ذاكرة وأرشيف وسيرة اليوسفي في ندوة رمزية وطنية بجامعة مكناس..

تازة بريس11 نوفمبر 2022آخر تحديث : الجمعة 11 نوفمبر 2022 - 4:02 مساءً
ذاكرة وأرشيف وسيرة اليوسفي في ندوة رمزية وطنية بجامعة مكناس..

تازة بريس

وثيقة مرجعية وفكرية وسياسية وتربوية ومصدرا مهما للباحث في تاريخ المغرب المعاصر والراهن، هي السيرة الذاتية لرئيس الحكومة المغربية السابق عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله، التي أشرف على إعدادها رفيق دربه المبارك بودرقة تحت عنوان“أحاديث فيما جرى”، المغربي الحديث، تم استحضار هذا وذاك من الجوانب في  لقاء علمي احتضنته أمس الخميس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، وقد خصص لتقديم فضلا عن “أحاديث فيما جرى”، اصدار ثان للمبارك بودرقة “بوح الذاكرة وإشهار الوثيقة” والذي سطر عبر صفحاته المناضل اليساري الأسبق وعضو هيئة الإنصاف والمصالحة مذكراته حول الأحداث المسلحة التي عرفها المغرب بتاريخ 3 مارس 1973.

المتدخلون الباحثون في هذا اللقاء، اعتبروا شخصية الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي مرجعا مهما وذات رمزية استثنائية في تاريخ المغرب، نظرا لمساهمته الفعالة في مسار المغرب الحديث والتي كللت بتعيينه وزيرا أول في حكومة التناوب من طرف الراحل الملك الحسن الثاني. وقد قال المبارك بودرقة  بهذه المناسبة، أن كتاب “أحاديث فيما جرى”، الذي وصفه بكونه عبارة عن شذرات من سيرة عبد الرحمان اليوسفي، وإصداره الآخر “بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة”، الذي أصدره مع المؤرخ الطيب بياض، يحكيان فترة من تاريخ المغرب التي عاشها عبد الرحمان اليوسفي، وتمتد من أربعينيات القرن الماضي إلى غاية وفاته. مضيفا وهو يستحضر محطات من سيرة اليوسفي، أن هذا الأخير ناضل خلال عهد الحماية من أجل تأسيس الحركة النقابية والجمعيات المدنية والفرق الرياضية والمدارس إلى غير ذلك، خصوصا بالحي المحمدي.

 والراحل عند انتقاله للدراسة بفرنسا يضيف المتحدث، واصل نضاله دفاعا عن القضية الوطنية من خلال نشاطه داخل منظمة الأمم المتحدة، التي كانت تعقد جمعياتها العامة بقصر شايو بباريس. موضحا  أن عبد الرحمان اليوسفي حظي بإعجاب عبد الرحمن عزام، أول أمين عام لجامعة الدول العربية لدفاعه عن القضية الوطنية بأربع لغات، وهي العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية. وأشار بودرقة  إلى أن المسؤول العربي دأب على استضافة اليوسفي بفندق جورج الخامس بالعاصمة الفرنسية. وكان مفروضا أن يمثل عبد الرحمان اليوسفي الحركة الوطنية بنيويورك، أورد بودرقة؛ لكن السلطات الفرنسية لم تمكنه من جواز السفر ليضطر، إثر ذلك، إلى العودة إلى المغرب ويؤسس مكتبا للمحاماة بمدينة طنجة قبل أن يبادر، بعد نفي السلطان محمد الخامس، وفق المتحدث ذاته، إلى تأسيس المقاومة وجيش التحرير، وصولا إلى حصول المغرب على استقلاله، ليصبح اليوسفي، في فترة لاحقة، وزيرا أول، و”الكل يعرف ما قام به”، بتعبير بودرقة.

 عبد الغني بوعياد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، أورد في كلكمته بالمناسبة، أن حضور المبارك بودرقة، الذي وصفه بالرجل المناضل والسياسي الوطني الكبير شكل فرصة لاستحضار المسار النضالي للراحل عبد الرحمان اليوسفي. مضيفا أن الكاتب الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأحد مؤسسيه كان وجها سياسيا محبوبا ومألوفا ومحترما لدى جميع المغاربة والأحزاب، مبرزا أن اعتراف مختلف الفاعلين بعمله الجاد جعله يحظى بثقة المغفور له الملك الحسن الثاني ليعينه على رأس حكومة التناوب سنة 1998. المسؤول الجامعي ذاته، قال أن اللقاء بالمبارك بودرقة شكل مناسبة لإعطاء درس في التاريخ لطلبة كليته في التضحية والنضال من أجل الوطن، مؤكدا أن حكومة التناوب التي ترأسها الراحل عبد الرحمان اليوسفي دشنت عهدا جديدا في تاريخ المغرب.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق