أئمة في خدمة الاحتلال الاسرائيلي.. غضب شعبي من وفد “الذل” ..

تازة بريس11 يوليو 2025آخر تحديث : الجمعة 11 يوليو 2025 - 2:49 مساءً
أئمة في خدمة الاحتلال الاسرائيلي.. غضب شعبي من وفد “الذل” ..

تازة بريس

ليس في الأمر لبس، ولا هو مجرد سوء فهم. نعم، “أئمة” أو هكذا يتوهمون، حملوا أنفسهم إلى مدينة القدس المحتلة يرتادون جلابيب مهلهلة، لو نطقت تلك الجلابيب لتبرأت منهم. دخلوا على رئيس دولة الاحتلال بابتسامات رخوة، يصفقون وينشدون على أنقاض جثث الضحايا من الأطفال والنساء والعزل، كأنهم مريدون جاءوا يؤدون طقوس الولاء لوليهم، في مشهد أقلّ ما يقال عنه إنه مقزّز. الوفد، الذي قدّم نفسه بصفة “أئمة أوروبا”، ظن أنه يمكنه القفز فوق الدم والركام، وأن يقدم أوراق حسن نية باسم الدين، أمام كيانٍ لم يعرف من السلام إلا شعاراته، ولا من المفاوضات إلا ما يُغطي به جرائمه. وكأن الضحية باتت مطالبة بالابتسام لجلادها، ومباركة لأسلحته “الذكية” التي لم تخطئ الهدف… هدف الأطفال والبيوت! الغريب، أو المضحك المبكي إن شئت، أن أحد أعضاء الوفد، الحسين آيت علا من إيطاليا، نشر على صفحته ما يشبه بيان تبرئة، قال فيه بعد حمد الله والثناء: إنهم “زاروا مناطق التوثر”، وإنهم يريدون نشر السلم والإخاء وعتق الأرواح وتوفير الأمن… إلى آخر القائمة التي تصلح لإعلان جمعية خيرية، لا لتبرير زيارة موالية لدولة متهمة بجرائم ضد الإنسانية. بيني وبينكم، لا أدري ما الذي كان يدور في رؤوسهم وهم يمدّون أيديهم لمصافحة رئيس الاحتلال. هل كانوا يتخيلون أن هذا العناق سيحوّل الجرائم إلى سلام؟ أو أن الدم يُغتسل بمجرد أن تباركه عمامة؟! أحد أصدقائي علّق ساخرًا في مجموعة واتساب: “لو دخلوا الأقصى بنفس الحماسة التي دخلوا بها مكتب هرتسوغ، ربما غيّرنا رأينا”. والحقيقة لقد صدق. أحرارأوروبا لم يتأخروا في الرد. من إيطاليا و فرنسا إلى ألمانيا، من بلجيكا إلى السويد، ….و كذلك من باقي دول العالم خرجت بيانات غاضبة ورافضة، ليس فقط للزيارة، بل لمبدأ تمثيل هؤلاء من الأصل. لا أحد فوضهم، ولا أحد يعرف كيف اختيروا، ولا بأي شرعية تحدثوا. وحتى كثير من غير المسلمين المنصفين عبّروا عن الاشمئزاز من زيارةٍ بدت وكأنها مسرحية رديئة الإخراج، ما جرى ليس حوار أديان، بل استعراض علاقات عامة رخيصة. إسرائيل التي استقبلتهم بالورود، هي نفسها التي تقصف المساجد وتمنع الأذان وتبني الجدران. هي التي تحتجز الجثث وتمنع الدواء وتحاصر المصلين. وأسوأ ما في هذه القصة أن فيها محاولة لتمرير فكرة خطيرة: أن الدين يمكن أن يُستخدم كواجهة لتبييض الجريمة، وأن اللحية والعمامة تصلحان ديكورا لتجميل القبح. لكنّ الناس لم يعودوا سذّجًا. ما دام فينا من يرفض بيع ضميره، وما دامت فلسطين تصرخ، فلن تمرّ مثل هذه المشاهد مرور الكرام. لا أحد يطلب حربًا، ولا أحد يدعو إلى الدم أو العنف، لكننا نطلب شيئًا واحدًا فقط هو الوضوح. ” كل واحد يخرج من روندتو ” ويبين أهدافه وأجندته، سقط القناع هذه الزيارة، وضحت لنا من كان وراء تأسيس ما سمي بالفيدرالية الإسلامية الجديدة بإيطاليا. من أراد أن يتحدث باسم الإسلام، فليكن أهلاً له. وليبدأ على الأقل بالإنحياز إلى الحقيقة بدل الوقوف في صفّ الظالم ولو بابتسامة.

عن جريدة انفاس بريس

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق