تازة : الكلاب الضالة تهاجم خمسة أشخاص نقلوا الى مستشفى ابن باجة ..

تازة بريس
باتت الكلاب الضالة المنتشرة في كل مكان بمدينة تازة خطرا مهددا لأمن الساكنة الجسدي والنفسي، ذلك أن الحوادث المتكررة المقلقة ذات الصلة لا تتوقف في ظل استمرار “تجاهل السلطات لدعوات ونداءات المطالبة بشن حملات ميدانية”، وتقديم حلول “واقعية ومستدامة” للحد من هذه الظاهرة التي باتت ترعب الساكنة ليلا ونهارا إن من خلال التلقيح أو الإيواء، مع أهمية الإشارة الى أن ظاهرة الكلات الضالة المتفشية بالمدينة امام اعين الجميع والتي تزيد من حدة الجدل المتصاعد حول اخطارها وسبل الوقاية منها، هي من خدمات ومهام الجماعات الترابية باعتبارها المسؤول الأول عما قد يحصل من حوادث، وبالتالي واجب التزامها باتفاقية 2019 التي تنص على “تعقيم وتلقيح الكلاب وإعادتها إلى أماكنها. ومن هنا فالمسؤول عن ظاهرة الكلاب الضالة في الشارع العام و عن إنهاء هذا المشكل واخطاره، هي الجماعات المحلية التي أنيط بها هذا الدور منذ توقيع اتفاقية 2019 التي تنص على كون الجماعات المحلية هي المسؤولة على تعقيم وتلقيح الكلاب واعادتها لأماكنها”، وأن على هذه الجماعات إما وضع الكلاب في ملاجئ ومستوصفات أو قتلها. وعليه فاللامبالاة تجاه ظاهرة الكلاب الضالة يسمح بتكاثرها وسيرها في الازقة والشوارع بشكل جماعي، وبالتالي ما يمكن أن تتسبب فيه من مخاطر مفاجئة مؤذية للمواطنين، نتيجة الأمراض التي تصيب الكلاب وتؤذي الإنسان كالسعار.
في علاقة بآفة الكلاب الضالة المنتشرة بمدينة تازة، تعرض خمسة أشخاص مساء الخميس 18 شتنبر الجاري بعد صلاة العشاء، لهجوم شرس مفاجئ من قبل كلبة ضالة بالقرب من مسجد “أم القرى”، اصابهم بجروح بليغة على مستوى مختلف أطراف جسدهم. حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة لتلقي العلاج، غير أنهم اضطروا لاقتناء الحقن والمضادات الحيوية من خارج المستشفى بسبب غيابها بقسم المستعجلات. وفي تصريح لـ”تازة بريس”، أكد السيد محمد بلشقر رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، وهو أحد ضحايا حادث هجوم الكلبة الضالة المذكورة، أنه باشر إجراءات رفع دعوى قضائية ضد جماعة تازة للمطالبة بالتعويض، مشيراً إلى عزمه متابعة الجمعية التي تستفيد من دعم مالي من الجماعة لجمع الكلاب الضالة وإبعادها عن الساكنة، لكنها – حسب قوله – لم تقم بأي إجراء فعلي لحماية المواطنين مكتفية بالدفاع عن هذه الكلاب. وامام مطالبة ساكنة تازة بتدخل السلطات المحلية وجميع الجهات المعنية، لوضع حد لانتشار ظاهرة الكلاب الضالة المتفشية والتي باتت تهدد السلامة الجسدية والنفسية للمواطنين. حادثة هجوم الكلاب الضالة على مواطنين على مقربة من باب مسجد بتازة، كانت بردود فعل على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي من قبيل ما ورد فيها نذكر، “مابقينا عارفين اشنو نحاربو فهذه المدينة المنكوبة واش البطالة واش المختلين ولا الكلاب الضالة، العجب كتخرج خايف الى ماتبعك كلب يمرمقك حمق والى ماتبعوكش بجوج طيح فشي حفرة”، “قولها لشي كلاب كيبقاو فيهم خوتهم”، “يجب أن يرفع دعوى ضد الجمعيات التي تدعي حماية الكلاب الضالة.” انا مجرد منقرا على الكلاب قلبي كيبغي يسكت عندي فوبيا منهم لدرجة الموت ممكن نموت لقربو ليا كان من قبل عضوني جوج شبعت ايباري ودبا مجرد كنحلم بهم كنوض قلبي باغي يخرج من بلاصتو.” “ومتيقوش هادي شي تلات ٱيام كانو شي 5 كلاب ناعسين مع جنب لاري طوبيس ليراك مع 8.30 واحد السيدة دايزة هي وليداتها صغار وديك كلاب ناعسيسسن فرمشة عين ناضو كاملين تيجريو على السيدة وولادها جاب الله المحطة عامرة بالرجال جراو عيهم بالحجر متيي… .” ” فين ما كاينة شي آفة كارثية تلقاها فتازة يا لطيف ما بقينا عارفين نحضيو ولادنا من الكلاب ولا المختلين ولا المكبوتين تقهرنا والله العظيم و المسؤولين لا حياة لمن تنادي.”
هكذا حال تازة ومعاناتها، والتي منها ظاهرة الكلاب الضالة التي باتت تشكل خطراً كبيراً على ساكنة المدينة، والتي تتزايد حوادثم ذات الصلة و شكاويهم بسبب تعرضهم لهجومات كلاب ضالة مفاجئة، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار الظاهرة عبر تنظيم حملات لجمعها أو توفير ملاجئ خاصة بها، تفاديا لوقوع حوادث أكثر خطورة لا قدر الله مميتة، لاسيما وأن الأطفال وكبار السن هم الفئة الأكثر تعرضاً لمخاطر هجمات الكلاب. يذكر بهذا الصدد ايضا أن شوارع تازة تشهد انتشارًا واسعًا للكلاب الضالة خلال السنوات الأخيرة، رغم كل المبادرات المحتشمة، حيث تحولت الظاهرة إلى مشكلة يومية مثيرة للخوف في أوساط المواطنين، والذين بات أغلبهم يعاني من ضغط نفسي جراء النباح الليلي المتواصل والقلق الذي يرافق الخروج المبكر أو المتأخر، فضلًا عن تكرار الاعتداءات وتزايد الإصابات بداء السعار، وبالتالي احساس الساكنة بالخطر وحوادث متكررة تكشف واقع الحال من قبيل حادثة أمس المذكورة التي كان ضحيتها خمسة اشخاص، وكيف تؤثر ظاهرة الكلاب الضالة على سلامة المواطنين الجسدية وصحتهم النفسية وحركتهم اليومية، علما أنه وبحسب الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فالمغرب يسجل ما بين20 و30 وفاة سنويًا بسبب داء السعار. وكانت وزارة الداخلية قد خصصت ما يقارب 70 مليون درهم ما بين 2019 و2024 لتجهيز الجماعات بالمعدات اللازمة لجمع الحيوانات الضالة من قبيل الكلاب، فضلا عن 40 مليون درهم سنويًا لتوفير اللقاحات المضادة للسعار بالتنسيق مع وزارة الصحة. يبقى أنه رغم كل الجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة الكلاب الضالة ما تزال تحدياتها قائمة، وأن معالجة هذه الآفة تقتضي التشارك وجهود الجميع كل من موقعه، مع التركيز على حلول مستدامة ضامنة لصحة وسلامة المواطنين من قبيل ما ينبغي حملات تحسيس ومراكز إيواء وتعاون بين المتدخلين.