اتهام بانتحال أطروحة دكتوراه يزاول بها شخصا عمله كأستاذ جامعي ؟؟
تازة بريس
تدوينة لخالد طحطاح استاذ بكلية الاداب بمرتيل شعبة التاريخ..الكابوس (قصة قصيرة): وأخيرا تلقى الخبر الصادم .. مطلوب منه على عجل المثول أمام لجنة التقصي والتحقق مما انتشر في وسائل الإعلام عن سرقات وانتحالات بالجملة في أطروحته التي نال بها منصبا جامعيا. لم يكن يتوقع يوما أن أمره سينكشف….من اللعين الذي سرب أطروحته، فهي مرقونة ومنسية في الرفوف؟ هو لا يعلم، لكن لا شك أن الأخبار تتداول وتنتقل بسرعة كبيرة، أصبح الأمر كارثيا بالنسبة له.. وهو الموظف الذي نال منصبا بالعلاقات والمحسوبية….كيف سيكون موقفه أمام معارفه وطلبته ممن لا يستفيدون منه شيئا… سيلاحقه العار للأبد…ليس أمامه إلا الإنكار، لكنه يعلم أكثر من غيره أن الأدلة ثابتة وكاشفة، فالانتحالات بالصفحات وبالحرف الواحد. تذكر فجأة التقرير الذي كان أرسله المشرف على أطروحته إلى السيد عميد كلية الآداب والفنون الانسانية حول أطروحته للدكتوراه..فتح الدرج وأعاد قراءة ذلك التقرير المشؤوم الذي سحبه مشرفه بعد اتصالات وردته من جهات ضاغطة…كان هو وراء تلك التدخلات الخفية.. قرأ مجددا التقرير ويده ترتعش:
إلى السيد العميد المحترم: باعتباري مشرفا على الأطروحة التي يُعدها الطالب الباحث هيان بن بيان، يؤسفني أن أرفع إلى علمكم أنها غير قابلة للطبع ولا للمناقشة للأسباب التالية: أولا: غير الطالب عنوان الأطروحة الأصلي، وهو “الأنساق العامة للسياسة بشمال فنزويلا من خلال السياسة الاستعمارية”، إلى “السياسة الاستعمارية بفنزويلا وعلاقتها بالشمال”، وهذا العنوان الجديد لا علاقة له بالعنوان الأصلي المسجل بالكلية. ثانيا: البحث المقدم ليس من إنجاز الطالب هيان بن بيان، وإنما هو عبارة عن تلفيق ونقل حرفي وشبه حرفي من مؤلفات الآخرين، وبالخصوص من كتابات المرحوم ( انظر من الصفحات 172-229/ 755-328) وكتابات محمد بن هرزوم وخاصة “وثائق الحركة الفنزويلية بالشمال”، مما يؤكد أن الطالب الباحث أخل بالقواعد العلمية. ثالثا: عدم استيفاء الطالب لجوانب التحليل والتوثيق اللازمة في كل عمل جامعي جاد، وخاصة أنه لم يعتمد محتويات أي أرشيف، وعلى رأسها الأرشيف الفنزويلي. رابعا: غياب المادة المصدرية المهمة يعبر عن عدم إلمام الطالب بموضوع أطروحته، والدليل أدمج فقرات لمواضيع لا تمت بصلة لموضوعه. فالقسم الأكبر من الأطروحة عبارة عن قضايا تعتبر خارج الموضوع ( مثلا من الصفحة 7 إلى إلى 243) خامسا: بيبليوغرافية الأطروحة فيها نقص واضطراب كبيرين، وخاصة ما يتعلق بالدراسات الفنزويلية حول الموضوع، كما أن الباحث ليس له إلمام بما أنجز حول الموضوع باللغة العربية (على سبيل المثال لا الحصر، الباحث لا يشير إلى أطروحة عبد العزيز الفنزويلي رغم أنه اعتمد عليها) خامسا: تخلو الأطروحة من عنصر أساسي في كل عمل علمي جاد، وهو التوثيق. (انظر على سبيل المثال من ص 265- إلى 326، ليس هناك أي إحالة مرجعية). سادسا: لم يأخذ الطالب الباحث بعين الاعتبار التصحيحات والملاحظات التي قدمتها إليه، وخاصة على مستوى ضبط البيبليوغرافية وكذا ضرورة حذف الانتحالات. وبناء عليه فإن هذه الأطروحة في صيغتها الحالية، غير قابلة للمناقشة.( أسفله إمضاء المشرف على الأطروحة).
كان خائفا أن تكون نسخة هذا التقرير لاتزال في أرشيف الكلية، سيكون الأمر فضيحة لو وجدتها اللجنة…هو يعلم أن اللجان التي ترسلها وزارة فنزويلا صارمة جدا ولا تتسامح مع السرقات، عليه فنهاية مستقبله في الجامعة بات وشيكا. رن الهاتف واستيقظ من النوم فزعا مرعوباً… كانت الساعة تشير للعاشرة صباحا. لقد عاوده الحلم ثانية…تحسس أسفله كان سروال البيجامة مبللا بشكل كامل، إذ نسي إرتداء الحفاظة (ليكوش) على غير عادته. حمد الله وشكره، ثم توجه للاغتسال بقصد أداة صلاة الصبح ..لقد كان حلما لا غير، فلا أحد يعلم عن الأمر شيئا… كل الأمور تسير كما العادة في بلده المتخلف عن الركب الحضاري…لقد ترسم منذ عام، وتم نقله من الشعبة الوهمية الى شعبة أخرى لا علاقة له بها البتة، وهو قد أصبح أخيرا قاب قوسين من استكمال ملف التأهيل الجامعي. لقد ضمنه الوثائق المطلوبة. فهو عضو في سانديك عمارته، مما يضمن له عشر نقاط كاملة، كما أنه حصل من صديقه على شهادة تثبت نشاطه في جمعية الحي، وهي جمعية وهمية تنشط في مجال جمع القمامة… ملاحظة: قصة من وحي الخيال وأي تشابه بيتها وبين أحداث من الواقع محض صدفة. د. العمراني عثمان…