الأغنية المغربية تفقد أحد روادها.. الفنان فتح الله المغاري..
تازة بريس
عبد السلام انويكًة
انتقل الى عفو الله مساء يومه السبت 3 شتنبر 2022 الفنان المغربي الكبير فتح الله المغاري، عن عمر ناهز الثمانين سنة إثر أزمة قلبية. وكان رحمه الله تعالى قد نقل إلى المستشفى العسكري بمدينة الرباط مؤخرا بعد تعرضه لوعكة صحية حيث وافته المنية. ولعل الراحل من مواليد فاس عام ألف وتسعمائة وأربعين، ومن أبرز نجوم الأغنية المغربية الحديثة التي طبعت ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي باعتبارها فترة ذهبية في هذا المجال على أكثر من مستوى ، بل يعد الراحل من بين أشهر كتاب الكلمات الذين تركوا بصماتهم في ذاكرة الأغنية المغربية، ففي رصيده عشرات القطع الغنائية الخالدة وطنيا ومغاربيا.
ويسجل للراحل ايضا كونه من رواد ومؤسسي الأغنية المغربية ، بدأ مسيرته ومساره الفعلي الابداعي الفني بعد الاستقلال. ليتغنى بكلماته وألحانه عدد معبر من كبار الفنانين المتميزين المغاربة من قبيل عبد الهادي بلخياط الذي أدى من كلماته أغنية “في قلبي جرح قديم”. ولعل مشوار الراحل فتح الله لمغاري حافل بعديد الأعمال الفنية الرائعة المغربية الأصيلة، التي تحفظها الذاكرة المغربية ويحفظها الجمهور المغربي ويتغنى بها لحد الآن، منها مثلا رائعة: “ضاعت لي نوارة” و”الصنارة” و”محال ينساك البال” وغيرها كثير. كما قدم بصوته المتميز أعمالا غنائية نالت استحسان جمهوره على امتداد عقود من الزمن منها: “والله ما أنت معانا”، “الله على راحة”، وغيرها كثير ايضا.
ويسجل لفتح الله المغاري رحمه الله الى جانب أداءه الغنائي بصوته العميق المغربي الهوياتي الأصيل، أنه كاتب كلمات بحس وتعبير وتصوير بلاغي رفيع المستوى فضلا عن موهبته الممتدة والمتميزة في مجال اللحن المغربي. بل يعد من رواد ومؤسسي ومبدعي الأغنية المغربية الأصيلة إلى جانب اخرين من قبيل عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي ومحمود الإدريسي ومحمد فويتح ومحمد المزكلدي والمعطي بلقاسم وعبد الرحيم السقاط وعبد السلام عامر وعبد الرفيع الجواهري ومحمد الحياني وعبد القادر الراشدي واحمد البيضاوي وغيرهم.
وكان مشواره الغنائي رحمه الله قد بدأ بأغنية “كاس البلار”، لتتوالى بعدها روائعه الفنية التي حققت نجاحا كبيرا من قبيل “رجال الله” و”الله على راحة” و”فينك أ لحبيب”. وغيرها من العناوين التي لا شك أنها ستظل راسخة في الذاكرة الفنية الموسيقية المغربية. وقد سجلت جل أعماله الفنية عموما صدى كبيرا وحققت انتشارا واسعا، منها نذكر مثلا أغنية “نداء الحسن” التي كتب كلماتها بعد إعلان الملك الحسن الثاني انطلاق المسيرة الخضراء وكان قد لحنها الفنان عبد الله عصامي. وغير خاف عن أهل الشأن أن نجاح الراحل في مجال كتابة الكلمات لا تقل أهمية عن تميزه في مجال الغناء والتلحين، فقد قدم بصوته أعمالا غنائية رفيعة ستظل تحلق في الذاكرة المغربية منها “الله على راحة” و”رجال الله”….، هكذا تفقد الأغنية المغربية ورقة أخرى وواحدا من روادها الذين ابدعوا وقدموا الكثير على امتداد عقود من الزمن، فتح الله المغاري الذي انتقل الى دار البقاء والى العالم القدسي المكين رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته.