أين ذاك الصهيل الذي كان يشق الفجاج ويتردد صداه في شعاب قلب عليل..

تازة بريس24 أغسطس 2024آخر تحديث : السبت 24 أغسطس 2024 - 12:41 صباحًا
أين ذاك الصهيل الذي كان يشق الفجاج ويتردد صداه في شعاب قلب عليل..

تازة بريس

محمد جنياح

لقد طال الإنتظار ولم يتغير شيئ من هذا الواقع المر، لم نستطيع أن نأجل حياتنا إلى زمن لاحق قد نجد فيه ما نأمله ونشتهيه، بعد الانتظار الطويل، قد مل الصبر من الصبر وانهارت قوانا الجسدية والعقلية فأصبحنا نعيش حياة بطعم التضمر والألم، لا أمل يلوح في الأفق وسط هذا الضباب الحالك الذي حجب الرأيا فظللنا عن الطريق .أحس بوهن كبير و بهزال قد أتى على جسدي النحيف على عجل، ونار الغربة داخل وطني تلتهمني على مهل، وأنا استحضر عينيك، نظراتك الطفولية البريئة الساهمتين تحدقان في اللاشيء وأنت تقظمين أظافرك الطرية بعنف، باحثة عن شيء ضاع منك قسرا، نفس الإحساس كان يضمرني وأنا تائه بين ذكريات ماض جميل ضاع في غفلة منا وآت مجهول قد نضيع لامحالة في متاهاته.  لا أعرف ماذا وقع لهذا العالم السادي، وهذا القدر الذي أتى بقسوته فأصاب صبرك بالتضمر وأملك بالإحباط فاحتل جهازك المناعي.

يا من كنت تمتطين صهوة الأمل والشجاعة والصلابة والإصرار على التحدي وتفجير براكين المستحيل، يا سلالة الجياد الأصيلة، أين ذلك الصهيل الذي كان يشق الفجاج ويتردد صداه في شعاب القلب العليل، ولأنك جزء مني، من طفولتي، من ماضي البعيد، ما زلت أذكر تاريخنا المجيد وإسرارك العنيد وأنت في قمة فرحك تبتسمين لكل الفصول وتضحكين، ترقصين، تثبين فوق كل الصعاب وأنت في قمة فتنتك الأنثوية .لا أنسى حبك، هيامك ، عشقك للفرح حد الجنون، بساتين ورياحين وأحلام لا تنتهي بحجم الكون، متغنية بالفرح والأمل والحنين إلى تلك البدايات التي لن ولم يمحوها البعد ومحن السنين، حتما مازال للأمل بقية وللحظ متسع من الوقت يا بهية، لذلك أملي أن أكون يوسفي الصبر والحنين ، في انتظار أن يرحل هذا الليل ويستكين، حتما سيلوح فجر قريب ويعود الربيع ليستوطن البساتين، وعصافير عشقنا ستغرد حتما للفرح بعد حين، فينجلي هذا الظلام الحالك الحزين وقطعا حينها سينتصر الحق المبين.

كاتب زجال

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق