اليوم الوطني للاعلام بعيون فاعلين وتجارب على أمواج اذاعة فاس الجهوية
تازة بريس
من خلال مساحة أثيرية مباشرة تقاسمتها مساهمة فاعلين عن حقل الاعلام والتكوين والبحث والتأطير في المجال فضلا عن تجارب اعلامية الكترونية، خلدت واحتفت اذاعة فاس الجهوية اليوم 15 نونبر الجاري باليوم الوطني للاعلام. وعليه، ضمن حلقة خاصة بالمناسبة بسط الاعلامي الاذاعي المقتدر الأستاذ عبد الحق بلوط بتوقيعه المهني المعهود، لجملة نقاط جوهرية ذات علاقة استحضرت رمزية وأهمية المناسبة في بعدها الوطني من جهة، وما هناك ايضا من حصيلة وتدبير وتنظيم وانطباعات مهتمين ومتتبعين تخص القطاع الى جانب ما هناك من تحديات وانتظارات من جهة اخرى.
وكان مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث من خلال الأستاذ والاعلامي عبد السلام انويكًة، ضمن أثاث حلقة اذاعة فاس هذه وما طبعها من نقاش وقراءة. مشيرا في تدخله الى أن المناسبة تشكل كل سنة في مثل هذا اليوم محطة لأسئلة وتأملات في المشهد عموما ومساءلة طيف الاعلام الوطني في شموليته، فضلا عما يتم استحضاره ايضا من تميز واضافة وتعبير وانخراط وضوابط ومركز وجهوية وغيرها، وكذا من تبصر واستشراف ونظرة ورؤية والتفات وإعداد للقادم من الزمن. وحول تجارب الاعلام الرقمي بالمغرب منذ عدة سنوات وما هي عليه من وقع وموقع في ضوء ما هناك من اجراءات تنظيم وهيكلة وتقنين وملائمة وغيرها، أورد الأستاذ انويكًة بعدما استحضر ما هناك من تجارب مغربية ناجحة، أن ما يسجل من سيل وتنوع وتخمة في هذا الاطار ارتبط بطفرة رقمية وما طبع عمل الاعلام على اثرها من انتشار جعل من عالم اليوم ليس قرية صغيرة بل بيتا صغيرا. مشيرا الى أن الرقمي قلب كل شيء رأسا على عقب لمَّا باتت الصورة فيه وعبره بسلطة وهيمنة وسرعة وقرب وجذب ودرجة ومساحة التقاط واسعة غير مسبوقة، هي الاعلام وهي بنزين ومحرك ما يطبع ويملأ العالم من ثقافة استهلاك لدرجة التخمة.
على ايقاع واقع تحولات رقمية عميقة غزت كل شيء تحت رحمة الانترنيت يوجد اعلامنا في يومه الوطني- يضيف-، وما ينبغي مع هذا الواقع وصوب هذا الاعلام من تأمل وتقييم وسبل بناء وتوجيه وحسن استثمار، فضلا عن مساءلة ذات هذا الاعلام عموما في مهنيته ومناعته وكفاياته ودرجة انصاته وتجدده، وكذا ما يؤثثه من فاعلين وتكوين وأبحاث واخلاقيات ورسالة ومسؤولية هنا وهناك. مشيرا لِما ارتفع من اصوات تجاه ما بات من تأثير لمحتويات السوشييل ميديا ومن سؤال حول ما ينبغي من حق تعبير وحدود تفاهات. ومن هذه الأصوات- يقول- من نادت بوقف تحويل تفاهات الى قدوة ونجومية، في تطبيع مع الرداءة مع تسطيح اعلامي فضلا عن استخفاف بما يشكل هوية وثقافة وتراث أفراد وجماعات. بل من اصوات باحثين واعلاميين وجمعويين وتربويين وغيرهم، من نادى بفتح نقاش مجتمعي لتوجيه ما هو كائن في صفحات التواصل الاجتماعي من اعلام، وفق ما ينبغي من مقاربة تربوية واعلامية مهنية وقانون..، حتى لا تكون هذه المساحة من حقل الاعلام مسيئة وسلبية بحسن نية تجاه انسان ومجتمع وثقافة ومشترك وقيم وعيش، بل حتى لا تكون هذه الواجهة من الاعلام الرقمي مجرد ضجيج لا غير، صانعا لتفاهات مبخسا لهيبة إعلام ونبل رسالة لا غير .