فؤاد زويريق : الكاميرا الخفية… التفاهة و البؤس الاخلاقي الذي نتباهى به
تازة بريس
من أحط برامج رمضان برنامج الكاميرا الخفية، فهي ليست تافهة وكفى بل هي منحطة ومقززة وغير أخلاقية، لا أفهم إلى حد الآن ما المتعة في مشاهدة رد فعل شخص يقوم المنشط باستفزازه لإخراج أسوأ وأقذر ما فيه؟ وما المضحك في متابعة العنف اللفظي أو الجسدي المُمارس على ضيف ما، سواء كان مواطنا عاديا أو مشهورا؟ هذا إن كانت أصلا حقيقية وغير متفق عليها. أشك أن جمهور مثل هذه البرامج جمهور سوي وطبيعي فلا بد أن يكون ساديا يتلذذ ويستمتع بالإساءة إلى الآخرين وتعذيبهم وإيذائهم، مثل هذه البرامج هي للحشو فقط دون فائدة فنية ولا ترفيهية ولا ثقافية، ربما في الغرب هي أكثر رقيا وتهذيبا ومرحا بحكم طبيعة مجتمعهم وثقافته والقوانين الصارمة التي تحمي حقوق وإنسانية مواطنيه، لكنها تحولت عندنا إلى أداة كاشفة للبؤس الأخلاقي الذي نعيشه ونتباهى به، ووسيلة ريعية وتجارية تافهة ومنحطة ومستفزة مفروضة فرضا على المتلقي في غياب صارخ لحقوق المواطن الضحية، والمواطن الجمهور.
انفاس بريس