تازة بريس
عبد السلام انويكًة
جميل هو كل التفات لذاكرة المؤسسات الوطنيةعموما ولِِما هو جمعي ثقافي علمي فكري من ذاكرة هنا وهناك حول هذا وذاك، من قبيل ذاكرة الجامعة المغربية من خلال اعلامها ورموزها وتجاربها وطيفها وأثاثها في كل تجلياته وتعبيراته وبصماته التي منها درس بعض اعلام هذه الجامعة التاريخي. ولعله ما كان على موعد معه “مدرج الشريف الإدريسي” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط أمس الأربعاء 27 نونبر الجاري، بحضور الاستاذ عز الدين الميداوي وزير التعليم العالي معبرا عن تثمينه واعتزازه بمثل هذه المواعيد التي تكرس ثقافة وقيم وسلوك الاعتراف، بجميل من كان بمكانة واسم وعطاء علمي فكري وأثر بحثي في تاريخ هذه الجامعة من قبيل المرحوم الأستاذ محمد زنيبر، الذي يعد من الجيل المؤسس للدرس التاريخي بالمغرب، إلى جانب عبد الله العروي ومحمد القبلي وجرمان عياش وإبراهيم بوطالب ومحمد كسوس ومحمد عابد الجبري ومحمد سبيلا وطه عبد الرحمن، وغيرهم ممن جاء في كلمة محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم. مضيفا: “محمد زنيبر متعدد المواهب والتخصصات، من بين مؤسسي الدرس التاريخي في الجامعة المغربية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، ما بوأه مكانة خاصة لدى أهل التاريخ؛ فكان واحدا من الجمعية المغربية للبحث التاريخي”.
مداخلات عدة أثثت ندوة الأستاذ محمد زنيبر التكريمية، تلك التي تناول فيها باحثون جامعيون واعلاميون ما طبع الراحل وميزه، وما جمعهم به من ذاكرة ودرس ومعرفة وبحث تاريخي فضلا عن عمل تنظيمي علمي بحثي، من قبيل ما ذكرته الأستاذة لطيفة الكندوز الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والأستاذ عبد الحميد جماهري مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي، والأستاذ محمد الغاشي رئيس جامعة محمد الخامس، والاستاذة ليلى منير، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، فضلا عن آخرين من الأساتذة الباحثين في حقل تاريخ المغرب تحديدا منه تاريخ المغرب الوسيط، من قبيل مداخلة قيمة قدّمها الأستاذ محمد العمراني بهذه المناسبة وهذه الندوة الوطنية الموسومة ب : “محمد زنيبر: المؤرخ والأديب والسياسي”. تلك التي بقدر ما اثارته من عناية بقدر ما سلطت الضوء على ما هو فكر وجوانب طبعت اهتمامات الراحل ومعه جدل قضايا تاريخ المغرب الوسيط. ولعل محمد العمراني الباحث في تاريخ المغرب الوسيط عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين وعضو الجمعية المغربية للبحث التاريخي، هو خريج مدرسة محمد زنيبر بخط تحرير يعد امتدادا لإرثه التاريخي المعرفي والمنهجي. وعليه، فقراءة لشخصية محمد زنيبر في علاقة بالذاكرة التاريخية المغربية، وما قدمه معه باقي المتدخلين من قراءات عن عدد من المؤسسات، في موعد فكري رصين يحسب لـ “مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم”، يدخل ضمن ما ينبغي دعمه وتثمينه وحضنه من قبل الجميع كل من موقعه، تعميقا لكل تواصل بناء رافع لفكر وثقافة وإغناء وبحث علمي، ولكل ما من شأنه تحقيق تلاقح أجيال الجامعة المغربية وحفظ زخم ذاكرتها الرمزية.
