تخليد المدرس لليوم العالمي للمدرس بالمغرب .. بأية عيد عدت يا عيد ..
تازة بريس
يتزامن الاحتفاء باليوم العالمي للمدرّس يوم الخميس 5 أكتوبر الجاري بالمغرب، بألم وحسرة وأسى بعد سنتين من الحوار بين وزارة التربية والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، وهو الذي أفضى إلى نظام أساسي كان يراهن عليه وينتظر منه أن يكون محفزا موحّدا، عوض ما هناك من غضب غالبية نساء ورجال التربية والتكوين الذين يدرسون بالفصول الدراسية من أصل أكثر من 260 ألف مدرسة ومدرس ينتمون للقطاع.
وفي الوقت الذي يخلد فيه المدرسون في كل بقاع العالم اليوم العالمي للمدرس لعام 2023 وقد رفعت له منظمة اليونسكو شعار“من أجل العمل على تحسين أحوال المعلمين”، وجد المدرسون المغاربة أنفسهم بعد حوالي سنتين من زمن حقيبة الوزير شكيب بنموسى أمام السراب. بل أسبوعا قبل الاحتفاء باليوم العالمي للمدرس في المغرب، والذي كان يتطلع فيه هؤلاء أن يتم الاحتفاء بهم ماديا ومعنويا بعد سنوات من الانتظار، وجدوا أنفسهم أمام “إصلاح” جزئي مادي بـ”نظام أساسي جديد” استفاد منه “قلّة” من نساء ورجال التربية والتكوين، فيما السواد الأعظم (بما يناهز 75./.) ) نالوا صفر درهم زيادة في رواتبهم التي تكلست منذ 20 عاما من التسويف والخذلان والتيهان، مرت خلالها مشاريع إصلاحية من “منتديات الإصلاح”، “البرنامج الاستعجالي”، مشاريع القانون الإطار، خارطة الطريق الاستراتيجية الممتدة حتى عام 2026 بنهاية الحكومة الحالية التي يقودها عزيز أخنوش، والذي وعد بزيادة 2500 درهما في رواتب المعلمين في انتخابات اقراع يوم 8 شتنبر 2021.
وأمام هذا الوضع، تجاوز الأساتذة النقابات التعليمية التي كانت تحاور وتفاوض مع الوزارة والحكومة من أجل إخراج “نظام أساسي عادل ومنصف وموحد”، واختاروا الاحتجاج وحمل الشارة في أوقات الاستراحة منذ بداية الأسبوع الجاري، وخوض إضراب وطني في يوم عيد المدرس الأممي مع مسيرة إلى البرلمان، في رسالة قوية مفادها “السخط وعدم الرضى على ما حصل من نظام أساسي غير منصف وغير عادل وغير موحّد”، أخرس النقابات، فابتلعت لسانها، بل إن من قياداتها من “أغلق هاتفه” وانزوى إلى حين أن تهدأ عاصفة غضب نساء ورجال التعليم على مهزلة ما حصل من مذابح، وفق تعبيرهم الذي لم يجف مداده بعد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حسرة وأسى يعترف به الزوار قبل أهل الدار.
وسارت رسائل مدرّسي المغرب، في غضبهم الكبير يوم عيد المدرس الأممي، بقولهم إن دواعي الإضراب ونجاح المشاركة فيه من أجل “التعبير عن رفض مطلق للنظام الأساسي الجديد الذي لا يستجيب لأي مطلب من مطالب نساء ورجال التعليم، ومن أجل إعادة الاعتبار لرجال ونساء التعليم والأخذ بتوصياتهم في صياغة المناهج وطرائق التدريس من التخطيط إلى التقويم، إلى جانب توفير الاستقرار النفسي لرجال ونساء التعليم عبر ترسيم المتعاقدين والتخلي عن التعاقد في مجال التعليم، والرفع من الوضع المادي لرجال ونساء التعليم، فضلا عن رفضهم لخوصصة ما تبقى من المدرسة العمومية، لخلق نقاش مجتمعي حقيقي حول قضايا التربية والتعليم بالبلاد.
ويتطلع نساء ورجال التربية والتكوين في المغرب، لأن تكون محطة اليوم العالمي للمدرس، مناسبة لصيانة حقوق المدرسين والاستجابة لمطالبهم الآنية والمستعجلة، علّها توقض همم مسؤولي الوزارة والحكومة وترفع الشأن التربوي وتحقّق النّجاعة التربوية، بما يجعل بنات وأبناء المغاربة يستفيدون من تعليم عمومي جيد، قوامه مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص التي تعاقد عليها المغاربة في القانون الإطار 51.17 وتحقق الأثر، حتى لا يهدر الزمن المدرسي فتهدر الموارد المالية وتضيع التنمية ومستقبل البلاد والعباد.