تازة بريس
ميمون مارسي
تعزيزا لروح المواطنة وتنزيلا لفقرات برنامج أنشطة تربوية وثقافية، برسم الموسم الدراسي 2022-2023، استهلته ثانوية السيدة الحرة الإعدادية بسلا بإحياء نشاط بمناسبة تخليد الشعب المغربي يوم الثلاثاء 6 نونبر 2022، الذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها محرر الصحراء وموحد البلاد الملك الحسن الثاني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. بهذه المناسبة الوطنية نظمت ثانوية السيدة الحرة الإعدادية بسلا، صباح يوم السبت 12 نونبر 2022 بقاعة المكتبة، لقاء تربويا ثقافيا بحضور معبر من أطر ادارية وتربوية وأعضاء جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ فضلا عن المقاوم أحمد تنان أحد متطوعي المسيرة الخضراء والسيد ميمون مارسي إطار بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير علاوة على تلامذة المؤسسة. وبعد تحية العلم الوطني ألقى مولاي الحسين عبد النعيم مدير ثانوية السيدة الحرة الإعدادية، كلمة استحضر فيها ملحمة المسيرة الخضراء التي تجسد حدثا تاريخيا جيليا ونوعيا، معتبرا ذكراها مناسبة لاستلهام الدروس والعبر والمثل العليا التي تحلى بها جيل المقاومين والمتطوعين في المسيرة الخضراء، لنشر وترسيخ أنوارها في نفوس الناشئة والشباب وأجيال اليوم والغد لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل لتشييد مغرب قوي متماسك ولن يتأتى ذلك إلا بالعودة إلى النبش في ماضينا وقراءة تاريخنا لمعرفة حاضرنا وكسب الجهاد الأكبر من أجل البناء والنماء لاستشراف المستقبل حيث أن أمة بلا ذاكرة لها لا تاريخ لها. من جهته، تحدث نائب رئيس جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ أن المسيرة الخضراء تشكل حدثا خاصا، نظرا للمكانة التي تحتلها القضية الوطنية في وجدان كل المغاربة.
بعد ذلك تناول الكلمة السيد ميمون مارسي مستحضرا سيرة ومسار أحد رموز الكفاح وأعلام الجهاد في سبيل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية، المقاوم أحمد تنان المناضل والإعلامي القدير ورجل المهمات النبيلة في ملحمة التحرير في سبيل الدفاع عن الحرية واستقلال المغرب وصيانة مقدساته وثوابته. مبرزا كون السيد أحمد تنان ضيف شرف هذه الصبيحة التربوية شارك في معترك المقاومة وجيش التحرير وفي المسيرة الخضراء التي انطلقت فيها جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع، حيث أظهرت للعالم صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم، وتبعا لذلك فقد قدم أحمد تنان عملا متعدد الوجهات في أبرز المحطات التاريخية التي عاشها المغرب. عقب ذلك، أخذ الكلمة المقاوم أحمد تنان ليسافر بالحاضرين عبر محطات تاريخية من تاريخ الكفاح الوطني حيث كان الراوي في صميم أحداثها وأحد صناعها، فقد سردها بحس المقاوم الذي عايش محطات تاريخية عصيبة شهدها المغرب وما رافقها من مظاهرات عارمة تنديدا للفعل الشنيع الذي أقدمت عليه سلطات الاحتلال الفرنسي بنفي رمز الأمة السلطان محمد بن يوسف وأسرته إلى خارج المغرب. وأن في خضم هذه المحطات الحرجة والعصيبة من تاريخ المغرب تشبعت روح الشاب أحمد تنان بمبادئ العمل الوطني وأذكت حماسه ومشاعره الوطنية مما دفعه للانخراط في مقاومة المستعمر بالدار البيضاء.
وبعد الاستقلال التحق أحمد تنان بأسلاك الإدارة المغربية، وما أن بدأ يستأنس العمل حتى توصل برسالة من مدينة كولمين (باب الصحراء) هذا مقتطف منها: «إلى الأخ أحمد تناني، يجب أن تأتي إذا كنت من الذين يريدون أن يشاركوا في تحرير بلادهم بإيمان صادق وعزيمة قوية…». على إثرها قدم استقالته من العمل لدى وزارة الصناعة التقليدية والتجارة ليلتحق بصفوف جيش التحرير تلبية لنداء الوطن وتعزيز صفوف رفاقه. وكان ضمن أول وفد توجه إلى مدينة طرفاية إثر التحاقها بحظيرة الأم. وفي سنة 1975، استجاب لنداء الوطن وشارك في المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية. واستطاع ان يضمن المشاركة عندما أدرج اسمه ضمن لائحة المقاومين التي شاركت في المسيرة الخضراء . كان الراوي هذا ضمن أفواج المسيرة البالغ تعدادها 000 350 مواطن ومواطنة، إضافة إلى المئات من المراقبين والصحافيين وممثلين لمنظمات دولية وإقليمية، بطرفاية التي كانت مركزاً لتجمع باشتراك جميع فئات الشعب المغربي في مسيرة سلمية خضراء عبرت الحدود الوهمية في اتجاه الصحراء المغربية التي كانت تحت الاحتلال الإسباني. وكان المغرب في تلك الفترة كتلة متضامنة مجتمعة حول هدف واحد، مؤمنة بعقيدة وطنية واحدة بهدف استرجاع الصحراء المغربية. وكانت طرفاية، عاصمة للمغرب حيث تجمع متطوعو المدن والأقاليم فعاشت أجواء ترقب وانتظار مشحونة بقلق شديد ناتج عن تخمينات وتوقعات واشاعات متضاربة، إلى أن خاطب جلالة الملك الشعب مؤذناً بانطلاق المسيرة الخضراء في صبيحة 6 نونبر 1975 ، هكذا اخترقت الحدود الوهمية التي فرقتها لعدة عقود عن أهلها بهذه الأقاليم. وبهذه المناسبة الاحتفالية التربوية، تابع الحضور عروضا فنية وأناشيد وطنية جماعية مع لوحات تعبيرية ومسرحيات وأسئلة ثقافية اختارت كتيمة لها استظهار فصول وأطوار المسيرة الخضراء الحافلة بمحطات وعبر ودروس وبطولات وتضحيات جسام. هذا قبل قيام الحضور بجولة في معرض صور ورسومات بريشة ثلة من تلامذة المؤسسة.