تازة : موسم الزهر في دورة سادسة وسهرة تراثية كبرى بمشور المدينة ..

تازة بريس

تقليد أصيل هو تقطير ماء الزهر في الوسط الأسري التازي، وتقليد احتفائي استشرافي هو أيضا موسم الزهر الذي ينظم بتازة العتيقة ربيع كل سنة. ولعل تقطير الزهر/ المادة العطرية الطبيعية بتازة كانت دوما بطقوس محلية خاصة – ما لا يزال قائما مؤثثا رغم كل التحولات-، ذلك أنه خلال فصل الربيع مع ظهور زهر النارنج والذي يكون في أوجه منظره مع بداية الفصل ممتدا ببساتين المدينة على مستوى جوارها  لبضعة أسابيع. مع أهمية الإشارة لِما كانت تشتهر به تازة من أمكنة شهيرة بتسويق (الزهر والورد) حيث قبة السوق وزنقة باب الزيتونة، من خلال ما كان ولا يزال يعرض بها كل صباح عبر قفاف من دوم وقصب وحلفاء بعد قطفه باكرا من قبل منتجين عن بساتين محيطة: دوار”مكوسة” و”بوحجار”ورأس الواد” و”الشقة” و”جنان عين سلطان”. ويسجل أن تقطير الزهر بالمدينة يعد إرثا أسريا عريقا بل هوية ثقافية ونمط عيش متوارث، علما أن تقليد تقطير ما الزهر والورد على الطريقة التازية بقدر ما يحتاجه من شروط خاصة، بقدر ما يترجم فن عيش أسري تازي محلي وخصوصية.

المجتمع المدني المحلي ممثلا في دار السماع، ارتأى الانفتاح على دائرة تراث المدينة اللامادي عبر موعد احتفائي سنوي بلغ دورته السادسة، مستهدفا ما ينبغي من إنصات لمورد بيئي عطري ضمن أفق التنمية المحلية، فضلا عن لفت انتباه الجميع  سلطات محلية وهيئات منتخبة وإعلام ومنعشين ومستثمرين الخ، من أجل ما ينبغي من تثمين وحضن محلي رافع. هكذا يستمر تقليد موسم الزهر بالمدينة لهذه السنة تحت شعار “دور المجتمع المدني في الحفاظ على الهوية الحضرية للمدن”، في محالة لمزيد من الأضواء والترسيخ صوب هذا الأفق على امتداد أيام 1، 2 ، 3 ماي 2025، وقد ارتأت الجهة المنظمة توزع برنامجها وحفلها على ندوة فكرة يؤطرها باحثون مهتمون عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله، المركز الجهوي للتربية والتكوين فاس مكناس، الوكالة الحضرية تازة تاونات. فضلا عن معرض خاص بمراسيم عملية تقطير الزهر على إيقاع نفحات التراث العيساوي المحلي، وكذا سهرة ختامية كبرى بفضاء مشور المدينة العتيقة الأثري، تؤثثها فقرات فنية تراثية عدة منها وصلات اندلسية لجوق احمد لبزور التازي للموسيقى الاندلسية، وتؤثثها أيضا ثلة من الفنانين المتميزين في حقلي السماع والمديح منهم الحاج محمد با جدوب.