خربشات الثقافة بتازة وضجيجها الذي لا يتجاوز مداه كدية كردوسة
تازة بريس
بعد الصورة الرفيعة التي خلفها المنتخب المغربي، وقد جابت العالم وحركت رغبة شعوب هنا وهناك في التعرف على المغرب وثقافته وخصوصيه الحضارية والجغرافية، عندما بات واحدا من أكثر الكلمات التي تم البحث عنها في غوغل وياهو. إثر كل هذا وذاك من الصدى توجد السياحة المغربية على مستوى عدد من المدن منذ حوالي الأسبوعين، على ايقاع انتعاش معبر بعد طول مدة فتور وركود. ولعل من هذه المدن هناك فاس التي تملك مؤهلات سياحية بتجليات واسعة ومتنوعة، وقد استعادت وقعها وماضيها السياحي الذي تميزت به في الماضي، مستفيدة من جملة تدابير قطاعية ومستجدات منها أولا ما خلفه انتماء بعض عناصر المنتخب الوطني لكرة القدم اليها والى محيطها، وايضا كيفية استغلال السلطات المحلية والمصالح الوصية على قطاع السياحة ومنها المندوبية الجهوية للسياحة، فضلا عن دور ومساهمة مكونات المجتمع المدني والاعلام بشتى أنواعه، ناهيك عن زيارات رمزية قام بها اللاعب الدولي النصيري وكذلك حارس المنتخب الوطني بونو للمنطقة، كلها تفاعلات كانت بأثر في رغبة المتتبعين وطنيا ودوليا في اكتشاف مدن وبوادي هؤلاء. وهو ما أورده رئيس المكتب الإقليمي للسياحة بفاس بقوله”لقد ساهم المنتخب الوطني فعلاً في تحسين صورته وصورة البلد”، ومن ثمة ما حصل من حجز وزيادة في حجوزات الفنادق.
هكذا تكون فاس بذكاء مؤسساتها ومصالحها ومجتمعها المدني واعلامها، قد احسنت استثمار حدث المغرب الرياضي الكروي الدولي، وأعادت الحياة بذكاءها لروح ودينامية واحد من أهم قطاعاتها الاقتصادية، فضلا عما يرتبط ويتصل به من أنشطة عدة، وهكذا هناك حديث عن موسم سياحي بتأثير إيجابي على اقتصاد المدينة و اقتصاد البلاد، وهكذا هو ذكاء الثقافة والمثقف بفاس الذي أحسن استثمار الحدث الرياضي الوطني ورمزية انتماء بعض عناصر المنتخب لفاس لخدمة حاضر سياحة مدينة القرويين. وهكذا أحسن منعشو السياحة والثقافة والتراث بفاس، قنص الفرصة عندما أتيحت لخدمة المدينة عبر التسويق الثقافي واستثمار رمزية انتماء بعض أسود المنتخب الوطني للمدينة، بخلاف ما طبع مدينة تازة مثلا المجاورة، بحيث عوض ما هي عدة وما طال أمده من هدر للزمن الثقافي ولجهد المجتمع المدني، وعوض ما هناك بهرجة ثقافية باتت على درجة عالية من الاجترار والبؤس والنمطية والتلميع لا غير، كان من الفيد الاشتغال على ما ينفع البلاد والعباد وعلى ورش التنمية المحلية عوض ضجيج بندير وتطبيل وثقافة هرج ومرج وثقافة خربشات، لا يتجاوز مداها كدية “كردوسة” المطلة على للمدينة، بتعبير الروائي عبد الاله بسكًمار رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث في إحدى تدويناته على صفحته بالفيسبوك.