غياب مدارس ومعاهد عليا تأهيلية بتازة يفاقم من معاناة الأسر والعائلات..

تازة بريس25 ديسمبر 2022آخر تحديث : الأحد 25 ديسمبر 2022 - 1:04 مساءً
غياب مدارس ومعاهد عليا تأهيلية بتازة يفاقم من معاناة الأسر والعائلات..

تازة بريس

عبد الإله بسكًمار

لعل الظاهرة المثيرة للانتباه بمدينة وإقليم تازة علاوة على المميزات الأخرى ولله الحمد، كإفلاس العمل الجماعي وضعف المجتمع المدني وسيادة الاٍرتزاق ومنطق الشيفان والحلقيات المصلحية الضيقة، الشيء الذي نجم عنه هدر فظيع للمال العام وإقبار عدة مشاريع حيوية أو تجميدها، وغياب العديد من التخصصات الطبية لإقليم يفوق عدد ساكنته ثمانمائة ألف نسمة، مما انعكس سلبا على الساكنة وأصبحت المدينة بعد تعثر الشطر الأول للحي الصناعي مجرد قاعة نوم مؤسف  dortoir. قلت لعل من أبرز العلامات المثيرة والتي تبعث على التساؤل والاستغراب والالتباس، تتمثل في غياب شبه كلي لما يسمى بالمدارس العليا بمختلف توجهاتها وتخصصاتها، إذا استثنينا طبعا المدرسة الفلاحية بوادي امليل، وفرع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فالمدينة تخلو بشكل شبه تام من كل تلك المدارس، ولا يمكن اعتبار الكلية متعددة التخصصات مؤسسة جامعية حقيقية لاعتبارات كثيرة مجالية وتدبيرية واستراتيجية وهذا حديث ذو شجون.

باستثناء تلك المؤسسات المتواضعة من حيث إشعاعها وحجم استقطابها، نلمس قحطا مبينا في هذا المجال مما يجعل الكثير من الأسر التازية تدفع الثمن غاليا في سبيل أبنائها الذين يلتحقون بإحدى تلك المدارس وحتى مع وجود المنح أحيانا، وذلك من حيث التنقل والإيواء أساسا لأن أقرب بعض تلك المدارس العيا توجد بفاس أو وجدة كالمدرسة الوطنية للإدارة والتسيير ENCG والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس ENAM  كنماذج فقط ،في حين أن مدينة بن جرير مثلا والتي تعتبر أصغر حجما وأقل عمرانا من تازة تتمتع بواحدة من ألمع مدارس الإدارة والتسيير، ونفس الملاحظة تنسحب على مدينة سطات، ثم هناك التأثير السلبي لتركز الكثير من المؤسسات والمدارس الوطنية بالرباط والقنيطرة والدار البيضاء وطنجة أساسا دون مناطق المغرب الأخرى، مع كل الاحترام لجميع مدن وحواضر وأقاليم المملكة. ونقول بوضوح أن مسؤولية هذا الوضع المرير يتحملها الأعيان أو (العيانين) بمعنى أوضح، ولا نعتقد في الوضع الحالي أن هناك فئة اجتماعية بتازة ما زالت تحمل هذه الصفة، وتتحمل المسؤولية أيضا السلطات المعينة والمنتخبة والنواب البرلمانيون الذين لم يبذلوا أي جهد يذكر في هذا المجال، حيث تستمر معاناة الأسر التازية مع التنقلات وبنيات الإيواء المختلفة والغالية الثمن، مما يؤثر سلبا على مستواها المعيشي في سبيل تكوين جيد لأبنائها وضمن أفق ولوج سوق الشغل الكريم .

لقد ارتفع صوت الإعلام المستقل منذ مدة للكشف عن هذا الوضع، وتنبيه المسؤولين إلى ضرورة الترافع من أجل خلق مدارس ومؤسسات تستقطب أبناء الإقليم وتحرر الأسر من التكاليف والتبعات الباهظة الناشئة عن متباعة الأبناء دراساتهم العليا بعيدا عن الأهل، ولكن لاحياة لمن تنادي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق