الأعمال الدرامية الرمضانية بين الرداءة وتبليد الذوق وضعف الجودة الفنية ..
تازة بريس
تطال العديد من الإنتاجات الرمضانية المعروضة بالشاشات العمومية المغربية، انتقادات واسعة واتهامات بالرداءة وضعف الجودة الفنية والتقنية رغم نسب المشاهدات المرتفعة التي تحققها، ما يضع صناع الأعمال المعروضة موضع مساءلة واتهام أحيانا. ويرى متابعون أن الكثير من السلسلات تفتقد إلى الفعالية الإضحاكية والسيناريو الجيد ما يعرضها لموجة من السخرية، إذ يصفها البعض بالأعمال “الحامضة، والأمر نفسه تواجهه بعض الأعمال الدرامية التي يجدها المشاهد لا تنبني على قصة واقعية قريبة من المجتمع المغربي.
وفي قراءة للأعمال التلفزيونية الدرامية والكوميدية المعروضة على الجمهور في الموسم الرمضاني الحالي خلال الأسبوع الأول، أجمع نقاد على أن غالبية الأعمال الرمضانية خيبت الآمال بمحتوى ضعيف ورديئ، معتبرين السيتكومات “مجرد بقرة يسعى الجميع إلى حلبها”. ويرى الناقد الفني فؤاد زويريق أن“الدراما هذه السنة أصابتنا بالخيبة كالعادة. صحيح أننا اعتدنا على الخيبات التي ترافق كل موسم حتى أضحت تقليدا وعرفا، لكن رغم ذلك يبقى الحلم بفلتة ما تحيي فينا شيئا من الأمل حلما مؤجلا إلى أجل غير مسمى”. مضيفا: “لدينا وفرة في الإنتاج وهذا يسعدنا ويفرحنا، لكن للأسف يبقى المحتوى متواضعا وضعيفا، محتوى بدون بهارات، لا نكهة ولا ذوق ولا دسم فيه، مسلسلاتنا تفتقر إلى الرؤية الفنية والفكرية والإخراجية”. وأكد المتحدث ذاته أن الدراما المغربية لم تتصالح مع الجمهور، علما أنه تحققت طفرة في الكم، مضيفا: “لكن مازلنا نعاني من ضعف المحتوى، فالقيمة الإبداعية الحقيقة لأغلب الأعمال الدرامية منعدمة ابتداء من السيناريو باعتباره العمود الفقري لكل عمل، مرورا بالإخراج إضافة إلى باقي العناصر الفنية والتقنية الأخرى، إلا أنه يبقى التشخيص عنصر القوة الوحيد الذي تحقق من خلاله بعض الأعمال انتشارها، فلا شك بأن الممثلين لدينا في كل المسلسلات تقريبا يبلون البلاء الحسن لكن هذا لا يكفي في ظل السقم الذي يضعف باقي العناصر”.
من جانبه، يرى الناقد الفني عبد الكريم واكريم، أن الجمهور المغربي يعشق فنه وهو متعطش لرؤية أعمال مغربية وحتى حينما تكون هذه الأعمال أقل من المتوسط فنيا يتابعها خصوصا في شهر رمضان، مشيرا في المقابل إلى أن “الرداءة في كثير من الأحيان تجعل جزءا كبيرا من الجمهور المغربي يهاجر إلى القنوات الفضائية العربية، لكونه يجد أعمالا درامية عربية في المستوى الفني الجيد والتي تفوق كثيرا المستوى الذي نرجوه في الدراما المغربية، التي للأسف ما زالت تراوح مكانها ولا تتطور”. ويرى واكريم أنه في صنف الدراما حتى لو كان المستوى متوسطا في أغلب الأحيان طيلة السنوات الماضية فإننا لا نرى نهائيا أعمالا يمكن أن تنافس ما ينتج عربيا، خصوصا في مصر وسوريا حيث تطورت الدراما التلفزية بشكل كبير وجميل. وعن الحلقات الأولى التي عرضت حتى الآن، صرح واكريم : “تابعت الحلقات الأولى لمسلسل ‘مال الدنيا’ الذي يبث في ساعة الذروة بعد الإفطار مباشرة على قناة “إم بي سي 5″ وبدت لي فضاءاته غريبة عن المجتمع المغربي. فإن خفضنا صوت التلفزة وشاهدنا ما يقع تظننا في أمريكا أو في بلد غربي مشابه. وانطلاقا من حلقاته الأولى يظهر أنه ليس هناك ما يبشر بمسلسل محترم فنيا، فلا تطور في الأحداث بشكل معقول ولا شخوص مكتوبة بشكل جيد، حتى إن ممثلين جيدين يبدون وكأنهم يبذلون مجهودا مضاعفا ليؤدوا الشخصيات بشكل معقول لكن دون جدوى”. وبخصوص الجزء الثاني من مسلسل “لمكتوب” قال واكريم: “ يبدو إيقاعه كما في الجزء الأول مقبولا رغم ميله لتقليد تلك المسلسلات التركية المعروفة التي تركز على تشابك العلاقات العاطفية بالخصوص مع عدم إيلاء أي أهمية للجانب الاجتماعي، ودون طموح درامي كبير، والملاحظ أن الشخصيات في هذا المسلسل انقلبت بمئة وثمانين درجة دون التمهيد لتحولاتها النفسية والانفعالية دراميا بشكل جيد”. مضيفا في سياق حديثه عن الموسم الثاني من مسلسل “لمكتوب” أن“ما يزعج كثيرا في هذا المسلسل، إقحام إشهار لنوع من مسحوق الغسيل داخل الأحداث بشكل فج يسيء للمسلسل وللعاملين فيه ولشركة الإنتاج وللقناة”.
هاجر زهير