حفل تكريم للفنان نور الدين بن كيران في مهرجان جائزة محمد الجم بفاس ..

تازة بريس

حفل تكريم رفيع المستوى تضمنه المهرجان الحادي عشر لجائزة محمد الجم بمدينة فاس خلال هذا الأسبوع من شهر مارس الجاري، وقد احتضن الفنان والممثل الأنيق والكاتب والمخرج المسرحي والوجه السينمائي المتميز”نور الدين بن كيران”. بادرة تكريم واحتفاء مستحق قال عنه هذا الأخير: “سلوك حضاري أن يتم تكريم فنانين وتثمين مجهوداتهم وابداعاتهم كثقافة عرفان ما احوجنا اليها ولشهادتها، مستحضرا شكرا خاصا له بهذه المناسبة للجهة المنظمة في شخص رئيس جمعية أصدقاء محمد الجم جهة فاس مكناس الأستاذ الحسين ايساور والأستاذ محمد برمضان، فضلا عن المديرية الجهوية للثقافة بفاس وعدد من المكونات الشريكة الأخرى، دون نسيان حضور نوعي فني مسرحي وفكري عن مدينة تازة خلال هذا الحفل وبهذه المناسبة، في شخص نادي المسرح والسينما والأستاذ عدادي مدني والأستاذ حفيظ السالمي والأستاذ محمد جابر والأستاذ ابراهيم الصراج وغيرهم من علامات الابداع المتميزين النشيطين عن المدينة.

يذكر أن الفنان نور الدين بن كيران الذي حضي بعرفان وحضن هذا الموعد الفني وهذه الشهادة والالتفات بفاس، هو عضو في الفدرالية الدولية للممثلين وعضو في النقابة المغربية لمهني الفنون الدرامية. وكان قد انفتح على عالم التمثيل منذ مطلع سبعينات القرن الماضي عبر عشرات الأعمال المسرحية والتلفزية والسينمائية، مع عشرات المخرجين المغاربة والأجانب الكبار، فضلا عن اسهامات عدة له في مواعيد مسرحية ودرامية دولية بكل من تونس والأردن ومصر والعراق وغيرها. ولعل من آخر أعمال الفنان نور الدين بن كيران السينمائية، التي تعد من البصمات القوية التي طبعت مساره الفني  الدرامي، هناك فيلم “الهايم” The Roamer وهو عمل درامي بإخراج ونص رفيع المستوى من توقيعه. وقد جمع معاني وشواهد ما وقع في وعاء وأمكنة رمزية من عالم نسيان ومقبرة غرباء، حيث موت انسانية انسان واحتضار ضمير مع خيط دخان هناك حيث طفولة نشأة وبحث عن ذاكرة فقدها هائم في متاهات دمار وخراب. هذا في زمن تُنوسِي فيه ما هو نور وحق وعدل وسلام… ولعل هذا الهائم الغريب في وعي الكاتب والفنان نور الدين بن كيران اختار اللاعودة لرذيلة وخطيئة في زمن ومكان يدرك معنى الأمل والحب والسكينة. ونص”الهايم” هذا عن خزانة وذاكرة تازة السينمائية قبل عدة سنوات، هو رؤية حياةٍ ونوع من التيهٍ الذاتي في دروب خوف وعنف..برغبة تضحية بثوابت تنشئة، فكان الهائم والتهديد والعيش في حضن أشرار لطالما تلذذوا بتعذيب ضعفاء وقتل إنسانية انسان.

ويُسجل لفيلم ”الهايم” تميزه الذي بلغ به ما بلغ من سقف فني وتفاعل، جعله بصدى كبير، فضلا عما احيط به من وحضن وتحفيز وتنويه هنا وهناك بعدد من الجهات التي احتضنت عرضه بين هذا الموعد الدرامي وذاك. ناهيك عما أثاره من نقاش وما حصده  من جوائز في ملتقيات ومهرجانات بعدد من المدن المغربية، علما أن هذا العمل الدرامي يعد أعظم ما أنتج بتازة وأجمل ما يؤثث خزانة المدينة الفنية وما تحفظه الذاكرة المحلية في هذا الاطار. مع أهمية الاشارة الى أن  فيلم”الهايم” فاز بالجائزة الكبرى لإحدى دورات الملتقى الوطني “أيام فاس للتواصل السينمائي”، ضمن اقصائيات تنافسية شملت عددا من الاعلام الدرامية السينمائية الرفيعة المستوى. هكذا يبقى الفنان نور الدين بن كيران التازي قامة فنية مسرحية وسينمائية مغربية بقدر عال من التفرد في عدد من الجوانب فضلا عن عمق تجربة وكفاءة درامية، ومن هنا ما استحقه من حفل عرفان وشهادة وحضن وتتويج ضمن أسرة الفن والفنانين والابداع المبدعين والمسرح والمسرحين بفاس، وضمن فعاليات المهرجان الحادي عشر لجائزة محمد الجم الذي احتضنته فاس العريقة والعالمة خلال هذا الأسبوع وهذا الشهر من ربيع هذه السنة.