تازة تستحق هندسة شجرية منسجمة مع روحها الترابية وهويتها الجبلية ..
تازة بريس
لا شك أن المتتبع لشأن الورش النباتي الجماعي والمجال الأخضر الحضري بتازة، يلاحظ ذلك الغزو الواسع والامتداد والغرس العشوائي لأشجار النخيل في كل مكان. وهذا الغرس الذي ارتفعت وتيرته خلال السنوات الأخيرة، لا يبعث على أية جمالية ولا منظر جاذب ولا ظلال، والأمثلة بساحة احراش وأمام البلدية بتازة السفلى وبمحيط المستشفى الاقليمي ابن باجة وبمقر غرفة التجارة والصناعة سابقا وجنان السبيل بتازة العليا ومقر عمالة الاقليم وبحديقة باب طيطي وامام المحطة الطرقة غير بعيد عن محطة القطار الخ، عوض تشجير ممنهج منسجم مع الطابع الجبلي البارد للمنطقة خلال فصل الشتاء ومع البيئة الترابية والمناخية المحلية. إن ما انتشر في تازة من غرس للنخيل في شوارع وساحات ومرافق عمومية وابواب منشآت ليس في مكانه الطبيعي، لأن بيئة شجر النخيل غير موجودة في تازة، وبالتالي فهذا هدر للمال العام وتدمير للمجال الأخضر وافراغ للمدينة وتشويه هويتها الشجرية الطبيعية التي كانت عليها عبر الزمن. بل مدينة تازة وشوارعها تستحق غطاء شجريا منسجما مع روحها الجبلية البادرة شتاء والحارة صيفا، وعوض النخيل ينبغي التفكير في أشجار مفيدة بمناظرها واشكالها وظلالها على شاكلة ما كانت عليه خلال فترة الحماية والى عهد قريب.