باحثون يقاربون واقع ومكانة الجبل بالمغرب في يومه العالمي

تازة بريس

قبل عشرين سنة اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن يوم عالمي للجبال، لخلق توعية وتحسيس مجتمعي لدى الناشئة باهمية الجبال مع تشجيع التنمية المستدامة في تدبير النظم الايكولوجية. ولعل بموجب قرار الأمم المتحدة هذا يتم تخليد المناسبة في الحادي عشر من دجنبر كل سنة، من خلال ندوات ومهرجانات وأنشطة ذات صلة في كل أنحاء العالم للتعريف بما تعانيه الجبال من مشاكل، والتي من جملتها تخريب الغابات وما هناك تغيرات مناخية وكوارث طبيعية، تؤثر بطريقة مباشرة وغير مباشرة على حياة الانسان ومستقبلة، وبحسب الامم المتحدة يعيش اكثر من مليار نسمة في المناطق الجبلية، والاحتفال بهذه المناسبة هو تذكير للحكومات والشركات والهيئات حول مسؤولياتها في السياسات والمبادرات التي تمس الجبال.

احتفاء باليوم العالمي للجبل والجبال، عقدت اللجنة الجهوية لحقوق الانسان فاس مكناس بشراكة مع الائتلاف المدني حول الجبل ندوة حول موضوع: “مكانة الجبل في السياسات العمومية”، وقداحتضنتها مدينة تاونات السبت 3 دجنبر الجاري، بحضور باحثين في الاقتصاد وتدبير المجال عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله ظهر المهراز وسايس فاس، فضلا عن فاعلين عن المجتمع المدني وعن الجماعات الترابية المنتمية لإقليم تاونات. وقد توزعت ندوة تاونات على عرضين تفصيليين حول واقع الجبل بمختلف مؤشراته الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والثقافية. وقد مكنت المقاربة التشخيصية والتحليلية للمتدخلين وكذا المنهجية بخصوص التمييز في السياسات العمومية بين المجال القروي العام والمجال الجبلي، من رصد خصاصات عدة يعاني منها المجال الأخير والديناميات الجديدة التي تطبع تطوره حاليا.

 وكانت اسهامات وتدخلات نشطاء النسيج الجمعوي بتاونات، بشهادات وتوصيفات بقدر كبير من الأهمية لواقع الجبل والساكنة الجبلية بالاقليم، وهو ما انتهى الى جملة توصيات ومقترحات لتطوير محتوى السياسات العمومية إن على مستوى المرافق الوزارية او السياسات والبرامج التي تنجزها الجماعات الترابية من مجالس جهات وجماعات قروية، لتدارك خصاصات في التجهيزات الاساسية. وقد انصب تدخلات الندوة ايضا على أهمية تغيير التمثلات من طرف الفاعلين المؤسساتيين حول مجال الجبل، والذي غالبا ما يرتبط في ذهنها بالمجال الصعب واللامنتج والبعيد. مطالبة باستثمار عقلاني لما يزخر به المجال الجبلي من موارد مائية وغابوية ونباتية ومنجمية  وبشرية وتوظيفها لصالح الساكنة، ومؤكدة على أهمية سن نوع من التمييز الايجابي لتدارك النقص في التجهيزات.