تازة بريس
غير خاف ما للشعر من أثر في جدل مجتمع وحياة اجتماعية، من حيث علاقته بكل ما هو تجليات وتفاعلات ومظاهر، منها ما يخص اللغة مثلا والتي أبدع فيها الشعر والشاعر، فكان بأثر في دلالاتها ومجازاتها. لدرجة يكاد المجاز يكون من إيحاء الشعر في سواده الأعظم، بل كان الشعر والشاعر أيضا بأثر في جمالية الكلمة والتعبير من حيث ايحاءاته. فكان هذا وذاك بمساحة معاني وصور وتخيلات وتمثلات وتأملات وغيرها، علما أن اللغة هي عصب حياة المجتمعات ووصل أفرادها وجماعاتها، وأداة ما يتم عبرها وبواسطتها من تواصل وتبادل مشترك ومصالح ومنافع وغيرها. وعليه، كان الشعر والشاعر دوما بأثر في رحاب حياة المجتمعات على هذا المستوى وذاك، مانحا الحياة ما هناك من تعدد ألوان. وما أكثر آفاق ودروب ومنعطفات الحياة والمجتمعات التي فتحها وأثثها وشقها الشعر، فكان بما كان من تعميق رؤية وصورة وقضية وعلاقة وانسان وكون وتوازن وروح ..، عندما جعل الحياة متحفا وجعل من كل ماض وحاضر ومستقبل بناء وتلاقحا رافعا من شأن انسان وإنسانية انسان، باعثا على كل حياة من قيم تآزر وتعاون وحرية وذاكرة. وكان شعر تازة دوما حاضرا وقد جعل من المدينة وشرفتها شاعرة عبر ثلة شعراء من سلف وخلف، تميزوا وأسهموا بسفريات قصائدهم ودواوينهم، حول هذا وذاك من وجدان وذات وقضية وحلم وحرية انسان ..، فكانوا بصدى وإغناء وأسماء وتجارب ونصوص ومن ثمة وعاء أدب محلي. ارتأينا منه ديوان “سيف الحرف” للشاعر والزجال محمد بلشقر التازي التسولي، وهو نص شعري زجلي بحوالي مائتي صفحة من قطع متوسط، وقصائد بالعشرات جاءت بتناغم ايقاع وطبيعة قضية وملمح ورؤية وقراءة وذات، فضلا عن صرخة وتجاذب ومعاناة وواقع.. وحاجة لروح أمل وتفاؤل ونور وتطلع.