ربما الجيل الحالي لا يعرف الكثير عن منتخب مغرب 1986 بالمكسيك..
تازة بريس
يملك المنتخب المغربي لكرة القدم أكبر عدد من المشاركات في كأس العالم من بين المنتخبات العربية، ويعد ايضا من أكثر المنتخبات حضورا في نهائيات كأس أمم أفريقيا برصيد 15 مشاركة وذلك منذ ظهوره الأول في النسخة الثامنة للبطولة التي استضافتها الكاميرون في 1972. وفي ثاني مشاركة قارية في مشواره، تمكّن المنتخب المغربي من إحراز اللقب، وذلك في نهائيات “إثيوبيا 1976” بعد أن تصدر المجموعة النهائية آنذاك برصيد 7 نقاط متقدما على وصيفه منتخب غينيا (5 نقاط). وحقق المنتخب المغربي نتائج متباينة على مر مشاركاته القارية، فبعد التتويج باللقب في أثيوبيا 1976، بلغ أسود الأطلس ربع النهائي في نسختي 1998 و2017 ونصف النهائي في 1986 و1988، والنهائي في 2004. تدين الكرة المغربية إلى جيل ملهم من اللاعبين النجوم الذين تألقوا بشكل لافت مع منتخب أسود الأطلس في المسابقات القارية والعالمية. ولعل من ألمع هؤلاء أحمد فراس الهداف التاريخي لأسود الأطلس برصيد 42 هدفا، وهو صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب افريقي لسنة 1976 بعد مساهمته في تتويج المنتخب بلقب أمم أفريقيا في العام نفسه.
وقد حظي 4 لاعبين مغاربة بشرف الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب افريقي، وهم إلى جانب أحمد فراس كل من المايسترو محمد التيمومي سنة 1985، ثم بادو الزاكي الذي أبان عن مستوى رفيع كحارس عملاق في 1986، ثم مصطفى حاجي في 1998، كما برز لاعبون آخرون في صفوف المنتخب المغربي وكانوا بتميز وعطاء كبير مثل عزيز بودربالة ومصطفى البياز وعبد المجيد الضلمي آخرون. واقترن تألق المنتخب المغربي مع مدربين أجانب أبرزهم الروماني جورج مارداريسكو الذي قاد أسود الأطلس للإنجاز القاري الوحيد في 1976، والبرازيلي جوزي ماريا الذي كان وراء التأهل للدور الثاني في مونديال 1986 والفرنسي الراحل هنري ميشال الذي كان مدربا لأسود الأطلس في مونديال فرنسا 1998.. وقد تأهل المغرب لنهائيات كأس العالم في 5 مناسبات سابقة، وكانت المشاركة الأولى في مونديال المكسيك 1970. وبعد 16 عاما، أبلى أسود الأطلس البلاء الحسن في مشاركتهم الثانية، ففي مونديال 1986 بالمكسيك كان المغرب أول منتخب افريقي وعربي يتصدر مجموعته ويتأهل للدور الثاني، حيث فاز على البرتغال 3ـ1 وتعادل مع إنجلترا وبولندا دون أهداف، ليواجه فيما بعد ألمانيا ويخسر بصعوبة 0ـ1.
وكما ورد في تغريدة أحد عشاق كرة القدم المغربية، أن من المنتخبات من إحتقرت المنتخب المغربي الا أنه أذلهم جميعا، ولربما الجيل الحالي لا يعرف الكثير عن منتخب مغرب 1986 بالمكسيك الذي اعتبر من امتع المنتخبات المشاركة انذاك. فأثناء القرعة كان المنافسون يعتبرون وجود منتخب عربي وإفريقي في مجموعتهم، صيد ثمين، وحلقة ضعيفة يسهل تجاوزها. وكان منتخب اسود الاطلس انذاك يتشكل من لاعبي البطولة الوطنية باستثناء لاعبين ينشطون في اوروبا وهما ميري كريمو وميري مصطفى. تحت قيادة الداهية المهدي خوصي فاريا. وقد واجه منتخب المغرب في افتتاح مبارياته منتخب بولندا بنجمه زبيغنيو كازيميرز بونيك وتعادل معه سلبا بصفر لمثله، ثم كرر نفس النتيجة امام منتخب انجلترا بنجمه غاري لينكر، ليختتم مباريات المجموعة بانتصار كاسح على منتخب البرتغال المتوهج انذاك بنجمه انطونيو نوغويرا بثلاثة أهداف لواحد، وينهي اسود الاطلس مباريات الدور الأول في الصدارة ويتأهلون للدور الثاني ليكون بذلك اول إنجاز عربي وإفريقي.