المديرية الإقليمية للثقافة بتازة : دعم الكتاب الثقافي والكيل بمكيالين؟؟..

تازة بريس4 يناير 2023آخر تحديث : الأربعاء 4 يناير 2023 - 3:50 مساءً
المديرية الإقليمية للثقافة بتازة : دعم الكتاب الثقافي والكيل بمكيالين؟؟..

تازة بريس

عبد الاله بسكًمار

من المبادرات التي أقدمت وتقدم عليها وزارة الثقافة في المغرب، تخصيص أشكال من الدعم لنشر الكتاب الإبداعي أو الأدبي أو أنواع البحوث والمؤلفات المختلفة، ويتمثل ذلك الدعم في أداء جزء قد يصل إلى النصف من تكاليف الكتاب المعني، أو اقتناء نسخ منه لتشجيع البحث والنشر الرصين ومن ثمة التحفيز المستمر على الاطلاع والقراءة، كما نصت على ذلك  مختلف المراسيم الحكومية والقوانين الجاري بها العمل والقاضية بضرورة دعم المبادرات الثقافية ومن أبرزها النشر والتأليف، ولا سيما دفتر التحملات الذي أصدرته الوزارة خلال السنة الماضية ونخص منه القرار المشترك بين وزير الثقافة ووزير الاقتصاد والمالية رقم أربعة عشر، ألف ومائتين وأربع وسبعين، الشيء الذي يعد لبنة أساسية في الرقي الثقافي والحضاري للشعوب والأمم على اختلاف قيمها وتوجهاتها وأنساقها السياسية والثقافية، تضاف طبعا إلى أنشطة المعارض المختلفة وحفلات التوقيع وأسابيع القراءة ودعم العروض الثقافية والمسرحية والسينمائية .   

هذا الدعم على تقلصه أصلا حرم منه عدد من أبناء تازة المبدعين والباحثين لمجرد أن توجهاتهم وآراءهم لا تتماشى مع مواقف وتوجهات السيد المدير الإقليمي للثقافة، والذي من المفروض أن يضطلع بمهامه الإدارية وفق المراسيم والقوانين الجاري بها العمل وألا يكون طرفا في أي تجاذب مهما كان حجمه، ومن ثمة فمنصبه الإداري يقتضي منه الترفع عن أي تموقع باعتبار أن مهامه هي الرقي بالفعل الثقافي ولا شيء سوى الفعل الثقافي من منطلق أن هدف الإدارة هو خدمة الصالح العام، والحال أن الأمر ليس كذلك في مدينة تازة إذ بأي حق يحرم عدد من الباحثين والدارسين والمبدعين من الدعم المشروع والمنصوص عليه قانونا؟ ويقتصر ذلك الدعم على حفنة من الأصدقاء والمقربين، وكنموذج فأحد الباحثين في تاريخ المنطقة أصدر كتابه السادس بالتمام والكمال، ولن نحتاج إلى أي تقريض ما دامت المؤلفات المحترمة تلقى رواجا لدى عموم القراء والمهتمين، فضلا عن الخدمة الهامة التي تقدمها للمنطقة في مجال التعريف بها وطنيا ودوليا وتقديم جزء كبير من رأسمالها الرمزي، ولم يحظ بأي التفاتة من طرف المديرية الإقليمية للثقافة، حتى ولو كانت مجرد حفل توقيع متواضع، ناهيك عن اقتناء نسخ معدودة من أي كتاب، مما يطرح أكثر من علامات استفهام، في وقت يحوز هذا الدعم بعض المحظوظين والمتطفلين على الابداع والكتابة والشعر والأدب، والذين تنتهي”دواوينهم” ومجموعاتهم ” الشعرية” والخربشية في القمامات أو قد تصلح للف الزريعة وكاوكاو فقط مع كل الاحترام والتقدير، بل هناك من المستفيدين من هو خارج الإقليم ونحن نربأ انفسنا من شبهة الشوفينية، فالثقافة على نحو شمولي يجب أن تكون في خدمة المغاربة ككل، لكن المهام الأساس والإطارات التنظيمية للمديرية الإقليمية شيء آخر، وكان من المفروض الالتفات أولا إلى الباحثين والكتاب داخل حدود الإقليم الشيء الذي ضربت عنه المديرية صفحا بكل بساطة وكأن الإقليم قاعا صفصفا من الباحثين والكتاب والأدباء .

نعلن أسفنا إزاء التدبير المجحف للمديرية الإقليمية للثقافة بتازة وما دعم الكتاب الثقافي إلا غيض من فيض تخبطات هذه المديرية، ولا حول ولاقوة إلا بالله. 

رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق