تازة بريس
أفادت الجريدة الإليكترونية كود المحسوبة على حزب الأصالة والمعاصرة عقب الاعلان عن نتائج الامتحان الكتابي لمنح شهادة أهلية ممارسة مهنة المحاماة، وفق ما أورده الأستاذ عبد اللطيف جنياح عضو المكتب التنفيدي لنقابة المحامين بالمغرب في تدوينة له بصفحته على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن العدد الحقيقي للناجحين في امتحان المحاماة بلغ ثمانمائة مرشح فقط. وهو ما أكده وزير العدل في تصريح رسمي لاحق أوضح من خلاله أن اللجنة المكلفة بالامتحان حصرت لائحة الناجحين في 800 مرشح، وأنه أصر على رفع العدد إلى أكثر من 2000 مرشح مبررا ذلك بكون المهنة حرة، في خرق سافر للقرار المنظم لامتحان منح شهادة أهلية مزاولة المحاماة الذي ينص على تحديد الناجحين من المرشحين في الحاصلين على المعدل فقط.
وبغض النظر عن الأثار السلبية على مستوى إغراق المهنة بأعداد كبيرة في غياب البنية الاستقبالية -يضيف الأستاذ جنياح-، وانعدام الظروف المناسبة للتكوين والإدماج، فإن النزول عن عتبة معدل النجاح وفسح المجال أمام 1281 راسب في الامتحان للالتحاق بقطاع مهني، يؤدي خدمة اجتماعية ذات بعد إنساني وحقوقي، فضلا عن تحكم الريع في هذا الامتحان على عدة مستويات وفق ما تم إبرازه وتناوله عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية، كل ذلك يعتبر جريمة أخلاقية ومجزرة حقوقية في حق مهنة توارثها الشرفاء والأحرار وحصنوها بالقيم والأخلاق، وايضا في حق الطاقات والكفاءات الحية من أبناء الشعب الذين تم قطع الطريق أمام ولوجهم للمهنة واغتيال حقهم الدستوري في التمتع بالمساواة وتكافؤ الفرص.
إنها انتكاسة غير مسبوقة في تاريخ المهنة وفي زمن ولا أرذل منه -يقول-. وقد سبق لنقابة المحامين بالمغرب أن عبرت في بيانها الصادر بتاريخ 24/ 09/ 2022 عن تحذيرها من وقوع هاته الانتكاسة، واستهجنت اعتماد منهجية الأسئلة ذات الأجوبة المتعددة في إجراء الامتحان الكتابي للأهلية المهنية، موضحة بأن هاته المنهجية تكشف عن رغبة الجهة المنظمة في إفراغ مهنة المحاماة من حمولتها الحقوقية القائمة على قدرة المحامين على امتلاك ناصية المنهجيات التحليلية والتركيبية وبناء التصورات الكبرى، لاستبدالها بمهنة وظيفية ترتكز على مهارات بسيطة وسطحية لا تتجاوز وضع علامة أمام أحد الأجوبة المختزلة المعروضة لسؤال جزئي وفقير معرفيا.
ولا شك أن ما وقع من خروقات وانتهاكات جسيمة في تنظيم هذا الامتحان وفرز نتائجه -يضيف-، يعبر عن حجم فساد اخلاقي وقانوني وسياسي لكل الجهات المشاركة والمساهمة في هاته الفضيحة التاريخية. مستحضرا في هذا الشأن قول المولى عز وجل في محكم التنزيل من سورة البقرة الآية 204 “ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألذ الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.”