تازة : مدرسة الريادة وجدل الاصلاح التربوي موضوع ندوة علمية جهوية ..

تازة بريس
بعناية خاصة أحيطت المنظومة التربوية المغربية منذ الاستقلال، وعيا بأهمية ووظيفة المدرسة في البناء والتنمية والتنشئة. وعليه، ما شهدته من محطات اصلاح استهدفت سبل الاغناء والتجويد والارتقاء بمستوى مكتسبات المتمدرسين. ولعل من محطاتها ما ارتبط بالميثاق الوطني للتربية والتكوين أواخر تسعينات القرن الماضي، ثم المخطط الاستعجالي (2009- 2012) والرؤية الاستراتيجية (2015- 2030)، فضلا عن خارطة الطريق (2022-2026) التي يندرج ضمنها مشروع “مدارس الريادة”، الذي من جملة ما استهدف لدى المتمدرسين مهاراتهم وتقليص فوارق مكتسباتهم. مع الحد من الهدر عبر بنية وبيئة مدرسية محفزة جامعة بين تطوير مهارات هؤلاء وتعزيز مواكبتهم، مع تجهيز وادراج التكنولوجيا في المؤسسات.
وكان الإعلان عن مشروع “مدارس الريادة” قبل حوالي الثلاث سنوات، في أفق تعميم التجربة بالطور الابتدائي والاعدادي على أساس جملة مقاربات منها التدريس وفق المستوى المناسب TARL. ولعل ما هو عليه المشروع من تطلعات، بقدر ما أثار من نقاش حول الواقع والأفق وملامح المدرسة المغربية المنشود بناؤها، بقدر ما أحيط به من تقارير رسمية، من قبيل تقرير موسوم ب” المدرسة الجديدة تعاقد مجتمعي جديد من اجل التربية والتكوين – من الرؤية الاستراتيجية الى الرهانات التربوية المستقبلية”، والذي صدر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين 2024، فضلا عن التقييم الخارجي للمرحلة التجريبية لمشروع “مدارس الريادة” 2025. وهي التقارير التي استحضرت الأفق والتطلعات الكبرى حول الاستقلالية والحكامة والقيادة المحلية والارتباط بالمجتمع فضلا عن النموذج البيداغوجي، بعيدا عن التجزيئ القطاعي والتفاوتات المجالية وغيرها.
ولعل بقدر ما جاء مشروع “مدارس الريادة” بأفق منشود، بقدر ما توزع تركيزه على مستويات منها طرائق التعلم والمناهج والتغيير من داخل الفصل الدراسي، فضلا عن وضع المتعلم في قلب الإصلاح وتحقيق تعلم حديث ومندمج وكذا المهارات الحياتية والتفكير النقدي وروح المبادرة والكفايات الرقمية. مع أهمية الإشارة الى أن مشروع “مدارس الريادة” الذي يروم تعميم التجربة بالوسطين الحضري والقروي وبناء جيل جديد من المتمدرسين قادر على الاندماج في اقتصاد المعرفة والرقميات، يقوم على شراكات مع مؤسسات وطنية ودولية من قبيل “مختبر المغرب للابتكار والتقييم”، “البنك الدولي” ثم منظمة اليونيسكو. وإذا كان مشروع “المدارس الرائدة” الذي تقوده وزارة التربية والوطنية والتعليم الأولي والرياضة يندرج ضمن اطار خارطة الطريق 2022- 2026، مستهدفة عبر إجراءاتها المتخذة في التنزيل، محاور ثلاثة رئيسية تخص التلميذ (ة) والأستاذ (ة) ثم المؤسسة. فإن من جملة ما سطرته من أهداف لهذا الغرض الى جانب التغلب على صعوبات التعلم لدى المتمدرسين، تحسين الجوانب المتعلقة بالتدبير الإداري وتطوير المهارات المهنية للأساتذة المنخرطين عبر التدريب والتكوين المستمر.
حول مشروع” المدارس الرائدة” والمدرسة المغربية، تأتي ندوة الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة يوم 31 دجنبر الجاري، لإثراء النقاش حول أثر المشروع بين الباحثين والمهنيين التربويين وبين من هم في طور التكوين، فضلا عن تقاسم حصيلة بحث ميداني موسوم ب “قياس أثر التكوين المستمر على تطوير الممارسات البيداغوجية للأطر التربويةبمؤسسات الريادة (التدريس وفق المستوى المطلوب والتعليم الصريح نموذجا(“، وهو ما أعده فريق البحث في الديداكتيك والآداب والحضارة الإنسانية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة فاس مكناس عن موسم 2024- 2025، مستهدفا قراءة في المشروع من حيث نقط القوة والضعف وكذا الأثر وتحديات التنمية المستدامة 2030. الندوة يؤطرها باحثون تربويون من خلال جملة مداخلات تروم جدل الإصلاح التربوي للمنظومة المغربية، من خلال مشروع مدارس الريادة وما يرافقه من أسئلة حول السياق والتنزيل والاشراك والحصيلة والتطلعات.











