تازة: الائتلاف المدني التازي يستنكر إغراق المدينة بالمتشردين كل مرة ..
تازة بريس
في سلوك ليس بجديد ولا الأول من نوعه، تم مؤخرا إفراغ (شحنة) من عشرات المشردين من المرضى النفسيين والمختلين عقليا بمدينة تازة ليلا، ضمن مشهد انساني مقزز مثير للشفقة والسؤال معا. دفعة جديدة من هؤلاء تم استقدامهم عبر حافلة لنقل المسافرين، ليتم انزالهم على بعد حوالي ست كلمترات من المدينة غربا، بحسب شريط تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع محليا، يظهر فيه كيف تفرق هؤلاء في كل الاتجاهات معرضين أنفسهم للخطر. ولعل ما حصل بقدر ما هو اغراق للمدينة بمتشردين ومرضى نفسيين وعقليين مستقدمين من جهات اخرى، بقدر ما كان لهذا السلوك من أثر في ردود فعل غاضبة للساكنة ومعها المجتمع المدني.
وتفاعلا منه مع الظاهرة التي باتت مقلقة خلال السنوات الأخيرة، أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة، بلاغا جاء فيه أن”عدد المختلين عقلياً ارتفع بشكل ملحوظ بالمدينة في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يهدد حياة السكان، خاصة أن بعضهم يقومون بسلوكيات خطيرة تهدد سلامة الأفراد والممتلكات”، وأن “وجود المختلين نفسيا وعقليا أضحى أمرا روتينيا دون أن تتدخل السلطات المعنية”. مضيفا أن “مجال الصحة العقلية والنفسية بمدينة تازة والإقليم لا يحظى بالاهتمام الكافي رغم ارتفاع نسبة الأمراض النفسية والعقلية والانتحار، كما أن السياسة الصحية في هذا المجال تبدو قاصرة عن توفير الرعاية الكافية للمرضى النفسيين والعقليين وحمايتهم”. دون نسيان ما هناك من تخوفات مقلقة للساكنة تجاه ما بات يتهددهم من كثرة هؤلاء في الشوارع والأحياء وبجوار المساكن والمحلات التجارية والفضاءات العمومية وغيرها، ومما قد يصدر منهم في أية لحظة من عنف ورد فعل غير محسوب العواقب صوب المارة من الكبار والصغار.
عن المجتمع المدني ايضا ممثلا في الائتلاف المدني التازي، استنكر بدوره هذا السلوك داعيا للوقوف ضد اغراق تازة من حين لآخر بمشردين ومرضى نفسيين من مدن أخرى، ولتحمل السلطات المحلية والهيئات المنتخبة لمسؤوليتها من اجل الحد منها وعدم تكرار هذا السلوك الذي يمس بكرامة وحقوق الانسان، والغير مقبول انسانيا واجتماعيا وقانونيا. وعيا منه بأن هذه الفئة من المشردين الذين ينتشرون هنا وهناك بكل تراب المدينة، كان يجب أن يكونوا في مراكز خاصة بالايواء حماية لهم من جهة وحماية للمواطنين من ردود فعلهم من جهة ثانية.