الأغنية المغربية من زمن القمم والطرب والنغم الى زمن الضجيج المنظم..

تازة بريس14 مايو 2023آخر تحديث : الأربعاء 12 يوليو 2023 - 3:11 مساءً
الأغنية المغربية من زمن القمم والطرب والنغم الى زمن الضجيج المنظم..

تازة بريس

عبد السلام انويكًة

من مواليد مغرب نهاية ثلاثينات القرن الماضي، واحدا من أشهر الموسيقيين الملحنين المغاربة تحديدا وقد داع صيته في الوسط الفني بالعالم العربي خلال فترة الستينات والسبعينات،  فقد بصره في سن مبكرة وتميز بذكاء حاد وسرعة بديهة وموهبة حفظ لكل ما كان يلقطه سمعه، واشتهر بحفظ العديد من القطع الغنائية المغربية والمشرقية عن ظهر قلب، وجمع اهتمامه بين الموسيقى الأندلسية والمديح والسماع والتجويد والإنشاد. يسجل له اعتماده على ما يعرف بأسلوب”الدندنة”في تلحين أعماله الفنية، وقد بدأت موهبته اللحنية منذ فترة المراهقة عندما كان يلحن أناشيد مدرسية كان يؤديها رفقة زملاءه. قبل أول لحن له نهاية خمسينات القرن الماضي وهو لم يتجاوز العشرين سنة من خلال أغنية “ما بان خيال حبيبي” التي سجلها في أول الأمر باذاعة طنجة بصوته المتميز. ليفكر جليا في الانتقال لتسجيل بعض اعماله اللحنية الغنائية صوب اذاعة الرباط، لكن لم يجد ما يكفي من الانصات والعناية والاستجابة خاصة من قبل الموسيقار أحمد البيضاوي، ليغير وجهته باتجاه اذاعة فاس حيث سجل أولى الحانه بها فضلا تعرفه على الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الذي جمعه به عمل فني موسوم ب”آخر آه” و”حبيبتي”. بدايات وتجارب وتفاعلات سهلت عليه العبور صوب الجوق الوطني لإذاعة الرباط، حيث اقتع”البيضاوي” أنه أمام موهبة موسيقية،  تبلورت وتطورت اكثر اثر اللقاء الذي جمعه بالشاعر”عبد الرفيع الجواهري” حيث ميلاد رائعة “القمر الأحمر” التي اعتبرت نقطة فاصلة ليس فقط في مساره بل في علاقة بالأغنية المغربية ككل، فقد كان هذا العمل الموسيقي بدور كبير في تثبيت موقعه في المشهد الطربي المغريي وخاصة في مجال التلحين. فكانت رائعة “القمر الأحمر” مفتاح ولوجه لعالم العطاء والامتداد والتميز في عالم اللحن والطرب والابداع الموسيقي ومن ثمة في الأغنية المغربية العصرية، وخاصة عندما التقى وتعامل مع جملة اصوات كانت بنوع من الروعة والتميز والتألق آنذاك من قبيل  الاستاذ عبد الهادي بلخياط وسعاد محمد وإسماعيل أحمد ثم محمد الحياني وغيرهم.

انه الفنان الموسيقي والملحن المغربي المتميز”عبد السلام عامر”، الذي يحفظ اسمه واسهاماته الأرشيف الثقافي الفني المغربي وتحفظ نبوغه ومكانته وهيبته وعطاءه واثره الذاكرة الجماعية الفنية الموسيقية المغريية. عبد السلام عامر هذا الذي توفي يوم 14 ماي من سنة ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين. تاركا وراءه اعمالا خالدة رفيعة في مستواها تلك التي لا تزال بنفس مقامها وهيبتها ونفسها الابداعي، مسجلة اعظم ما تحفظه الخزانة الفنية الموسيقية الطربية المغربية لحد الآن، وكان فقيد الطرب المغربي هذا قد تعامل في تجاربه اللحنية مع أسماء عدة عن عالم الشعر والزجل المغربي والعربي، من قبيل الشاعر محمد الخمار الگنوني، عبد الرفيع جواهري، حسن المفتي، مصطفى عبد الرحمان، عمر أبو ريشة وغيرهم كثير. ويسجل من اعماله التي خلفت ما خلفت من صدى ولا تزال داخل البلاد وخارجها،  قصيدة القمر الأحمر، ميعاد، الشاطئ، راحلة، قصة الأشواق، دنيا.. الخ.

 يحضر”عامر” ذلك الشموخ والنبوغ الموسيقي المغربي برمزية خاصة في ذاكرة المغاربة الفنية، لِما كان له من وقع معبر في زمن أغنية هؤلاء الذهبي، والذي يحق القول أن أغنية هذا الزمن كانت بهمس غير مسبوق في تاريخ الأغنية المغربية في تجلياتها العامة التراثية وغير التراثية، بشهادة موسيقيين باحثين من فقهاء المجال. والواقع أنه عند التأمل فيما خلفه “عبد السلام عامر” من أعمال موسيقية يحق نعتها بالخالدة بكل فخر ودون خجل، يتبين أنه لم يكن بما ينبغي من شهرة ونجومية والتفات خلافاً لِما طبع أسماء عدة عايشته أو جاءت بعده. لدرجة أن ما وضعه من أعمال فنية موسيقية طربية أشهر منه بكثير، تلك التي ملأت بصدى كبير مغرب ستينات وسبعينات القرن الماضي، بل لا تزال شامخة حتى الآن منتصبة عابرة للزمن، لنوعية طبعها وقيمتها وحس لحنها ونغمها وكذا طبيعة عظمة ما كان عليه أمر الفن وشأنه وأهله بالمغرب، من تعبير راق رفيع المستوى خلال فترة يحق نعتها بالذهبية. إرث رمزي فني حديث إذن ارتبط بمجال الأغنية المغربية كغيره من أوراش مغرب ما بعد الاستقلال، يصعب القفز عليه وعلى ما أسهم به “عامر” الذي ارتقى بهذه الأغنية في زمن تدافع فني غير مسبوق تقاسمه كِبار لحن وصوت وكلمة، كذا على ما كان له من فضل في مجدها واشعاعها وهيبتها واخراجها من ظلها صوب رحاب أوسع، تعريفاً بها وبأعلامها هنا وهناك من الوطن العربي لمَّا كان الفن رسالة والفن فناً والفن سفيراً. بل لـ”عامر” كان فضل بروز أصوات مغربية عدة كانت بصدى كبير في قلوب عشاق النغم والطرب على المستويين الوطني والعربي، منهم نذكر عبد الهادي بلخياط ومحمد الحياني وغيرهم كثير.

لقد كان”عامر” حقاً بأثر في إغناء الأغنية المغربية وبدور معبر في تأسيس حداثتها بنبوغ واحساس، لِما كان عليه من قدرة تعبير وابداع وانتقاء وتوزيع خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. زمن تباينت فيه رؤية وتوجه الاتجاه الموسيقي وأثاثه، بحيث كان النظر للموسيقى باعتبارها موهبة وفطرة وأمراً وجدانيا ذاتيا. قناعات قادها الموسيقار “أحمد البيضاوي” الذي تفرد في دربه الفني ومساره فكان بهيبة خاصة داخل البلاد وخارجها، بل لا يزال بمكانة ورمزية وبصمة قوية في ريبرتوار الأغنية المغربية رحمه الله. بالمقابل من رواد المجال من آمن بأهمية المكتسب والمهارة والمعرفة العلمية والتكوين وقواعد العمل الأكاديمي الموسيقي القادم من الغرب، في اطار دافع حداثة فنية وابداعية وفق مقاييس مؤسساتية، ما يعني قناعة أهمية الاقبال على التعلم والتكوين واكتساب ما ينبغي من مهارات وخبرات عبر ولوج المعاهد. ولعل هذا هو الاتجاه العلمي الواقعي الذي قاده كل من “عبد الوهاب أكًومي” و”عبد السلام عامر”، علماً أن هذا الأخير كان بوسطية واعتدال في فهم جوهر المسألة الفنية الموسيقية وجوهر الابداع الفني الموسيقي، مؤمناً بتجديد نكهات وقوالب ومقاييس اللحن في أفق تجاوز كائن تعبير موسيقي مغربي عتيق تراثي، وتطوير أغنية مغربية وفق ما يرفع من مقامها ويميز أداءها ويجعلها باشعاع في زمن اشعاع عربي فني قوي.

رحل”عبد السلام عامر” رائد أغنية مغرب ستينات وسبعينات القرن الماضي منذ أربعة وأربعين سنة، لكنه لا يزال حياً في مشترك جمعي فني مغربي وذاكرة أغنية مغربية عصرية، لِما خلفه من لحن وعمل فني طربي شامخ عابر للزمن، بمثابة متحف رمزي جامع لعدد من الاسهامات الابداعية التي عكست عبقرية فنان وما كان عليه المغرب الفني ايضا من قوة ومكانة مقام ونغم. ولسنا بمناسبة ذكرى رحيل الفنان والملحن العبقري “عامر” بصدد ترجمة له كمبدع موسيقي مغربي لم ير الزمن مثله لا قبل ولا بعد، كي نعرج على بداياته وتنشئته وبيئته وما كان وراء تميزه وابداعيته. بل نروم فقط من خلال هذه الورقة ما ينبغي من عبرة والتفات لعلم شامخ من أعلام الأغنية المغربية يستحق أن يظل في ذاكرة المغاربة. إنه “عامر”الذي أبدع ألحان متفردة أطربت وتغنت بها أجيال ولا تزال، لخفة أزمنتها الموسيقية وطيب وروعة توزيع جملها فضلاً عن تعبير وبلاغة بنائها وشدة تأثير نغمها. لقد تمكن”عامر” من تملك قدرة الحفاظ على قياس الأصالة الفنية المغربية وتراثها، وفي الوقت ذاته آليات وسبل تجديد وانفتاح من خلال ثقته في تخريجاته اللحنية التي تقاسمها حسن مقام وانتقاء نغمي موسيقي، وعياً منه بأن الفن والموسيقى رسالة وليست عبثاً وأن خلوها من المعنى يجعلها بدون معنى وخلودها ومجدها رهين بسمو طبعها.

بتقدير باحثين متخصصين موسيقيين في المغرب والمشرق، كانت أعمال”عامر” الموسيقية هرمية بروعة همس نغمي وابداع مؤكدة ما كان عليه من سهل ممتنع أثار اهتمام كبار الموسيقيين في المجال من أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب. وعليه، لا زالت أعماله اللحنية الفنية الموسيقية غذاء روحياً رغم مرور عقود من الزمن. وسواء “القمر الأحمر” أو”الشاطئ” أو”الأمس القريب” أو”راحلة” أو”ميعاد” أو”قصة الأشواق” أو”حبيبتي” أو “غنت لنا الدنيا” وغيرها..، كلها أعمال موسيقية متفردة بروعة ايقاع وتميز نغم خالد ووقع لحني فني موسيقي نال إعجاب الجماهير وكبار موسيقي المشرق من طينة محمد عبد الوهاب وغيره، هي بصمات فنية لـ”عامر” لا تزال بخلود واستمرارية وتميز واحترام وتقدير واكبار واعتراف. ولعل “القمر الأحمر” في ريبرتوار الطرب المغربي عموما، عمل يختزل مرحلة ابداع موسيقي بكل ما في ذلك من حس وجمال وتعبير وبناء واخراج، عمل موسيقي عابر لزمن المغرب حامل لبصمة وزمن “عامر”، جامع بين أصالة وذوق ونغم وبين انسان وطبيعة وقصيد ولحن، كذا نبوغ دخل به “عامر” تاريخ البلاد الفني الموسيقي بكل أحقية وتميز. عمل فني كبير تقاسمت نجاحه جوانب رافعة، تفخر به الخزانة المغربية ويفخر به كل عاشق لكل طرب، اجتمع فيه صوت قوي وقصيد بليغ ولحن رفيع. علما أن هذا الانجاز الفني الذي ارتبط ب”عامر” لم يكن بكلفة مادية، فقط ما حصل من إرادة مبدع وابداع قوية وطموح اجتهاد من أجل ما هو فني متميز، بعيداً عن أي هاجس نجومية زائفة ولا بحث عن ظهور براق وتمظهر مثير موسمي مصطنع، ولا موقع وشهرة بقيمة ومقام محدود ضمن موجة استهلاك سوقي باهت سرعان ما يطويه الزمن وينساه الانسان لسطحيته.

ولا شك أن أعمال “عامر” الفنية الموسيقية كانت بنوع من اثبات الذات وبناء ما هو غير مألوف في هذا المجال، علماً أنه لم يكن بمكتسب علمي كبير ولا بقدرة عزف عالية اللهم ما كان عليه من نصيب محدود في آخر حياته، إنما كان بحاسة سمعية قوية وتذوق لمقامات ولكل ما هو بليغ من معاني وصور قصيد. ونظراً لفقدانه حاسة بصره  في سن مبكرة اعتمد صوته لبناء وترتيب أعظم الجمل اللحنية كذا نقل تعبيره الفني الموسيقي لمغنين وعازفين، كما كان يستعين ببعض الأكفاء من الموسيقيين من أجل التواصل فنياً كلما دعت الضرورة دون شعور بأي نقص. ومن هنا فقد كان “عامر” هذا العبقري بروح منفتحة لا يتردد في طرح السؤال حول الموسيقي اللحني، مؤمناً بقيم الاختلاف والحوار والنقد البناء لتحقيق ما هو خالد من أعمال.  لقد كانت فترة “عامر” حقاً برمزية وزمن ابداع وعطاء فني موسيقي طربي بالمغرب، وكان لقاءه بعبد الهادي بلخياط وعبد الرفيع الجواهري هو ما أفرز أعظم ما ارتبط بالأغنية المغربية العصرية من عمل لحني موسيقي عابر للزمن المغربي. و”عامر” بعد كل هذه المدة عن رحيله يبقى ظاهرة موسيقية حقيقية طبعت ستينات وسبعينات القرن الماضي، كيف لا وقد كان بفضل في تثوير الأغنية المغربية بألحان الكبار في المجال، محققاً حسن ذوق وفن رفيع وجمال تعبير وتركيب نغم. كلها آثار فنية وغيرها جعلت اسهامات “عامر” روائع خالدة بتقدير واعجاب وحضن، لِما ارتكز عليه نهجه الفني اللحني من خيال رفيع وحس وتعبير جميل عوض صياغة جمل موسيقية وتركيب. 

هكذا اذن هو إرث الشعوب اللامادي ومن ثمة حضارة الانسان بما في ذلك مجال الفنون والتعبير، إرث جمعي بقدر تباين اسهاماته وهوياته بقدر ترابطه وقيمة أهمية التفاعل معه، وعياً بكون إرث الانسان وعاءِ قوةِ لاحقِ الأجيال في شتى المجالات، ومن هنا أهمية الانصات والاطلاع على نتاج الأولين واسهاماتهم لِما في الأمر من حكمة وعبرة ونقاط قوة وطاقة. ولعل من شأن تراث وبصمات الأولين، ضمان كل نجاح واجتهاد واستمرارية وخلق وابداع. ما بات غائباً في الأغنية المغربية وأمراً جلياً جعلها عرجاء تئن تحت رحمة ربها، من شدة سطحيتها وتسطيعها بل وانتقال حالها من زمن قمم ونغم الى زمن ضجيج منظم.  إن الأخذ من الرواد الموسيقيين وتطوير تراكماتهم وانتاجاتهم وسبل وخيارات اشتغالهم، هو من أسس تحقيق الابداع وتميزه وخلود اعماله، ولعله نهج حصل حتى مع تجارب عباقرة الموسيقى الكلاسيكية الأوربية على امتداد قرون. وعليه، لِما لا يكون رواد اللحن والأداء والكلمة في الأغنية المغربية مرجعاً لكل ابداع وتجديد وتطوير، ولِما لا يكون “عبد السلام عامر” قدوة وعبرة ودرساً وتيمة ونهجاً ومثالا في زمن افتُقد فيه الطرب وبات مجرد غناء دون وقع وتوقيع، لشدة ما يسجل من نمط وبؤس وفقر لحن وركاكة تعبير جمل وقلة جذب..، لقد كان “عامر” والحالة هذه ممن جعل أغنية مغرب ما بعد الاستقلال بتحول وتميز نصاً ولحناً وأداءً، أغنية مغربية حديثة جامعة بين أخذ من تراث وانفتاح على حداثة وتجدد وابداع. 

لقد كان “عامر” من رواد وصناع طرب فترة ستينات وسبعينات القرن الماضي، مبدع موسيقي حقيقي توفي في عز عطاءه الفني الموسيقي اللحني يوم 14ماي 1979 بالرباط دون سن الأربعين، وقد دفن بالدار البيضاء بوصية منه عوض مسقط رأسه مدينة “القصر الكبير” التي قضى بها طفولته وشبابه، متى تبين أنه بملكة فنية وموهبة قوية وميول لِما هو أصيل موسيقي، استلهمه في جل أعماله الفنية من إرث وأنماط تعبير وايقاعات مغربية، بحيث عمل على تمييز الأغنية المغربية وابراز معالمها اللحنية. وعياً ب”عامر”هذه التجربة الفنية الموسيقية المغربية المتفردة وهذه البصمة الأصيلة الفاصلة في تاريخ الأغنية المغربية العصرية، وعيا بهذه التجربة كان أفضل تكريم لروحه احتضان “القصر الكبير” مسقط رأسه لمهرجان خصص له كعلم موسيقي مغربي مغاربي وعربي أصيل، تثميناً لأعماله الخالدة ووعياً بما ينبغي أن ينال من التفات لِما أسهم به وما أضافه من تحف رفيعة المستوى لخزانة الأغنية المغربية. ولعله موعد من المفيد استمراريته لحضن الطرب المغربي الأصيل وتسويق ما هو تراث رمزي وذاكرة رافعة لتنمية المدينة. وثانيا فيلم “القمر الأحمر ” لحسن بنجلون، حيث الحكي والتوثيق لحياة “عامر” ولِما تقاسمته الأجيال ولا تزال من أعمال خالدة له بجمالها وروعة لحنها وزجلها وأدائها، وحيث الحنين لزمن فن وطرب وقمم ونغم عوض ما هو ضجيج منظم.

يبقى رغم مرور حوالي أربعة عقود على رحيل “عامر” رائد الأغنية المغربية الحديثة وصانع مجدها ومبدع موسيقى قصيدها بناءً وهيبةً وشكلاً ومتناً وايقاًعاً ونغماً وتركيبا، ويبقى ما أسهم به من متغير نغمي عميق لفائدة المجال فضلاً عما كان عليه من استثناء حياة فنية، هي مكونات وحقائق وتفاعلات وعلامات لا تزال بحاجة لمزيد من الالتفات، لكون الرجل رسم وجسد جانباً مضيئا من تاريخ الموسيقى المغربية عامة وزمن الأغنية المغربية الحديثة. فهل بعد هذا وذاك من الاشارة حول فترة ابداع موسيقي رفيع طبع مغرب ستينات وسبعينات القرن الماضي، هل يعرف الجيل الجديد شيئا عن رواد وأعلام وأعمدة الأغنية المغربية وتراكماتهم.؟ وهل حقاً بات ما هو طرب ونغم مغربي في خبر كان؟ وهل حقاً هوت الأغنية المغربية الى أسفل سافلين؟، وهل باتت اغنيتنا مجرد من كل هذا وذاك من جمال ووجدان وطرب لدرجة ضجيج منظم ليس إلا؟. رحم الله الفقيد”عبد السلام عامر” وجميع من كان بفضل في مجد الأغنية المغربية وشموخها، كل من أحمد البيضاوي وعبد الرحيم السقاط ومحمود الادريسي وأحمد الغرباوي وعبد القادر الراشدي وعبد النبي الجراري واسماعيل أحمد والمعطي بلقاسم وعبد القادر الراشدي ومحمد الحياني ومحمد فويتح ومحمد المزكًلدي وابراهيم العلمي وعبد المنعم الجامعي والطيب لعلج والطاهر سباطة وعلي الحداني ومحمد بن عبد السلام .. الخ، وأطال الله عُمر من كانوا بأثر في اشراقها واشعاعها واغناء خزانة البلاد بروائع نصوصها، كل من عبد الرفيع الجواهري ونعيمة سميح وعبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي..، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لوفاة نابغة واسطورة الأغنية المغربية العصرية “عبد السلام عامر”.

مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث *

Capture 1 1 - تازة بريس - Tazapress

 المغربية 1 - تازة بريس - Tazapress

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق