إبن تازة الطيار صاحب مذكرات”25 سنة في سجون تندوف”في ذمة الله ..
تازة بريس
عن عمر ناهز 81 عاماً بعد حياة مليئة بالصمود والتضحية، انتقل الى عفو الله تعالى أمس الثلاثاء 26 نونبر الجاري الطيار السابق في القوات الجوية الملكية النقيب علي نجاب. ابن مدينة تازة (مغراوة) والذي انضم لصفوف القوات المسلحة الملكية في نونبر 1965، حيث أظهر تفانياً غير محدود في أداء واجباته الوطنية. عاش الفقيد 25 عاماً في الأسر بمعتقلات تندوف، وهي تجربة أليمة سرد تفاصيلها في مذكراته كأسير حرب «25 سنة في سجون تندوف»، التي خصصها لشهداء الوطن الذين قدموا حياتهم دفاعاً عن الوحدة الترابية للمملكة. هي تجربة أسير حرب مؤلمة، خلال أكثر من 9125 يوماً من المعاناة والتعذيب والإذلال من جانب البوليزاريو، أمام لا مبالاة ضباط أجهزة الأمن العسكري الجزائري، واللامبالاة الكاملة للهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. فقد قال الراحل في كتابه، أنه كتب مذكّراته، أي “25 عاما في سجون تندوف”، ليحكي حياته لبنته أوّلا التي تركها قبل الأسر وعمرها ثلاث سنوات، وعاد ليجدها وعمرها ثمان وعشرون سنة، كما كتبه لكلّ من توفّوا في “حقول الشّرف” بعدما إخلاص وشجاعة. وسبق للطيّار علي نجاب أن أوضح في لقاءات مفتوحة، أنّ سنوات الأسر الطّوال التي قضاها في السّجن كانت وقتا للتّأمّل وتحليل الصّراع بين المغرب والجزائر، وهناك اقتنع بأنّ “حرب المغرب كانت ضدّ الجزائر لا ضدّ البوليزاريو، منذ أن قاطع ضبّاط جزائريون استجوابه من طرف البوليزاريو في بداية أسره، وقالوا إنّ الوقت حان لأخذه”، وأضاف أنّه وعى أهمية الصّحراء بالنسبة للجزائر “لأن فيها اقتطاعا لجزء من جسد المغرب، وواجهة على المحيط الأطلسي، ولأن الرئيس الجزائري هواري بومدين كان يرى في ذلك وسيلة لقلب الشّعب المغربي ضدّ الملكية”. ورغم معاناته الطويلة،ظل النقيب علي نجاب رمزاً للوفاء والوطنية، مكرساً حياته لتخليد ذكرى رفاقه الأسرى ونقل معاناتهم مؤكداً اينما حل وارتحل أن تضحياتهم جزء لا يتجزأ من أمجاد القوات المسلحة الملكية.