تازة بريس

تازة: المرأة في مسيرة الاستقلال والتنمية بعيون نادي المسرح والسينما في حفل خاص

-

تازة بريس

كانت المرأة المغربية دوما بأدوار طلائعية غير خافية في تاريخ المغرب منذ العصر الوسيط حتى زمن البلاد الراهن، ولعل الأسماء كثيرة ممن أسهمن في عدد من الأحداث والتطورات والقضايا والملاحم الفاصلة التي تملأ الذاكرة الوطنية الجماعية. مع أهمية الإشارة الى أنه رغم كل هذا وذاك لا يزال شخص المؤنث من حيث الكتابة حول تاريخ المغرب وصفحاته المشرقة بحاجة لاهتمام والتفات، وأنه حتى الببليوغرافيا المغربية حول المرأة المغربية لا تزال خجولة. وعليه أهمية ندوة “المرأة الوجه الآخر لمسيرة الاستقلال والتنمية”، في برنامج الحفل الوطني الذي ارتآه نادي المسرح والسينما بتازة، فضلا عن معرض خاص بصور ووثائق ومؤلفات ذات صلة، فضلا عن أشرطة مصورة ومقطوعات موسيقية واناشيد وطنية وقراءات شعرية بصيغة المؤنث، احتفاء بذكرى بالمسيرة الخضراء في ذكراها الخمسين وبعيد الاستقلال في ذكراه السبعين.

ندوة اليوم الاحتفالي لنادي المسرح والسينما بتازة ضمن هذا الزخم الادبي والفني الرمزي، تروم ابراز مكانة المرأة المغربية وتسليط الضوء على ما كانت عليه من أدوار معبرة فيما عاشه المغرب والمغاربة قبل سبعين سنة حيث حدث الاستقلال، وما عاشه المغرب والمغاربة أيضا قبل نصف قرن حيث ملحمة المسيرة الخضراء. ذلك أن المرأة المغربية كانت بتأثيث ميداني للحدثين الكبيرين من خلال صور كفاحها من اجل الاستقلال ثم لاحقا من اجل استكمال وحدة البلاد الترابية واسترجاع الأقاليم الصحراوية الجنوبية. ومن خلال أيضا ما قدمته من صور مشرقة ومشرفة وكذا مشاركة جنبا الى جنب مع الرجل بجميع ربوع البلاد رغم كل الشروط الاجتماعية والثقافية رغم ما كان يطوقها من أعراف وتقاليد، مع أهمية الإشارة لِما واجهته المرأة المغربية من اخطار خلال هذه الفترات الحرجة من زمن المغرب الوطني. وغير خاف أن ما كانت عليه المرأة المغربية من صور كفاح، أحيط باهتمام في تقارير اجنبية استعمارية زمن الحماية فضلا عما ورد عنها في هذا الاطار من خلال الارشيف الصحفي، ما يعني كونها كانت بأدوار في معارك وعمليات فدائية وغيرها، فضلا عن  تشجيع وتحفيز وتقوية لعزيمة الرجل على القتال. وأنها لم تكن فقط بأثر فيما هو عسكري ومقاومة مسلحة، بل فيما هو سياسي ايضا على عدة جبهات من قبيل توزيع المناشير على واذكاء الحماس الوطني، وتزكية وإغناء وتثمين وتقوية المبادرات الوطنية من قبيل ما قامت به مليكة الفاسي مثلا بتوقيعها على عريضة الاستقلال، وغير هذا وذاك من صور المرأة المغربية التي ابانت عن شجاعة أدبية ووطنية عالية.

هكذا في كل مراحل الكفاح من اجل الاستقلال وتجلياته الميدانية من مظاهرات واحتجاجات وعمليات فدائية وخلايا وغيرها، كانت المرأة المغربية حاضرة بكل كيانها ورمزية قوتها، بما في ذلك زغاريدها التي اعتبرها المستعمر لشدة أثرها النفسي أقوى أناشيد المعارك التي خاضها في المغرب، وقد لجأ لمنع زغاريد النساء لعدة سنوات حتى في الأفراح العادية. وفي علاقة المرأة المغربية بملاحم الوطن، كانت المسيرة الخضراء مناسبة برهنت فيها عن مكانتها في صناعة وإغناء الذاكرة الوطنية، من خلال مشاركتها وتلبيتها للنداء الوطني والتطوع من اجل استكمال وحدة البلاد الترابية. وعليه ما كانت عليه من أدوار على عدة مستويات في هذه الملحمة الوطنية قبل نصف قرن، بحيث ابانت عن صبر وتحد وعطاء رغم ما هناك من أخطار وظروف بيئية وطبيعة صعبة وطول مسافة. كلها تضحيات وبصمات وغيرها يحفظها لها الشعب المغرب والاجيال الجديدة، من خلال ما هناك من أرشيف مكتوب وسمعي بصري شاهد على عظمتها، وعلى عظمة ما صنعته من تاريخ مستحق لكل إجلال وإكبار وتكريم وذكرى وتقاسم وتحسيس وتوعية وفخر، ذلك الذي ارتآه نادي المسرح السينما من خلال حفل واحتفاء خاص جامع بين برنامج متنوع وحضور نوعي وشخصيات مبدعة عدة مؤثثة، على امتداد يوم الأحد 23 نونبر الجاري بقاعة الندوات بمقر المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، ساحة الاستقلال بالمدينة الجديدة تازة. 

إلغاء الاشتراك من التحديثات