تازة: اين المجتمع المدني من واقع مدينة باتت بمشهد منكوب الى حين ..

تازة بريس

دورة عادية يعقدها المجلس البلدي لتازة يوم غذ الخميس 2 فبرلير الجاري، من خلال جدول اعمال تتقاسمه جملة نقاط مثيرة لنوع من الشفقة بكل ما في الكلمة من معنى، وقد باتت هذه النقاط محفوطة مألوفة بل قتلت كلاما وقيلا وقالا منذ سنوات وسنوات. ولعل جدول اعمال دورة جماعية لمجلس بلدي بهذه النقاط البئيسة، هو حقيقة واقع يعكس ما توجد عليه المدينة من بؤس تدبير جماعي بلغ مداه مع تجربة حالية باتت بدون لا طعم ولا لون ولا رائحة، حيث الجمود التام كما هو غير خاف عن أعين الجميع، اللهم ما هناك من خطاب وتسويق لأحلام وأوهام ناهيك عما هناك من  اختلالات على اكثر من مستوى ومن مشاريع متعثرة متوقفة على تواضع قيمتها التنموية، مقارنة مع ما يجري ومع ما هناك من ذكاء ترابي تدبيري تشتغل به وعليه مجالس جماعات ترابية اخرى جهويا ووطنيا. تلك التي انتقلت الى تدارس ملفات استثمارية كبرى منعشة لحياة المواطنين ورافعة لاقتصادها المحلي.

خلافا لكل هذا الجهد في مجال التدبير الترابي الجماعي المحلي بعدد من المدن الأخرى انسجاما مع توجهات الدولة وأوراشها الكبرى، لا يزال مجلس تازة البلدي يسير سير السلحفاة لا غير، ويدور في حلقة ضيقة شبه مفرغة ونقاط ضيقة على درجة من البساطة وقد باتت مألوفة لدى الساكنة منذ سنوات وسنوات، تلك التي لا زال فك سحرها موقوف التنفيذ لحد الآن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ولعل كل هذا وذاك من الواقع المعاش بهذه المدينة المسكينة التي باتت مثيرةللشفقة، هو ما جعل مساحة هامة من الرأي العالم المحلي بما فيه المجتمع المدني المتتبع لخربشات أنشطة مجلس مدينته البلدي، يصف تازة بالمدينة المنكوبة كلما ورد الحديث عنها هنا وهناك على اساس ما توجد عليه من تعثرات تنمية وغياب مشاريع. ولعل نقاط جدول أعمال دورة فبراير العادية لمجلس تازة البلدي المطروحة للدراسة والمصادقة يوم الخميس 2 فبراير الجاري، أكبر دليل على واقع مدينة حال التنمية بها شبه منعدم وأوراشها التي شغلت الرأي العام المحلي لسنوات لا تزال في قاعة الانتظار  لحد الآن، تلك التي يبدو ان امتداد تعثرها لا يزال مستمرا قائما الى أجل غير مسمى مع الأسف الشديد. وكأن قدر تازة هو هذا الواقع البئيس وهذا الركود على كل المستويات، خلافا تماما لِما توجد عليه مدن وجهات اخرى من البلاد تشهد ما تشهد من اضافات وعمل اصلاح وحركة في جميع الأحوال.

يذكر أن جدول اعمال دورة مجلس تازة البلدي لشهر فبراير الجاري، يدور مرة اخرى وكعادته منذ سنوات، على وضعية النقل الحضري ووضعية سوق الجملة للخضر والفواكه ووضعية سوق الجملة للسمك ووضعية المحطة الطرقية المغلقة ووضعية قانون شركة التنمية و .. و…، كلها ملفات وقضايا ومرافق بقدر ما هي متعثرة وخدماتها بئيسة جدا، بقدر ما كان ينبغي الانتهاء منها ومعالجتها منذ سنوات وسنوات، من اجل الانخراط فيما تحتاجه المدينة من أوراش حقيقية ومن استثمارات رافعة للتنمية المحلية ومن سبلٍ مساهمة عمليا في تسويق ترابها ومواردها وفك العزلة عنها والاجابة عما هناك من اسئلة آنية باتت مقلقة ومؤرقة، خدمة لساكنة تازة التي باتت خلال السنوات الأخيرة مدينة طاردة للسكان ومصدر هجرة بوتيرة متزايدة مقلقة وغير مسبوقة صوب مدن اخرى غرب البلاد وباتجاه طنجة خاصة.

فاين المجتمع المدني المحلي، واين الفعل والدور المدني المنصوص عليه دستوريا وما موقعه صوب ما توجد عليه المدينة، وهل بات واقع المدينة يقتضي فرز شبكة وقاعدة ومنصة محلية من مكونات المجتمع المدني بعيدا عن كل الحسابات والاختلافات الضيقة، للقيام بما ينبغي القيام به وفق ما يسمح به القانون طبعا وانقاذ ما يمكن انقاذه، بل والترافع حول ما يجب الترافع حوله عبر هذا السبيل وذلك وعبر هذا الأسلوب وذلك، دفاعا عن مدينة يبدو أن من شدة ما توجد عليه من اختلالات وبؤس تنمية، باتت حقا مدينة منكوبة ولا حول ولا قوة الا بالله.