بؤس الحركة السياحية بتازة واصطدامها بضعف الاهتمام وأفق التأهيل ..

تازة بريس

قيل الكثير لدرجة التخمة هنا وهناك ومنذ عقود من الزمن، حول ما يزخر إقليم تازة من مؤهلات طبيعية رفيعة المستوى من شأنها جعله قبلة لفعل سياحي ضمن الخريطة الوطنية والجهوية، وخاصة من هذه السياحة “السياحة التضامنية”، وما قيل وما كتب حول ورش السياحة بالاقليم وحول الطموح المحلي في هذا المجال الذي عقدت حوله عشرات الندوات منذ ثمانينات القرن الماضي، لايزال يصطدم بواقع خاصيته ضعف الاهتمام بالبنيات التحتية ومؤسسات الايواء وغياب مندوبية اقليمية للسياحة، من شأنها المساهمة في تدبير وإغناء هذا الورش والترافع من أجل النهوض بواقعه على صعيد المنطقة ككل. ولعل من شأن المؤهلات الطبيعية الواسعة لإقليم تازة التابع لجهة فاس- مكناس، أن تسهم في انعاش وبروز سياحة تضامنية رافعة لساكنة المناطق الجبلية بالإقليم، علما أن هذا الشكل التنمية الترابية يقوم على فك العزلة عن المناطق بما يُتيح تطوير الاقتصاد المحلي ورفع التهميش عن الساكنة القروية، انما على اساس انخراط الجميع كل من موقعه، جماعات ترابية ومنظمات مهنية وسياحية ومجتمع مدني. ويسجل أنه رغم هذه المؤهلات الطبيعية ومعها الرصيد التاريخي لمدينة تازة الذي بلغ حد التخمة، فالإقليم لم ينل بعد حظه من التنمية السياحية. وأن ما هو كائن من نقاط متواضعة ضمن حجم مدينة تازة وطموحها السياحي، لا تواكبه مشاريع تنموية كبرى ذات علاقة، اللهم ما هو متواضع بدون اثر يذكر. مقابل ما هناك من لامبالاة تجعل الإقليم دون أي تطور منشود على مستوى السياحة التضامنية خاصة، والتي تشهد تحولا عبر العالم لجعلها قاطرة لتنمية المناطق القروية، وهو ما برز في مبادرات عدة قادها عدد من أبناء الإقليم بعدد من النقاط الجبلية المحيطة المنطقة، من خلال إحداث مآوي سياحية هنا وهناك بمبادرات فردية محلية. وكان المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قد اقترح عام 2021، إيلاء السياحة التضامنية ما ينبغي من اهتمام وتطوير لمآوي الشباب وتشجيع الإقبال عليها عبر منتجات تتلاءم مع القدرة الشرائية للسائح المغربي.