حول الدورة/ الندوة 12 لمنتدى صفرو العلمي الوطني للتربية والتكوين ..

تازة بريس

استضافت مدينة صفرو يوم 28 ماي 2025، منتداها وتقليدها العلمي الوطني السنوي للتربية والتكوين في نسخته الثانية عشرة، موعد بحثي علمي تواصلي تطارحي دأب على تنظيمه المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فرع صفرو، بتعاون مع مختبر البحث في المعارف التربوية والعلمية ومعالم الحضارة الإنسانية، وجمعية المبادرة للاشعاع الثقافي والتربوي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين. وقد ارتأت اللجنة المنظمة للدورة الجديدة موضوعاً بقدر كبير من الأهمية ويتعلق الأمر ب “قضايا التقويم التربوي بين التنظير والممارسة”، تحت شعار“من اجل تقويم تربوي فعال مواكب لتطلعات تجويد التعليم..”. وقد توزعت ورقة ندوة منتدى صفرو للتربية والتكوين التأطيرية، على نقاط جوهرية موجهة من قبيل كون ما دأب فرع المركز الجهوي بمدينة صفرو على تأثيثه، هو مبادرة منفتحة على كل التجارب والاسهامات، التي تروم جدلاً علميا مهنياً فضلا عن إعمال آليات البحث وإشاعة قيم تواصل مهني من جهة، ونشر سلوك التقاسم بين الباحثين والخبراء والمدبرين والمربين والجمعويين والمهتمين بقضايا التربية والتكوين، عبر تقوية تفاعلهم وتناولهم لإشكاليات بحاجة لالتفات وانصات تخص شأن التربية والتكوين ورهانات المدرسة وانتظاراتها من جهة ثانية.

دورة ربيع هذه السنة بصفرو، توجهت بعنايتها لمسألة بقدر عال من الراهنية والأهمية التربوية لدى الباحثين والفاعلين والممارسين، تلك التي تهم “قضية التقويم التربوي بين مساحة الأدبيات والأجرأة”. ذلك أن الإشكال بمثابة قطب رحى في المنظومة التربوية، لكونه جامع بين العلمي المعرفي من جهة وما هو عملي وفعل من جهة أخرى. ما يقتضي ممارسة مهنية عالمة متبصرة لِمِا يتم تنفيذه بالفضاءات المدرسية والتكوينية على حد سواء، لبلوغ ما هو منشود من نتائج وأهداف تربوية كثيراً ما تحضر اختلالاتها تقارير وطنية ودولية، لكون نماذجها التربوية ومخططاتها البيداغوجية وتنزيلها ليس بما ينبغي من حصيلة، بسبب ما هناك من حلقات ضعف تقتضي البحث سبراً لأغوارها واستكشاف خباياها. وعليه، ورد في كلمة افتتاح موعد صفرو التربوي الوطني، أن الوعي بما هو استراتيجيات وخلفيات معرفية ومنهجية وممارسات الفعل التربوي، يعد رهاناً لتجويد التدريس ومخرجات المنظومة التربوية. وأنه من المفيد تكثيف جهود استشراف واقع تعليميي أفضل، وأكثر انسجاماً مع طموحات المشروع التنموي الجديد عقب تبني مقتضيات الرؤية الاستراتيجية وترجمتها إلى القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. يذكر أن لجنة تنظيم منتدى المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بصفرو في نسخته الثانية عشرة، اعتمدت نهجاً وظيفياً لموعدها من اجل اسهامات علمية رافعة تنويرية اقتراحية تبصرية، من خلال مقاربة تشاركية اشتغلت على بلورة بنية الدورة وحصر مضامينها. وعليه، تم اقتراح صيغة طلب مشاركة أولا ثم طلب مداخلة ثانياً عند قبولها، من مختلف الباحثين والخبراء والممارسين التربويين والمهتمين بقضايا التربية والتكوين والبحث العلمي، لاستكمال المادة المعرفية العلمية المنشودة لتغطية محاور الندوة، وضمان انسجامها من حيث عناصرها لبلوغ مخرجات واضحة ذات أهمية وقيمة مضافة. وهو ما ما توزعت عليه جلسات الندوة وتم تقاسم طروحاتها بين المشاركين من الباحثين والحضور، فضلاً عن مساحات نقاش خاصة من زمن المنتدى.