الكفاءات المغربية بالخارج ورهان تطوير وتجويد أداء التعليم العالي بالمغرب
تازة بريس
مناظرة خاصة بالكفاءات المغربية بالخارج من تنظيم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، هو ما انطلقت اشغاله بالرباط اليوم السبت 29 اكتوبر الجاري بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، تحت عنوان”دور ومساهمة الكفاءات المغربية بالخارج في بلورة المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار PACTE-2030″. وتشكل هذه المناظرة التي جاءت تفعيلا لتوجيها الملك محمد السادس، الرامية إلى الإشراك الفعلي للكفاءات المغربية بالخارج في الأوراش التنموية الكبرى لبلادنا، مناسبة لمناقشة الخلاصات والتوصيات المنبثقة عن جلسات الإستماع والمشاورات التي شاركت فيها الكفاءات المغربية من مختلف جهات العالم.
بهذه المناسبة، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، عبد اللطيف ميراوي، أن مناظرة الكفاءات المغربية بالرباط جزء لا يتجزأ من المناظرات المنعقدة سابقا على صعيد كافة جهات المملكة من أجل بناء مشترك للمخطط الوطني الذي يروم تسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار “PACTE ESRI-2030”. مؤكدا في تصريح للصحافة، أن هذه المناظرة جاءت تفعيلا للتوجيهات الملكية بالنظر إلى ما راكمته هذه الكفاءات من تجربة هامة في عدة مجالات، فضلا عن قدرتها على الإسهام في اشعاع صورة المغرب في المحافل الدولية. ومبرزا أن تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج من أجل إنجاج الأوراش التحولية التي يرتكز عليها المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي أضحى اليوم خيارا لا محيد عنه سواء تعلق الأمر بتعزيز قدرات التأطير البيداغوجي داخل المؤسسات الجامعية الوطنية ودعم حركية الطلبة والباحثين أو من خلال إشراك الكفاءات في برامج البحث العلمي وأنشطة الإبتكار خاصة ذات الصلة بالأمن الصحي والغدائي والمائي والطاقي ببلادنا.
وأضاف ميراوي أن هذه التعبئة تستدعي العمل على خلق إطار تحفيزي كفيل بجذب هذه الكفاءات، وتوفير الظروف الملائمة لتمكينها من الإسهام بشكل فعال في تسريع تحول وتيرة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، والإرتقاء بجودتها وأدائها وفق أحسن المعايير الدولية. وأشار إلى أن الوزارة باشرت مجموعة اصلاحات تهم الإطار القانوني والتنظيمي بهدف الرفع من جاذبية مهنة التدريس بالمؤسسات الجامعية من خلال مراجعة النظام الأساسي للأساتذة الباحثين لجعله أكثر تحفيزا وجذبا للكفاءات سواء فيما يتعلق بنظام التعويضات أو بإمكانية الولوج لإطار أستاذ التعليم العالي وفق معايير تأخد بعين الاعتبار سنوات التجربة والخبرة بالخارج. من جانبه ، قال إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن هذا اللقاء يأتي في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يؤكد من خلال خطاباته، خاصة خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب الأخير على ضرورة الإشراك الفعلي للكفاءة المغربية بالخارج في المشاريع التنموية والأوراش الكبرى بالمغرب.
وأعرب السيد اليزمي عن سعادته بحضور هذه المناظرة التي تعد منعطفا مهما خاصة في ظل الكفاءات المتواجدة ونوع الخبرة الحاضرة، التي تضم عشرات الكفاءات المغربية بالخارج التي لبت دعوة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، ومجلس الجالية المغربية بالخارج من أجل القيام بتدارس دور الكفاءة المغربية بالخارج في بلورة مخطط وطني من شأنه أن يساهم في المضي قدما بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار ببلادنا. من جانبه، أكد كريم عمور، رئيس الجهة 13 التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمخصصة للمقاولين المغاربة وذوي الكفاءات العالية في العالم، أن “المناظرة اليوم هي فرصة لنا كي نقدم تصور لمغاربة العالم عن خطة الكونفدرالية في إطار عملها بالإشتغال مع مستثمرين في جميع المجالات سواء داخل المغرب أو خارجه بهدف المضي قدما بسيرورة الإقتصاد الوطني للبلاد”.
يشار إلى أنه خلال هذه المناظرة تم استعراض نتائج الإستبيان عبر الويب الذي خصص للوقوف على انتظارات وتطلعات الكفاءات المغربية بالخارج وتعبئة مساهمتها في بلورة وتنزيل الإصلاحات التي جاء بها المخطط الوطني PACTE ESRI-2030 . كما تم تنظيم أربع ورشات أشرف على تأطيرها ثلة من الخبراء المغاربة المقيمين بالخارج، لإثراء النقاش حول عدد من الرهانات والتحديات التي تواجهها منظومة التعليم العالي برمتها، وكذا الرافعات الكفيلة بضمان التعبئة الفعالة لهذه الكفاءات في أفق تنزيل الأوراش الأولوية للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار .