…و الصلاة  ديال الوالدين؟   زعما مءبولة ، زعم نانا  حافطة الفاتيحة؟..  و الله و دؤول ،انا ؤلت انتينا اللي ادئيل مع الشيخ و الشيخ ايكون مع الرايس يمكن دكو دعرف الطريئ و نديلو فيك  ،ساعا. وهنا حك الفقيه ذقنه بإبهامه مفكرا، أو بالأحرى منزعجا من عصبية غزاله الغير معتادة، حرك بيده اليسرى عمامته، كأنه يثبتها خوف السقوط، ورد بلسانه وعينيه، بوجهه و يديه، رد بكل جوارحه  : آآآآآآ ه   , لمطيرقة  ؟  ** وتمادى في ضحكته البلهاء، كأنه أكتشف بغتة سر السيدة الشقراء أو تذكرها. كبغيتي نجاوبك  على المطيرقة ؟ داك  الشي  كايخليوه  اجدود  اللا  … قولي  مثلا   …. مثلا  يعني  .. مثلا مثلا    (العفو) ، الولا  ما خلاو لتوالا  مايزيدو،  مايكونو  غي  ايدقو  بها الشواط ،  لمطيرقة  ؟ لمطيرقة.. لمطيـــرقـــا..

كرر الكلمة الأخيرة بإطالة في الصوت وتمديد في الحروف، كأن له مع المطارق قصصا، وأطبقت خديجة جفنيها، ثم حركت رأسها، كان رياح الغضب تقتلعه، ظنته  يمزح معها، لكن الفقيه أتم كلامه غير مبال بتأففها .  اللا  يلا كانت  لمطيرقة  مهمة  نصيفط  مراها  الشيخ يدير  لانكيط  ويجيب لك خبارا  واخبار مولاتا ، اييييه ..على  ما علمني  الله، التصويرة فيها معنى و حكاية، بحال تصاور  السوليما،  المعقول  ميزان  مثلا ، ولمطيرقة موراها شلا معاني … يعني كنقولو طرق عليه، واندق المسمار ،اي هاي على لمطيرقة ، كل بلاد وباش كتفتخر ، شي عندو الفروج، شي عندو سبول  ..و الشقرة يمكن مبلية بلمطيرقة .. هذا ما ظهر لي** كل ما قاله الفقيه كان مجرد حشو، لا طائل منه، وقلب خديجة دليلها، يوحي إليها أن الموضوع اكبر من علم الفقيه، استرسلت في حديثها لعلها تخرج ماء من صخر جلمود: ولَيَنِي  .. حتى حنا عندنا المطيرءة ..البارح ريت رئيس البرلمان ايأرأب فوء ريوس النواب … شنو زعما؟  دءدر لمرا دكو   برنمالية؟… لا ما يمكنشي … لمطيرءة اللي رمقاتا عيني فالبرلمان، و فالمحكمة،  سطيوطة .. لاخرى عاتية .. ولما شخصت عيناها إليه زلزل الخوف دواخله، سال ربه كيف يفك الغاز المطارق ليكسب ودها، تلفت يمنة ثم يسرة وهو الخبير بعيون الدوار وآذانهم، أخذ كل احتياطاته كي يثنيها، كي لا يجره السؤال إلى ما لا تحمد عقباه، وتكلم بصوت منخفض: حنا عندنا كلشي، حنا عندنا التاريخ و الشرفا و رجال لبلاد .. وقاطعته لتنوير رأيه بمزيد من التفاصيل حول السيدة الشقراء: هي كانت  فحا الآعة  كبيرة  و فوء راسا  تصويرة دلحمار، والناس، اش منك  ياناس..  رجال ونسا مخلطين ايصفؤو عليها و هي هازة لمطيرءة  بيداها بجوجا … و فرحانة بحال دي طحات رايسة .

بتلك الإضافة مدت الفقيه برأس الخيط، ظن نفسه أدرك حل ما استبهم عليه : قلتي التصويرة  دلحمار فوق راسا ؟ دابا فهمت ….هوما الميركان عندم غير الفيل و لحمار … ديما دي ايسبق ايعبي الكرسي، وهكذا لما وصلا إلى صلب الموضوع، وفهمت خديجة أن المسالة سياسة و انتخابات و أحزاب، أضافت إلى تدخلها استنتاجاتها الكبرى : حنا عندنا خمسين حزب …داك الشي لا ش لحكام عندنا صعيب، واش السبولا ماشي دسابأ مع لحمام؟ اللا  والعود ماشي يحتاج  الروبيني؟  اللا والحوت ماشي يعيش بلا بحر ؟ لحكام  عندنا  صعيب…صعيب  بلبيان …داك الشي لا ش  آال لفرايجي: الدأة  غريئة و الطبيب مشى لفاس .. حمؤونا بتحديد النسل  كان حددوا حتى هما النسل ف الاحزاب كان طحينا بحال ميركان، جوج  حزيزبين يعيش معاهم المسكين، وصلت لمرا دحكم و صل الراجل يحكم ..او لا ؟

 كلام لم يستسغه الفقيه بالمرة، ارتعدت له فرائصه، أمام امرأة تود أن تصير ذات شان عظيم، عبثا حاول ثنيها عن رغباتها بتغيير مجرى الحوار، ثم اختصر الطريق الى المفيد فعقب : اللا خدوج الله  يهديك  ايلاما دخطينا من السياسة، راهم يفتحوا تازمامارت غي  على حسابنا ,,سقسيني على شي حاجة اخرى، سقسيني على لحلال و لحرام، على قصص الانبياء، سقسيني على الجنون، على الدمياطي، سقسيني على التابعة، والمتبوعة، ولمكلفة، و الزواق، على الثقاف على القبول على  الجلبة و الكمية…. الا التلفزة و الرادايو ..اعذرنا اطفلة، التلفزة حرام ؟؟. وانا  لفقيه، ندخل الشطيح لداري؟ .. و نشري المعصية بلفلوس؟ لا، حرام، حرام، حرام .. لكنه في دخيلة نفسه استمتع بحديثها واعتبره جد شيق، لا يعيبه سوى إصرارها على إقحام الغرب في شؤون الشرق..لولا أحلامها المفاجئة كانت ستبدو أجمل وأكمل، المرأة ناقصة عقل و دين، حقيقة.. لذلك نعتت بالضلع الأعوج، ما إن رأت أول نشرة إخبارية حتى سارعت لنسج خيوط الخيال ..لعن  الله السياسة و السياسيين، هي لا تعرف كم تصرف الأموال لكسب المعارك السياسية، ولا كم تبدل من جهود، ولا كيف تسمن لأجل معاركها العجول، ولا كيف تشوى، بل تجهل جهلا مطبقا كيف تزهق أرواح لاجل قرار سياسي تافه، السياسة؟  همس بصوت كالفحيح: اويلي وحدي.. اويلي وحدي..ثم ضحك ضحكته المعتادة. آخخ,  آآلك الشياشة…ثم واصل قهقهاته وهو يردد: مثلا يعني ..مثلا..  خدوج مشي دحكم با مروج، والله كان نعرف هذا اللي خيط هذ الديمقراطية ي حتى نقبطلو الصبع. لا يستطيع تصورها حاملة كراريسها تحت إبطها وقد تجاوز سنها العقد الأول بسنوات، تردد وراء المعلم ألف باء تاء ثاء جيم…اعتن بالديكة يا خدوج يكن لنا فيها نصيبا،

هكذا أستخف الفقيه برغبات الفتاة، وناله من أحلامها الإحباط، هو يريدها كما نساء الدوار، خاضعات في الليل و النهار، في الحقل و المنزل بكل غرفه، نساء لا وقت لذيهن لهدره في الدراسة والكراريس، رغم مجاراته لها في كل ما طرحت، بل رغم تأكيده لرغبتها في رؤية القوامة بيد النساء، تحكمن وتسيرن كما يحلوا لهن التسيير، انتثرت في ذاكرته صورا عن زمن الخمسين امرأة لرجل واحد، وابتهج غبطة لذلك الرجل المحظوظ الذي سيأتي بعد كثرة الحروب ليسعد بالنساء، وقال لنفسه ليتني لم أولد إلا في ذلك العهد، كي ينحصر دوره في التخصيب، ويعفى من باقي المسؤوليات، استخف بأحلامها لأنه غير محتاج لتمدرسها، اعتبر حديثها هلوسة عابرة سرعان ما تتبعها خضة مفاجئة تحدث عندها يقضة ففواقا.  اسيدي هاد التلفزة خرجت على الناس ، بكري كانت  الكذبة ساهلة والطيحة ديال النية تقيلة، دابا؟ اي هاي، كلشي فاق وعاق، خديجة، من التراب والغيس للسياسة، ما اختارت حتى دكو بحال الجيران ، طارت لميريكان طيرة وحدة. كيف يصبح أمر الفقيه بعد تفقه خديجة؟ كيف تصبح هيبته وسط دوار تمكنت فيه الأنثى من زمام العلوم وصارت أوسع اطلاعا منه وأغزر ثقافة ؟ حتما سيطير الشرط … او تنحل طاؤه فلا يبقى منه غير الشـر..

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق