بنادم اللي ما قراش .. ما يفهم والو .. غي “بهيمة” وخا يوسد كناش ..

تازة بريس
سعيد عبد النابي
حث السي علال خطاه إلى بيته مستبهجا بتباشير يوم زاهر، في باله أن أمر هذا المساء لا يشوبه شك، وأنه سينعم فيه حتما مع أهله بالجهاز البلوري المثير، لاسيما و أصوات الفرح سبقت الليل وحلت قبل انسدال ظلامه، علت بداخله منذ ضحى النهار، فسالت الهرمونات، و اختلفت المشاعر و تناغمت الأحاسيس و انساب السيل عرمرما فقث الصور المخزنة بين طيات ذاكرته، صور الإحباطات التي راكمتها السنين، يوم كانت الأبواب توصد في وجه ابنته فتعود إليه منكسرة متلفعة بستائر الحزن وقد حس الإحباط فرحتها، يوم كان كلام الناس وخزات ابر مسمومة، لم تتحملها، فرضت عليها الانطواء على نفسها كي لا تضيف إلى الجرح جروحا أخرى تتنوع معها وبها الآلام.
كان الواقع مريرا قبل حلول المصابيح والجهاز البلوري بالبيت، وكان المهتم بالأخبار يحدق بالراديو إحداق قط بجحر يترقب خروج صيد ثمين منه يخفف به وطأة جوعه، وكان الخيال يحول الأصوات إلى صور، بل إلى قيم، وكانت نبرات الصوت تحدد قيمة الممثل فتزيد قبوله أو رفضه بين الناس، أو صلفه، او خسته، وهناك من اجتهد بشان ذاك المذياع الفاتن فأضاف إلى هوائيه سلكا نحاسيا طويلا لتقصي القنوات البعيدة الضعيفة البث. و هناك من كان يلصق المذياع بأذنه عند تنقله في مظانه لتعطشه إلى أخبار العالم، أو علومه، أو ملذاته التي بقيت لقرون مكنونة في القصور حكرا على الأغنياء، ولهجت ألسنة من عاش التحول بمواضيع جديدة فكثر اللغط، وتمنت خديجة البقاء بعيدة عن البشر، رغبت بكل ما تملك من إيمان في جعل المسافات بينها وبين صديقاتها وجاراتها تتناءى نأي القطبين عن بعضهما لعلها تنجو من بلاهة بعضهن بعد أن دأبت إحدى جاراتها على الحديث بالتفصيل الممل عن المشاهد متعمدة التدقيق في كل شيء، في الألوان، وفي الأثاث، وفي الملابس، لا لنقل الصورة بموضوعية كما يقول المثقف، إنما لإشعارها بالنقص وهي تفتخر بما توفر في بيتها، كم مرة اشتكت قلة النوم ، لا لمرض، أو هم، أو فراش خشن، إنما لتمرر رسالة واحدة مضمونها طول أمد سهرتها أمام الشاشة الكبيرة في غرفتها، التي تبث الصور بالألوان، أي بالآنكولور..
و كانت تلظيها غيظا، فتجبرها على الرد بانفعال مثير وهي المضطرة إلى النوم مع الطيور، و لإلجامها كانت تلجأ في بعض الأحيان إلى الكذب، وقد تدعي أي شيء كي لا تهزم، ومرة كانت جالسة في هدوء الصخر الثابت فانتصبت واقفة و هي تصب جام غضبها عليها : كانا بلا شغل أطفلة ؟ الله يرحم نانا دي علمتني كل شي ، التمسال والصوف ولقصب و لحداكة.. فكل شي … فكل شي … فكل شي … وجاءت جملة – ف كل شي- بإيقاع مؤثر، كأنها الرنة الأخيرة التي يضع عليها العازف الموسيقي المحترف كامل ثقله للوصول إلى دغدغة قلوب المنصتين المستمعين الهائمين بإيقاع معزوفته. ومنذ ذلك الحين كفت الجارة الثرثارة عن زيارتها و أغاض الله وقاحتها بالمرة. لكن تأثير الإحساس بالدونية بقي قابعا في دواخلها يحرك الخناجر، حتى حيرها أمر عروقها، وتساءلت تحت ثقل همومها، هل تنزف تلك الشرايين دما أم تنزف ألما؟
وكان الحزن يعتلج بداخلها فيثج الهم ثجا، وكان صدى ملاحظات صديقتها يتكرر في تجاويف دماغها كالرعد أو عزف الصواعق: وخصك تشوف اصاحبتي كي لاقي مهند بالزين، البارح كا مغطي حا الطريكو احمر ناصح… و السروال اصفر ايلا حطوه فالفدان يحسدو النوار .. خصك تشوف ملاك عاوتانك.. ما كاينش الحبيبة دي ما بكاتاش و هي دتفرج فيها ..التلفزة فالدار شي حاجة ..والله إن أصبحت الرؤوس ساكنة و الأبصار خاشعة و القلوب خافقة تترقب حلقة من حلقات مسلسل مدبلج كما يترقب الصائم أذان المغرب .. فبم ستواسي من بث شكواه إليها في هذا الموضوع ؟ وهي منه بالمواساة أحق وأولى. أهو فقر أبيها المدقع الذي منع العائلة من ربط البيت بالشبكة من قبل …؟ أم هي حسابات سياسية ضيقة دفعت الناخب إلى الانتقام من الأصوات المستعصية بحرمان أصحابها من النور.. ام هي الدولة.. أسقطتهم جورا
من لوائح المواطنة. لولا حكايات والدها المثيرة عن أصله و اعتزازه بنسبه كان اليأس تمكن منها، إذ وجد في التفاخر بجذور عائلته سلواه، وإن لم يستق معلوماته من باحث في التاريخ متمكن، إذ اكتفى بفقيه الدوار، الذي نوره في هذا الجانب وشنف أذنيه في كل مناسبة حضرها بروايات مثيرة عن أوربة، قبيلته.. كيف لمع اسمها مع الأدارسة، كيف جاهد أبناءها قبل هاته الحكومات الفاشلة المتعاقبة على تدبير الشأن العام، فكان السي علال ينتشي بتلك المعلومات أيما انتشاء، كأنها مخدر دائم الأثر، أو بلسم على جروح سيالة، ونقل بكل أمانة معلوماته تلك من فم الفقيه إلى سمع أفراد أسرته، حتى هرى بها طبلة بعض الآذان لانبهاره.
ولم يبيت النية لاقتفاء أثر أجداده، إنما لذة الطعام فجرت مخزون الفقيه في مناسبة، ومن تم لم تنقطع العادة، ما دام الأكل في عرف السي علال يزكى باقتسامه مع الغير، و مخزون الفقيه لن ينضب، والوجبات من يدي يطو لذيذة، لذيذة جدا، و لكي لا تمر المناسبة صامتة، و لكي لا يحل مكان الفقيه ضيفا آخر أوفر علم منه، نبش الأخير في التاريخ و تقصى الموضوع من كل أبوابه، و تفتقت الحقيقة في إدراك السي علال كأنها وحي من الله و الهام، فأصبح كسكس يوم الجمعة عادة لا ينسخها عرف، دفع فيها نحوه بأجود وأطيب ما وضع على المائدة: زد هادي الفقيه .. طرب الهبرة الفقيه .. حلي فاك الفقيه .. عوريطك زد هادي.. و الله هادي غلا كانت غي فاك .. في إيثار المؤمن الورع اليتيم المعوز على نفسه، بل.. وكان يزيد على المتوفر بين يديهما – السي علال – بالسعي إلى المطبخ لجلب الأشهى و الألذ لصاحبه لاستمتاعه بالصحبة و القول الجميل الذي يخدم توقه. ولمس – السي علال – في هذا اليوم المبارك احتداد قريحة الفقيه، فأدرك أن مجيئه الى بيته إنما يقتصر على مقايضة علومه بالإفراط في النهم ، ولذلك نسج له من خياله ملاحم عظيمة ليرضيه ويستلب عقله، انتفخ بها صدره وجمّ قلبه، و لم يكن إرضاءه – الفقيه – بالأمر المكلف، اختزلت رغباته في غريزتين اثنتين لا أقل و لا أكثر، ثرثرة وجد فيها راحته، وطبق دسم بمحتواه وجد فيه متعته، وإن نضب معين القصص أجزل له في الدعاء.. حتى عد السي علال نفسه طاهرة من كل الذنوب و الآثام تيمنا بدعاء الولي المستجاب، وبركة الفقيه كانت على كل لسان، وكفى السي علال فخرا ورود اسمه على لسانه المبارك، ولو في الدعاء، وكان الأخير ذكيا جس الق السعادة في عينيه فجعل بريقهما ميزانه، كلما خبت نارهما مدها بالكلام والحكايات فألهبها.
كانت للبرانس مملكة، عرفها منه، وكان شمال افريقيا موطنهم، وكان لهم ملكا اسمه كسيلة، اسلم على يد ابي المهاجر، لكنه غضب لسوء تصرف عقبة ابن نافع الفهري معه، فقتله، ولم يرحم ابي مهاجر، رغم إسلامه على يده زاده في عداد الموتى، وبعد ذلك قتل زهير قيس البلوي كسيلة وسبى بناته الجميلات.. أثاره الخبر الأخير، كانت الأخبار تتوالى عليه من لسان الفقيه كالرشق بالحجارة، وكان السي علال يبتسم ابتسامة فرح عند أي نصر حققه أجداده، أو ابتسامة فخر ، لكنه وجم وجوم الثكالى عند سماعه مقتل كسيلة و سبي بناته، واستفسر عن الكلمة، من الفقيه الحبر : ماعدورتم ايقولو عطاوه كسلة ..و ايقولو لمول الحمام الكسال.. وطربها بتكسيلة… و الكسالة ..شور هاد الشي كامل غي باش ما نساوش الملك ديالنا …وياك ؟ تعمد الفقيه النبش في التاريخ لنفح حديثه بادعاءات تطيل تأثير السحر على المسحور.. بعضها رقي إلى الصواب، وما شذ عنه لم يقبله منطق، لكنها أنست مضيفه جل همومه، وهذا هو الأهم..ولكل ساقطة لاقطة ، حتى اختلط عليه الأمر، مرات عديدة، لازدحام الأفكار و تناقضها في طوايا ذاكرته، فلم يعد يدري …اهو من أحفاد مولاي إدريس حقا؟ أم من أحفاد عبد الحميد الأوربي؟.. إلا أن الدوار الذي خلد اسم كنزة كان على بعد فرسخ من بيته، دوار اولاد سيدة، و لم يبعد عن مقام آل سيدي احمد الزروق سوى بأمتار.. فقال لنفسه.. بفضلها اختلطت الدماء..و بقيت المسافة الحقيقية بينه و بين أصوله طويلة جدا، و مظلمة جدا في بعض المحطات، جعلته يتساءل.. كيف ضاعت مملكة أجداده وكيف تلاشت أركانها؟ فرجح كفة الفساد، هو الذي لا يبقي شيء على طبيعته..ثم عاد إلى تساؤلاته كعادته التي دأب عليــها. وهاجس نفسه قائلا:
كيف كان الحال سيكون لولاه..؟ لولا تفشيه في البيوت، في النفوس ، في الإدارات..أما كانت الدنيا الدنيئة ستتحول من عهود مضت إلى جنة نعيم؟ وهذا الإنسان المصنوع كالجرة من تراب في كل ميلاد يفرط في فطرته.. وهذه السنين التي تمر علينا ابتلاء ولا نجني من أغصانها اتعاظا ..وهذه الأخطاء التي لا يؤثر فيها زمن أو بيئة… وهذا الشيطان الذي يعمل دون كلل، دون ملل، دون أجر، الذي لا ينسى حقده، الذي لا ينسى كرهه…لم يحنث بيمينه.. في النهاية همهم مفكرا دون نبس، و ردد في صمت ، قبح الله معرفة تزج بالإنسان إلى الجنون … مشروع كهربة القرى أنار ظلمات كثيرة، أضاء خارج المنزل و داخله، نسف من الوجود مطبخا أسحمت نيران القدور جدرانه، كان يسمى ب الروا.. فأصبح مطبخا، ضم بين جنباته ثلاجة تحافظ على الأطعمة، و فرن غاز يستعمل عند الحاجة، الحمد لله على فضله وكرمه، كانت ثلاجته من قبل غور بئر خارج البيت، و كان الطعام فيه عرضة للهوام، هاهو بعد مشروع الكهربة سيصبح على بعد شبرين، و الأضواء داخل الثلاجة تكشف أصنافه ..فهاجس نفسه ..: ان شاع الله ..من مور الطو و الطبسيل والتلفزيون …الثلاجة دكون دكون .. و الله ما نبقى مغبون .. وهكذا جعلها في لائحة أحلامه، سيأتي دورها لا محالة، ربما مع حلول الصيف .. هكذا وهب خيال السي علال للأسلاك قوة الجن بتغييرها الواقع، مرحلة ربط المنزل بالشبكة كانت كشمس فجر محا الليل محوا وأبرز النهار، فتجلت الأشياء فيه. : الثلاجة دكون دكون .. لاش نبقى مغبون… والما حتى هو نجوزو في التيو موزون .. وحتى حد فالدار ما يبقى معفون .
وغاضه كل شيء في واقعه القديم.. إلا أصله الأوربي، ترقب انبعاثه من رماده عسى أن يرفعه عاليا، غدا سيكون بفضل الله أفضل، ستطوى فيه كل الاختلافات المسببة للنزاعات بين البشر، وتنصهر الأحقاد في قلوب الناس فتصبح بقوة كن خيرا، غدا سيكون وجه الله وحده نورا… و يكون العزل هو الحل الأنسب، ما للنار للنار، و ما للجنة للجنة. أروع شيء في هذا الانجاز كان كفكفة دموع ابنته التي كانت تستجدي الصمت ليكتم الأصوات المزعجة، فلا تسمع شهادة أو ملاحظة أو تحليلا يجعل عينيها تغرورق بالدموع الحارقة، اجل ، صار للصمت حضورا قويا، كلما دخل عليها غرفتها ووجدها في جلستها واجمة تفاعل في صمت، نبش الذكريات الكثيرة التي راكمها خاطره، في صمت، تذكر الغياب المتكرر لابنه الوحيد ليلا، في صمت، انتظار شدا على أوتار الخوف، العزف عليها أثقله همس الشيطان. ورائحة التبغ، والقنب الهندي العالقة بثيابه، زكمت أنوفا شتى، تناسلت منها أفكار سلبية، جعلت السكينة تودع خلد الأب المسكين . لاشيء يضاهي استقلال المرء في بيته حين تتوفر له فيه ابسط ظروف العيش الكريم . سارعت النساء بعد غياب التقني و الأب و الابن في فرحة عارمة إلى الغرفة، كقطيع يسابق الريحّ إلى بركة ماء ليتندى، وتحلقن أمام الشاشة تحلق نساك أمام زعيم روحي مقتدر، واستأثر الجهاز باهتمامهن وهن تحلمن بالصور، والأخبار، والأحداث المتنوعة، وذكر الصالحين الورعين، والتهريج، والمتع المتناثرة كالدرر. ولم يغب التقني في هذا الخضم عن بال الأب علال، تذكره بفخر و اعتزاز، وهمهم محدثا نفسه : الله يحفظو من العين واها ، الحاصيل ادراري دلمدينة مساخط، لاقا سليك مع خاه و عبا الغلا د حرث يومين . تك تك تك برك على بوطونة او زوج، و ها الافلام، و ها الخير …. الناس كاملة عندا العيشة سهالت …بقينا غي حنا على ريوس هاد اجبال بحال لعقاب…. شادين ف تمارة و لعداب . ثم واصل سيره إلى أهله يحدث نفسه حينا و حينا آخر السطح، وخاطب أحلامه التي تحقق بعضها وهو يحاول احتواء تجربته واستيعابها، حتى يتمكن من التعامل معها في أحسن حال .
وكانت خديجة أكثر أفراد العائلة تأثرا، أكثرهم توترا، ضغطت على صدرها بكلتا يديها وهي تنتظر خروج الغريب من الغرفة، ودت تحرير طاقة داخلية على و شك الانفجار، أغمضت عينيها في شدة، حركت جفنيها مرات ومرات، كما تفعل الدمى البلاستيكية مع رموشها حين لا تستقر على حال، وحاولت قراءة الفرحة في عيني أمها، ثم استقرت نظراتها على ملامح جدتها، التي كانت تعبر عن سعادتها بأسارير وجهها، و تلالا النور في عينيها، وشد صدرها إحساس ضغط على كل أعضاءها الداخلية، فرأت الكل منساقا مع الحدث، ولم تتحكم بدورها في حركاتها، صارت قشة فوق موج عواطف جياشة، في بحر زاد تلاطم موجه اقتراب موعد السهرة الأولى، كلهن انتظرن ذهاب التقني لتسعدن بما تمنينه في البيت، التلفـازة، او كما ينطقها آخرون: التنفازة. وغابت الجدة في تفكيرها، عيناها تضحكان لتغير حال ابنتها وحفيدتها، فتمددت عضلات شفتيها، دون الإفراج عن ثغرها، تعبر بطريقتها الخاصة عما يخالج صدرها، بحركات فيها استغراب، توجس، تساؤل، فيها تأمل وقراءة لنتائج التداعيات، فيها الفخر بما أنجز الصهر العزيز، يكفيها تغيير معنى ميمياتها بتغيير اتجاه حركة عضــــــــــلات وجهها وشفتيها، ليفهم الناظر إليها على أي بساط من الأحاسيس هي راكبة، افترشت أنوار السعادة محياها، عبرت تفاصيله عنها أجمل تعبير. كم هو عجيب أمر الإنسان عند تدفق كل أنواع الهرمونات بداخله، حين يهتز كيانه بين فرح وغبطة وأشياء أخرى تستعصي معانيها على الفكر، قد تجره إلى الاعتقاد باختلال نظامه الداخلي، هزات تحرمه استقراره النفسي، العين من الفرح تدمع فيحتار معها صاحبها أيكفكف دمعها أم يدعها تنثرها دررا على خدود متعطشة؟ والدموع شاردة تعانق الخد ساعية إلى الثغر تروي الشفتين لتفرجا عن ابتسامة رقيقة في عملية تشبه تفتح بتلات الورد..
كل كان في فلكه الخاص به هائما، إلا الأب علال، لا شيء أطفأ نار حيرته، لم يفلح في سؤال التقني عن كلفة استهلاك الجهاز للكهرباء، وراجت بمخيلته أقوال تدوالتها الألسنة، لم يستطع فرز الصالح فيها من الطالح، كيف تستعمل الإبرة لتعطيل العداد، وكيف يكبس كيس الملح حركته مثلا، كيف يؤثر في عدد الدورات بتجميد واحدة أو اثنتين فيخفض أرقام الفاتورة، ألقى نظرة إلى داخل الصندوق، عبر نافذته الصغيرة من زجاج، صندوق العداد، فتأمل تلك الصفحة البيضاء المسننة في هينة، ورآها مستمرة في دورانها، ضدا فيه، تعد عليه ما يستهلكه أهل البيت من طاقة، ولام نفسه قائلا : و الطك علي بالطكاطاااااااك ، ما سقسيتوشاي على الوعد د الكونتور …’ نموت و نعرف الدورا ديالو بشحال ادنقام ؟ والله يحوورني بالتحاور .. والله يحورني بالتحيورات…بنادم اللي ما قراش ..ما يفهم والو ..غي بهيمة وخا يوسد كناش ..
كاتب وجمعوي ..