في فقرة واجهة الكتاب الخلفية أورد المؤلف: “ايماناً بأنه كلما صدر كتاب حول تاريخ تازة، كلما زاد الأمل بغد معرفي تاريخي مشرق يخص المدينة وجوارها. ووعياً بكون ما هو بحث وتأليف وتوثيق يشكل بحق حلقة وصل بين الأجيال وعمل جمع وتنقيب وإضافةٍ وتنويرٍ..، يأتي هذا الكتاب الذي يتوجه لِما هو معاصر من زمن المغرب. تحديداً منه فترة نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، عندما تقوت الأطماع الاستعمارية الأوربية الفرنسية تحديداً في البلاد انطلاقاً من الجزائر. في إطار مخطط مسبقٍ حضي فيه المجال المغربي عموماً بعناية بالغة الأهمية، خاصة مسالكه الحيوية الفاصلة كما بالنسبة لممر تازة. وبقدر ما استهدف الكتاب إبراز بعض أوجه مكانة تازة كممر ومستقر، في خريطة تطورات وأحداث مغرب هذه الفترة الدقيقة من تاريخه. بقدر ما جاء تفاعلا مع واقعٍ يقتضي توسيع وعاء خزانة تاريخية بطابع محلي. ونعتقد أن البحث في تاريخ المغرب وتقدم الكتابة فيه ليس أمراً رهيناً بما تراكم حول ما هو عام، إنما أيضاً بما هو تأمل وتساؤل يخص القرب فيه، لتلمس قيمته المضافة وتحديد ما هو بحاجة لالتفاتٍ في أفق تاريخ شامل للبلاد ومتكامل”.
وقد وضع الدكتور خالد الصقلي عن شعبة التاريخ بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس، تقديما وتصديراً للكتاب أورد فيه حدود واقع حال البحث العلمي التاريخي حول مدن وبوادي المغرب، متحدثاً عن القيمة المضافة لمؤلف “تازة الممر والمستقر بين أطماع واحتلال المستعمر 1902- 1926″، على مستوى التعريف بما كان للمنطقة من أدوار هامة في تاريخ البلاد وحضارتها على امتداد فترات بدءاً من العصر الوسيط. مذكراً بما ذكره الدكتور عبد الهادي التازي في مناسبات عدة ونصوص تاريخية كلما تعلق الأمر بتازة، قائلا ” تلك هي تازة وأن على أبنائها اليوم أن يقوموا بكتابة تاريخها في شتى الميادين، عليهم وحدهم تقع تبعات التعريف بهذه الماسة التي نسميها تازة”. والكتاب الذي جاء بفهرس لأسماء الأماكن وآخر للأعلام والمجموعات البشرية وببيليوغرافيا بحوالي مائتي مرجع بالفرنسية ومائة مصدر ومرجع بالعربية، أورد صاحبه في خلاصته ما يلي: “هذا الكتاب” تازة: الممر والمستقر بين أطماع واحتلال المستعمِر”لا يعني أنه استنفد كل شيء، في عرضه وتغطيته لوقائع وتفاعلات مكان محددٍ في زمن محددٍ، فما يحتويه من معرفة وإشارات وخلاصات يمكن أن يُشكل حافزاً لأعمال أخرى أفيد وأهم. بتفكيكها لقضايا تاريخية في نفس الاتجاه وإبراز حقائق ومعطيات لاتزال عالقة، خدمة لتراكم معرفة علمية من جهة وإغناء لنصوص بقيمة مضافة من أجل خزانة تاريخية مغربية ومحلية من جهة ثانية. بحيث يبقى المهم والمفيد هو إقبال الباحثين على كتابة تاريخ بلدهم وجهتم ومدنهم وقراهم..ولو كان القليل هو القيمة المضافة لما يفرزه عملهم وجهدهم. وعياً بأن أهم ما يمكن أن يسهم به هؤلاء، ويترتب عن اهتمامهم بتاريخهم الوطني والمحلي. هو عودتهم من جديد لوقائع وأحداث وتفاعلات، بانفتاحهم على تفاصيل أكثر ووثائق ونصوص ومقاربات وتركيب تاريخي جديد.”
كتاب جديد بعنوان تازة الممر والمستقر ..
تازة بريس
صدر حديثاً عن مطبعة المعارف الجديدة بالرياط، كتاب”تازة..الممر والمستَقر بين أطماعِ واحتلالِ المستعمِر” لمؤلفه الدكتور عبد السلام انويكًة. اصدار في حقل تاريخ المغرب بحوالي مائتي صفحة من القطع المتوسط بواجهة خارجية تتوسطها صورة عن الأرشيف الفرنسي هي جزء من المدينة العتيقة تازة، حيث المرتفع والشرفة والصخرة التي تطل منها تازة على ممر شهير باسمها يصل شرق المغرب بغربه. الكتاب الذي يهم فترة دقيقة وحرجة من زمن المغرب المعاصر تحديداً نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، بفهم وتحقيب منهجي تاريخي وقائعي وليس مدرسي، جاء غنياً بمراجع هامة باللغتين العربية والفرنسية، كذا بوثائق بقيمة عالية عن الأرشيف الاستعماري الفرنسي للمغرب على عهد الحماية. وقد توزع الكتاب على محاور فاصلة متكاملة، يبسط فيها المؤلف لجوانب فزيائية وبشرية تخص تميز المنطقة ضمن المجال المغربي، ويعرض لمحطات ووقائع وأحداث وتطورات طبعت المغرب عموماً خلال هذه الفترة وممر تازة منه تحديداً. مع تركيز على صورة هذا الممر في خريطة تطلعات وانشغالات الأطماع الاستعمارية الفرنسية المسبقة فيه انطلاقاً من الجزائر، وعلى بعض سبل إعداد المجال والتعرف عليه لتحقيق التوغل في المغرب لاحقاً واستكمال مشروع وحلم فرنسا بشمال افريقي تابع.