تازة : ماذا عن ملتقى وطني(دولي) أول حول كهوف المدينة ومغاراتها ..

تازة بريس

عبد السلام انويكًة

أقلام وأصوات تازية غيورة عدة هنا وهناك عبر هذه الآلية وتلك، كانت بدور معبر في إبراز ما يطبع تازة ومحيطها من خاصية طبيعة ومشهد مورفولوجي وجيولوجي، فضلا عن معالم حضارة ضاربة في القدم ببصمات شاهدة، تعد إرثا متفردا برمزية خاصة وردت عنها اشارات بقدر كبير من الأهمية، فيما أنجر حولها من بحث ودراسة وتنقيب وتعريف تقني، خاصة من هذه الاشارات ما تعلق بمغارات وكهوف بحمولة انسانية تاريخية رمزية وأثر بشري يعود لأزمنة ما قبل التاريخ وانسان العصر الحجري، تلك التي تجعل من تازة واحدة من أهم وأغنى مواقع المغرب وحوض البحر المتوسط الغربي وشمال افريقيا، من حيث ما هو أثري أركيولوجي. ناهيك عما تحتويه المنطقة من مساحة كهوف ومغارات هي نتاج بناء جيولوجي عبر ملايين السنين حيث مئات المواقع، منها ما هو بصدى عالمي وقد قيل وكُتب عنها الكثير لدرجة التخمة.

ولعل من الأسئلة التي تظل مطروحة والحالة هذه، هو ما أثر ما بذل من جهد لحد الآن ومنذ عقود من الزمن على أرض وواقع تازة، من حيث ما ينبغي من توجيه لتنميتها محليا واغناء وتنويع وطبع لها ولمحيطها بما ينبغي من فعل سياحي مثلا، قائم مؤسس مستثمر لِما هناك من موارد خامة تخص هذا المجال؟، ثم ما درجة نجاعة ما تم اعتماده من آليات لبلوغ ما هو منشود من دور لتاريخ المنطقة وتراثها الطبيعي في نماءها المحلي؟، وأي وعي محلي لدى الجميع عموما كل من موقعه، في خلق بصمة اقتصاد معين محلي يهم تازة والاقليم إسوة وعملا بما توجد عليه تجارب من المدن المغربية، وقد باتت بصدى وصورة وجاذبية علما أنها كانت مغمورة الى عهد قريب؟. وما الفائدة من إبقاء ما هناك من تراث مادي ورمزي تاريخي وطبيعي في الظل دون أثر وفائدة، ومنه من هو بصورة مشوهة بئيسة مهمشة معرضة لكل أشكال التلف والتدمير، نظر لِما يوجد عليه من وضع مقزز بلغ مداه ما بلغ وبات مثيرا للشفقة، من قبيل حال واحوال كيفال بلغماري الأثرية الانسانية الكونية، ذات المعنى الحضاري الانساني التطوري البشري بحسب ما أنجر حولها من تقارير لمتخصصين دارسين، وهو ما جعلها من المواقع المتفردة ذات الصدى العالمي. ومن قبيل ايضا حال وأحوال مغارة افريواطو ومغارة شيكر وغيرها من تراث طبيعي جيولوجي بالمنطقة، كان ينبغي أن يكون بأثر في التنمية وخلق الثروة والفرص والرخاء بالمنطقة، إن هي احيطت بما بارادة قوية وخطة عمل وتصور واضح وبرنامج استشرافي، يستمد روحه من ذكاء تدبيره الترابي ووعيه ورهانه الاقليمي والجهوي؟.

وأين المنخبين وهيئاتهم من مجلس اقليمي وجماعات ترابية حضرية وقروية، واي تجاوب لها من اجل مخطط عمل ناجع وآليات واضحة وظيفية لفهم حاجيات المنطقة ونقاط قوة مواردها؟. وأين دور المجتمع المدني ايضا، وما يمكن أن يسهم به من مقترح وتتبع ومساءلة وبادرة رافعة، من شأنها اثارة الانتباه لما هو مفيد ممكن واقعي، فضلا عن توسيع وعاء الوعي والثقة فيما هناك من موارد محلية خامة، واقناع سلط التدبير في اطار ما يجب من تشارك دستوري، من اجل فتح ما ينبغي من أوراش تنموية لبلوغ  بصمة اقتصاد وثقافة وتنمية محلية، ومن ثمة نجاعة تدبير التراب المحلي خدمة لحاضر المدينة والاقليم وخدمة لمستقبليهما ضمن جهوية جديدة وحكامة ترابية .

وعليه مثلا ومن باب مقترح للائتلاف المدني التازي، لِما لا التفكير في ملتقى وطني أول (دولي) بتازة حول تراث الكهوف والمغارات محليا، لقراءة وابراز ما هي عليه من روح وإحالة وصنع وتفرد وقدرة على دعم ورش التنمية المحلية بالمنطقة عموما ضمن عدة مستويات، بدفع الجهات الوصية كل من موقعها إعطاء هذه الموارد بمعناها الأثري الانساني الطبيعي الجيولوجي، ما تستحق من عناية  على الأقل من خلال ما يجب من تهيئة مناسبة وبنيات وحماية ونظافة وتوعية، ولوقف على الأقل ايضا ما هي عليه من وضع مقزز واهمال وتدمير وبؤس صورة ومظهر ومحيط؟. وكيف يمكن استثمار هذا التقليد (ملتقى وطني أو دولي)، من اجل أدوار معينة لثروة ناعمة يحضنها ويتفرد بها تراب تازة ومجالها المجاور، وفق ما يجب من برنامج وتكامل ومكونات واسهامات ومؤسسات ومعرض .. فضلا عن تنسيق وتشارك رافع واعد خدمة للبلاد والعباد.