تازة : افتتاح مصحة جديدة متعددة التخصصات .. مجهزة بأحدث المعدات ..
تازة بريس
عبد السلام انويكًة
انسجاما مع ما هناك من دينامية وطنية تخص تأهيل قطاع الصحة، ودعم جهود البلاد الرامية لتوسيع وتقوية بنيتها الاستشفائية الطبية، تعزز ورش مدينة تازة الصحي بمصحة متعددة التخصصات اختير لها إسم “مصحة ابن سينا”. مشروع بقدر عال من الأهمية الاجتماعية والقيمة المضافة، أشرف على افتتاحه عامل عمالة تازة مصطفى المعزة يوم 3 غشت الجاري، رفقة رئيس المجلس الاقليمي ورئيس الجماعة الحضرية والمدير الاقليمي لوزارة الصحة ومدير المركز الاستشفائي ابن باجة بتازة، فضلا عن رؤساء مصالح خارجية ومنتخبين وأطباء قطاع خاص وعام وغيرهم.
مصحة ابن سينا هذه، والتي تأتي في اطار تنويع العرض الاستشفائي وتعزيز بنية المؤسسات الصحية ضمن رهان النموذج التنموي الجديد، تضم جميع التخصصات من طب القلب والشرايين والعيون والأنف والحنجرة والإنعاش والتخدير وطب النساء والتوليد والجراحة وغيرها، اللهم ما هناك من حالات قد تقتضي تدخلا طبيا خارج تراب الاقليم ضمن وضعيات استعجالية خاصة ومحدودة. وتتكون من خمسة طوابق، طابق أرضي يتوزع في خدماته الطبية على قسم للاستقبال وقسم ثان للمستعجلات وقسم ثالث للفحوصات الخارجية، فضلا عن مستشفى النهار وقسم للعناية المركزة(الانعاش). أما الطابق التحت أرضي للمصحة، فيضم مركبا للولادة وآخر للجراحة من خلال قاعتين متخصصتين، فضلا عن وحدة للتعقيم المركزية وأخرى للصيدلة المركزية، ليبقى الطابق الأول والثاني من المصحة خاص للاستشفاء(حالات جراحية وغيرها).
عن إدارة المصحة أورد الدكتور “عبد الهادي سعيدي” اختصاصي في الجراحة العامة، أن مشروع مصحة ابن سينا الذي رأى النور بتازة، والذي تم تشييده على مساحة 2500 متر مغطاة، هو بقدرة استيعابية مكونة من ثمانية عشرة سرير، أربعة عشرة منها خاصة بالاستشفاء وسريرين لمستشفى النهار ثم آخرين للعناية المركزة. جاء بهدف مساهمته في تجاوز ما هناك من نواقص وما يطرح ايضا من اكراهات معنوية ومادية تعاني منها الساكنة جراء السفر قصد الاستشفاء. مضيفا أن المصحة ستنفتح في أفقها خلال الايام القادمة على شراكات مع الوزارة الوصية وكذا المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، من اجل ما ينبغي من مواكبة وتكوين وتأطير وتعاون واستثمار أفيد لخبرات موارد القطاع العام والخاص، لبلوغ عرض صحي اقليمي وجهوي أكثر انسجاما وتجاوبا وفعالية، لتحقيق تنزيل سليم لتوجيهات مركزية وحكومية تخص القطاع الصحي.
ولعل منشأة “مصحة ابن سينا” هذه، بقدر ما عززت بنية مدينة تازة والاقليم الاستشفائية والطبية، بقدر ما تدخل ضمن ثقافة المبادرة في أنشطة استثمارية ذات طبيعة استراتيجية في بعدها الاجتماعي، مع ما تعنيه ايضا من انخراط ومساهمة في توسيع وعاء الاستشفاء وتجويد الخدمات الموجهة للساكنة ضمن سياسة قرب. مع أهمية الاشارة الى أنه الى جانب توفر المصحة على بنية استقبال حديثة وتجهيزات طبية وبيو طبية بمعايير عالية، تقوم على طاقم طبي متمرس يخص أطباء محترفين بتجربة واسعة في المجال، فضلا عن ممرضين وإداريين. وهو ما يتوقع منه أن يكون بأثر رافع لقطاع الصحة محليا، من خلال تجويد منظومته الاستشفائية، ضمن ما هناك من تطلعات وسياسة عمومية تهم مجال تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية.
ويسجل أن من نقاط قوة مصحة ابن سينا بتازة، التي تطلبت مجهودا كبيرا لعدة سنوات من حيث ما هو دراسة وبناية وغلاف مالي وغيره، كونها تتواجد في موقع متميز وسط المدينة ضمن امتداد مجالي حضري جديد في تماس مع الطريق الوطنية رقم 6 التي تصل فاس بوجدة. فضلا عن توفرها على تخصصات طبية عدة، من شأن تدخلاتها وخدماتها إغناء ساكنة تازة والنواحي من السفر إلى فاس ومكناس والرباط وغيرها من أجل العلاج. وبحسب افادات معنيين بالمشروع، تروم إدارة المصحة توفير خدمات صحية وطبية جيدة متنوعة ومتكاملة، وفق ما يلبي حاجيات ومتطلبات مختلف الفئات بمدينة تازة والاقليم والنواحي، من خلال طاقم طبي وشبه طبي رفيع بخبرة وتجربة كبيرة في مختلف التخصصات. كل ذلك من أجل التكفل والتفاعل بالسرعة والفعالية المطلوبة مع مختلف الحالات التي ستفد على المصحة، خصوصا منها ما يرتبط بقسم المستعجلات وقسم الإنعاش، مع مراعاة البعد الاجتماعي التضامني الانساني الذي تقتضيه مزاولة مهنة الطب، وفق ما جاء على لسان الدكتور “عبد الهادي سعيدي”.