تازة بريس

حسين العمراني الاذاعي الذي عانق مكروفون الرباط لأزيد من ثلاثة عقود ..

-

تازة بريس

طاقات بشرية هائلة وكفاءات عالية المستوى كانت وراء عطاء ودينامية مختلف وسائل الإعلام المغربية الوطنية، سواء تعلق الأمر بعمل تدبير هذه الوسائل في مستوياتها المكتوبة والمسموعة والمرئية، أو تشغيلها والحرص على ما يرتبط بها من مهام إعلامية عدة ومتداخلة، وكانت الغاية الغاية والهدف دوما هو إيصال ما هناك من رسال نبيلة فضلا عن المعلومة حول هذا وذاك خدمة للمجتمع عبر الاخبار والتثقيف والترفيه، وهو ما ساهم ولا يزال في تشكيل بناء الفرد والجماعة الادراكي والمعرفي. ولعل من وسائل المغرب التي كانت بدور وأثر رافع لعقود من الزمن، نجد الاذاعة المغربية التي يعود انطلاق بثها لنهاية عشرينات القرن الماضي زمن الحماية، ثم التلفزة المغربية التي شرعت في بث برامجها مطلع ستينات القرن الماضي. وعلى مدار تاريخهما مرت أجيال من الاعلاميين والاعلاميات التي بقدر ما كانت ببصمة خاصة بقدر ما أثرت وتأثرت ومن ثمة ذاكرة مجتمع جماعية. ونجد من هذه الكفاءات ما ارتبط بأطقم البرامج الاعلامية والنشرات الإخبارية من مخططي البرامج ومذيعين ومحررين ومنشطين وفنيي الروبورتاج، والتوضيب وتقنيي التصوير والصوت وعمال الصيانة ومسوقو الاعلانات التجارية الذين يقومون بتنظيم الأعمال التجارية، فضلا عن مسؤولي العلاقات العامة والأعمال الإدارية المرتبطة بإنتاج البرامج والسهر على إعداد النشرات الاخبارية من اجتماعات التحرير إلى بثها.

من ذاكرة الإذاعة الوطنية المغربية بحسب ما جاء في كتاب “للاذاعة المغربية .. أعلام” للأستاذ والإعلامي محمد الغيذاني. نجد الحسين العمراني أحد الاذاعيين المغاربة المخضرمين، الذي ينتمي للجيل الثاني من المشتغلين بالعمل الإذاعي،الذين عانقوا الميكروفون لفترة زادت عن ثلاثة عقود من الزمن الإذاعي. إذ عاصر جيل الرواد من الاذاعيين المغاربة المرموقين، الذين تركوا بصماتهم واضحة في المشهد الإذاعي الوطني. وقد انطلقت المسيرة المهنية للحسين العمراني منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي، واشتهر بالعديد من البرامج الإذاعية التي شكلت إضافة نوعية لبرامج الإذاعة الوطنية، عل من أبرزها ”عصاميون” و”متوجون” وبرنامجه الشهير ”كولي نكوليك” الذي انفتح من خلاله على العديد من المهن غير المنظمة والمهمشة، إضافة إلى سهرة ”هاذي ليلتنا” التي يحتفي فيها بالعديد من رموز الفن والإعلام في المغرب، وبرنامج ”الخيل والتبوريدة” الذي يوثق من خلاله تاريخ وخصوصيات هذا الفن في مختلف المناطق المغربية.

ومن جملة ما توجه اليه الحسين العمراني بالعناية في مساره الإعلامي الإذاعي المتميز، جوانب التراث المغربي بشكل كبير من خلال جملة برامج منها برنامج ”شيوخ الكلام” الخاص بالمنطقة الشرقية، كما قدم العديد من السهرات الفنية والتغطيات على مستوى المغرب من بينها ”سهرات الذكرى” التي كانت تذاع مباشرة من مسرح محمد الخامس بالرباط، إضافة إلى إعداد البرنامج التلفزيوني ”صناع الفرجة” مع المخرج العربي توتو. كما اشتهر بتقديم برنامج ”نافذة الصباح”، إلى جانب تناوبه على تقديم برنامج ”صباح بلادي” الذي يقدم في الفترة الصباحية من الاثنين إلى الجمعة مع الإعلاميين رشيد الصباحي وعبد الرحيم باسلام، وصباح بلادي برنامج تنشيطي يمزج على مدى ثلاث ساعات بين تنوع المواضيع، وجدة الاختيارات الغنائية والموسيقية في قالب مرح ترفيهي، تتخلله نشرات إخبارية ومواجيز لرصد آخر المستجدات الاخبارية. وقد توج الحسين العمراني سنة 2010، بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف الإعلام المسموع، وشارك في عضوية العديد من لجان التحكيم أبرزها عضوية مهرجان اتحاد الإذاعات العربية في تونس ومسابقة ”نجوم بلادي” ولجنة انتقاء الأغاني بالإذاعة الوطنية منذ 2008، إضافة إلى شغله منصب الكاتب العام للجمعية المغربية لمهنيي الإذاعة والتلفزة. وللإذاعي الحسين العمراني علاقة خاصة مع ‘أستوديو رقم 1’ بالإذاعة الوطنية، الذي يعد من أكبر استوديوهات تسجيل الأغاني الموجودة بالمغرب،، ويقول عنه العمراني: ان هذا الأستوديو عرف ظهور أروع الأغاني المغربية، من ملحنين مغاربة كبار من أمثال أحمد البيضاوي، عبد السلام عامر، عبد الرحيم السقاط وآخرون، بهذا الستوديو سجلت أغاني ‘القمر الأحمر’ للمطرب عبد الهادي بلخياط، ‹وراحلة’ للراحل محمد الحياني، وروائع عبد الوهاب الدكالي، ‘ما أنا إلا بشار’، ‘لا تكذبي’، ‘مول الخال’، ‘الطوموبيل’، ‘الوردة البيضاء’ واللائحة طويلة جدا، ولازالت خزانة المحفوظات الصوتية بالإذاعة الوطنية تحتفظ في أرشيفها على روائع الأغاني المغربية التي خلذها هؤلاء الرواد. وقد دخل اﻹعلامي المتميز واﻹذاعي الحسين العمراني مجال التمثيل ﻷول مرة من خلال مشاركته في سيتكوم ”تبدال المنازل” والذي بث مباشرة بعد اﻹفطار على شاشة القناة اﻷولى المغربية. كما شارك الحسين العمراني في حلقتين من السلسلة الكوميدية التي يخرجها حميد زيان، وهي من بطولة سعيد الناصري، ثريا العلوي، عبد الله ديدان، سعاد صابر . . الخ.

إلغاء الاشتراك من التحديثات