تازة بريس
على هامش مشاركته في ندوة دولية حول الفساد في الجامعة الدولية UIR بالعاصمة الرباط اليوم الأربعاء 19 اكتوبر الجاري، دعا الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند لتجاوز ما اعتبره“سوء للفهم”بين فرنسا والمغرب. مشيرا الى أن فرنسا بحاجة للمغرب ولكل الدول المغاربية، مبرزا ما هناك من علاقات “متينة” تربط البلدين. وقال الرئيس الفرنسي هولاندفي تصريح للصحافة، إن فرنسا والمغرب مطالبان بوضع “المشاكل” على الطاولة من أجل حلها والسير بالأمام بالعلاقات بين الرباط وباريس، خاصة عقب“أزمة التأشيرات”. وليست المرة الأولى التي يعلن فيها هولاند استنكاره قرار بلاده، القاضي بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة بنسبة 50 بالمئة والتونسيين بنسبة 30بالمئة، مشيرا إلى أن “هذه الطريقة تضُر بالبلاد دون أن تكون فعالة في ضبط الهجرة غير النظامية”.
وتأسف الرئيس السابق فرانسوا هولاند، في مقال رأي نشره على صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، لسياسة بلده بتقليص التأشيرات الممنوحة لمواطني الدول المغاربية، داعيا ضرورة إحياء شراكة مربحة للطرفين مع هذه المنطقة التي اعتبر أن لفرنسا مصيرا مشتركا معها مما يفرض عليها وعلى أوروبا الالتفات نحوها والاهتمام بالتحديات التي تواجهها خاصة في مثل هذا الوقت المضطرب دوليا. ووصف هولاند،، الروابط بين بلاده والدول المغاربية، بـ “العلاقات الاستثنائية” لما تحويه من مزيج مكوّن من تاريخ وجغرافيا وتبادلات شتى نتجت عن تيارات الهجرة التي “شكّلت فرنسا نفسها وربطت بين مجتمعاتنا بعيدا عن اللغة”. وزاد المتحدث: ”يؤسفني أكثر قرار السلطات الفرنسية بتخفيض شديد لعدد التأشيرات التي كانت تُمنح لأشخاص مرتبطين بثقافتنا وبلدنا بشكل كبير. هذه الطريقة تؤذي بلا داعٍ، ودون أن تكون فعالة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية”
ودعا هولاند في مقالته إلى التضامن والعمل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن المنطقة “بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعميق هذه العلاقة وإعطائها معناها الكامل” بالنظر إلى “الاضطرابات الدولية وخاصة الحرب في أوكرانيا التي تؤثر بلا هوادة على الاقتصاد العالمي، متسببة في ارتفاع عامّ للأسعار يضغط على مستوى معيشة شعوب الضفتين. وثمّن الرئيس الفرنسي السابقن مضامين خطاب الملك محمد السادس بمناسبة خطاب عيد العرش الأخير، مشدّدا على أنه كلّما زار “الجزائر والمغرب وتونس” يوقن بأن “مصيرنا مشترك”.
وتعيش العلاقات بين باريس والرباط، “أزمة صامتة”، بدأت تظهر ملامحها للعلن بعدما تمادت فرنسا في شد الحبل الذي تمارسه، من خلال حرمان المغاربة من تأشيرات دخول أراضيها، مقابل الاستحواذ على رسوم التأشيرات المرفوضة.وبحسب ما ورد في تقرير للهيئة العامة للأجانب بفرنسا، فقد منحت القنصليات الفرنسية بالمغرب قرابة 69.408 تأشيرات فقط سنة 2021 مقارنة بـ 342.262 عام 2019، فيما تقدر مصادر إعلامية، عدد التأشيرات المرفوضة بالنسبة للمغاربة بحوالي 70 بالمئة، فيما تربح فرنسا عن كل تأشيرة ما يعادل 1000 درهم، سواء قبلت أو رفضت من طرف القنصليات.
وأعلنت سفيرة فرنسا لدى الرباط هيلين لو غال، أواخر شتنبر الفارط، مغادرتها منصبها بعد أن شغلته لمدة 3 سنوات.وقالت السفيرة الفرنسية لدى الرباط في في تغريدة على حسابها في تويتر، إنها “ودعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال اجتماع معه قبل مغادرتها”. وفي 25 غشت الماضي، أعلنت الحكومة المغربية أنها ناقشت أزمة التأشيرات مع فرنسا، عقب رفض الأخيرة منحها للكثير من المغاربة، وذلك وفق تصريح للناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، في ندوة صحفية عقب اجتماع أسبوعي للحكومة.