التفاهة الفكرية والثقافية والابداعية والاعلامية موضوع ندوة علمية بالرباط ..

تازة بريس11 نوفمبر 2022آخر تحديث : الجمعة 11 نوفمبر 2022 - 6:02 مساءً
التفاهة الفكرية والثقافية والابداعية والاعلامية موضوع ندوة علمية بالرباط ..

تازة بريس

باتت التفاهة مسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، ذلك ما اجمع عليه باحثون، تربويون، اعلاميون، مجتمعيون، ومبدعون. معتبرين أن أغلب المؤثرين تحوّلوا لقدوات مجتمعية همّهم الأول الربح المادي دون النظر لجودة محتواهم. جاء هذا في ندوة فكرية نظمها نادي الصحافة بالمغرب والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال، بعنوان:” محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين حرية التعبير والتفاهة”. وقد جاءت هذه الندوة في سياق إطلاق عريضة على شبكة الأنترنيت للتوقيع، تحت عنوان”توقفوا عن تحويل التفاهات إلى قدوة ونجوم”، والتي لقيت إقبالا واسعا واحتضانا من المواطنين والفاعلين في مجال الصحافة والإعلام والتواصل ورحبت بها الأوساط الإعلامية والحقوقية والجامعية.

ظاهرة التفاهة الفكرية والثقافية والابداعية والاعلامية وغيرها، تمت مقاربتها في ندوة الرباط من زوايا متقاطعة، إن من حيث الإشكاليات، محتويات وسائط التواصل الاجتماعي، واقع الفضاء الأزرق، حرية التعبير ومبادئ حقوق الانسان، الانعكاساتها  وتفشي التفاهة. الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس من المتدخلين تحدث بهذه المناسبة مشيرا الى إن التفاهة ليست وليدة اليوم بل ظهر مفهومها عبر التاريخ في جميع المجالات من سياسة إلى اقتصاد وسينما وغيرها، غير أن وسائل التواصل وسعت، على حد قوله، من مساحة انتشار التفاهة. معتبرا أن الأمر الخطير في مواقع التواصل هو سرعتها في التأثير على المستهلك فضلا عن غياب نماذج إيجابية للنجاعة في هذا الفضاء ورغم ذلك تجد نفسها “مكرمة ومبجلة”، مشددا على ضرورة العمل على مفهوم “التربية في الإعلام” لخلق مناعة أخلاقية لدى مستخدمي التواصل الاجتماعي. منتقدا دور المدرسة في هذا الأمر التي أصبحت، على حد تعبيره، متخلفة مقارنة بمحيطها وأضحت بدورها تطرح إشكالات كبرى ولا تؤدي دورها في التنشئة الاجتماعية، معتبرا أن ما يغري في وسائل التواصل هي المجانية وانتهاك الحرمة والخصوصية. وقد نبه الكاتب والإعلامي كوكاس، إلى أن الخطورة في التفاهة هي أنها أصبحت مجالا للدعاية والربح المالي وخلق فرص عمل مجانية، داعيا لمحاربة الصور الوهمية والأسماء المستعارة، ومحذرا من تداعيات تراجع وظيفة الصحافي في المجتمع.

من جهتها أوضحت الجامعية والناقدة، زهور كرام، أن القاعدة الساحقة في المجتمع لا تعتبر ما ينشر على مواقع التواصل من أعمال بديئة (لا تعتبره) تفاهة، مشيرة إلى أن التافهين تحولوا إلى رموز وتحول معهم المتابعون إلى تابعين وهو الأمر الذي يؤسس، على حد قولها، لظاهرة القطيع، مبررة سيطرة التفاهة بأن التقنيات الرقمية هي أدوات في يد العموم وبالتالي ينتج الجميع ما يحلو له دون قيد أو شرط. وانتقدت كرام استضافة عدد من المؤثرين في وسائل الإعلام العمومية الرسمية لأن ذلك منحهم، على حد قولها، سلطة في المجتمع، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تغير من تفكير الإنسان وتتحكم في مشاعره وأحاسيسه وتقيده، منبهة إلى أن تغير مفاهيم المجتمع ساهم في انتشار التفاهة ما يهدد، على حد قولها، التعاقد الاجتماعي.

أما المخرج السينمائي عز العرب العلوي، فقد قارب الموضوع بنظرة فنية سينمائية، مشيرا إلى أن التفاهة في السينما تختلف من دولة لأخرى وتغير مفهومها مع مرور الزمن، غير أنها سيطرت على حد قوله على المشهد الإعلامي خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي. مؤكدا أن  عددا من المنتجين أصبحوا يركزون على الربح المادي دون التركيز على جودة العمل الفني، معتبرا أن غياب الدعم يدفع المنتجين للإنتاج الذاتي وينتظرون من العمل أرباحا مالية، كما أن بعضهم يلجؤون، حسب المتحدث ذاته، إلى الاستحواذ على القاعات السينمائية لضمان مشاهدة عمله دون منافسة.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق