انتاجات الدراما المغربية في رمضان أو زمن ومشاهد الهدر التلفزي ؟؟؟

تازة بريس11 أبريل 2023آخر تحديث : الثلاثاء 11 أبريل 2023 - 9:33 مساءً
انتاجات الدراما المغربية في رمضان أو زمن ومشاهد الهدر التلفزي ؟؟؟

تازة بريس

الأستاذ عزيز رباكً .. الرباط

أصبح عرفا أن تراهن قنواتنا التلفزية كغيرها من تلفزات الدول الإسلامية الاخرى، على الانتاجات الدرامية والفكاهية في شبكاتها البرامجية الرمضانية أملا في تحقيق نسب مشاهدة كبيرة وبالتالي ضمان مداخيل مالية مهمة. وأصبح مألوفا في هذا السياق أن يتعايش المشاهد مع فئة من “صناع الفرجة”، ضمن أعمال من المفروض أن تتلاءم وطقوس الشهر الفضيل، مع مراعاة التوازن المطلوب بين ما هو فني وترفيهي من جهة وما هو تجاري من جهة ثانية. وكلمة “فرجة” هنا تبقى محل جدل كبير، إذ يناهض الكثيرون فكرة اعتماد هكذا إنتاجات في شهر رمضان. أليس من الأجدى، في نظرهم أن نراهن بالدرجة الاولى على ما هو ثقافي وتربوي وديني بهذه المناسبة، وما علاقة الترفيه والفكاهة بالصيام أصلا ؟ يتساءل كثيرون.

بعيدا عن الخوض في أمور قد تأخذ أبعادا فقهية أو فلسفية في محاولة لتفسير هذه العلاقة، نعمل على حصر النقاش حول الواقع أي حول ما هو معاش وما يستهلك تلفزيونيا. فبرامج رمضان عموما والانتاجات الدرامية والفكاهية كالسكيتشات والمسلسلات والأفلام على وجه الخصوص، تتغدى وتنمو وتكبر بفضل أموال الاشهار والدعاية. فالوكالات المختصة في هذا المجال ومن وراءها الشركات التجارية، تستهدف الجمهور اعتمادا على هذه الانتاجات بحجة أن الصائم يبقى بحاجة في تقديرها ونظرها، للحظات ترفيه وترويح عن النفس(!!!) بعد يوم تعتبره هي شاقا في غياب الأكل والشرب والملذات.
اذا ما سايرنا(مكرهين) هذا المنطق لِما تفرضه وظيفة النقد ومحاولة الاسهام في تقويم الاعوجاج الفني عموما، نجد أن الانتاجات المقدمة بمناسبة الشهر الكريم على الشاشة الصغيرة هي انتاجات لا قيمة لها من الناحيتين الفنية والموضوعاتية باستثناء بعض المسلسلات التي نجح اصحابها في الاستجابة نسبيا لاذواق المشاهدين( ..). من الملاحظات أيضا ظهور جيل جديد من الممثلين والممثلات بعضهم ممن أصبحوا يعرفون في العالم الأزرق ب”المؤثرين” وهم يفتقدون بالمناسبة لمقومات الاحتراف، مما يعني أن الهاجس المادي (تقليص ميزانية الانتاج) أصبح يطغى على هاجس القيمة الفنية لدى المنتجين والمخرجين.
على النقيض من ذلك استأثرت اسماء لها وزنها على الصعيد الفني ببلادنا بالعديد من الأدوار، وفي مجموعة من الأعمال الدرامية المختلفة ك”دنيا بوطازوت وابتسام العروسي وربيع القاطي (ابن مدينة تازة) وسكينة درابيل وفضيلة بنموسى وراوية وجميلة الهوني وآخرين. ولربما غامرت هذه الأسماء بظهورها المتكرر وفي أعمال مختلفة بالسقوط فيما يسمى ب”النمطية”. في المقابل سجل خفوت نجم بعض الرواد كمحمد خيي والكاظيمي (جحا) وصلاح الدين بنموسى، هذا الأخير (78سنة) اشتكى من قلة العروض المقدمة اليه بل وانعدامها في السنين الأخيرة ملقيا باللائمة على أسماء فنية بعينها متهما اياها بمحاربته. أما نزهة الركراكي التي أربكت قضية ابنها (..) مشاريعها الفنية، فلم تكن برأيي موفقة في السيتكوم الوحيد الذي تشارك فيه ويبث وقت الإفطار على “الأولى”، وذلك لعدم ملاءمة شخصيتها المثقلة بالتجارب الناجحة مع الأدوار المنوطة بها من جهة ومشاركتها الى جانب أسماء مغمورة من جهة ثانية، وهو ما افقدها التوهج المعهود.

أما الوجه المألوف في الانتاجات الرمضانية عزيز الحطاب، فيبدو أنه وجد ضالته هذه المرة في الوصلات الاشهارية وهو مجال يضمن جزءا مهما من العائدات بالنسبة لمشاهير الفن. من جهة أخرى، يبقى الفشل هو مال ما يعرف في الانتاجات الدرامية ب “،الكاميرا الخفية” والتي باتت موضوع سخرية كبيرة وسط الجمهور. فهذا الجنس الذي يعتمد اسلوب الابتكار والعبقرية الفنية لاقتناص لحظة مرح وابتسامة لدى المشاهد، أخلف الموعد مرة أخرى بل وتثار حوله شبهة “الضحك على الذقون” واختلاق مشاهد ومواقف مزيفة. كلام ينطبق تماما على ما تم تداوله مؤخرا بخصوص برنامج يبث على قناة فضائية أجنبية ادعى صاحبه (والله اعلم)، أنه تعرض وبحضور الجمهور داخل الاستوديو وعلى الهواء مباشرة، لاعتداء شنيع من طرف الضيف/الفنان بعد ان تعمد استفزازه. وجرى نقله في مشاهد تثير الريبة، الى المستشفى على متن سيارة اسعاف.

 إذا صح فعلا أنه مجرد سيناريو مختلق وهو الأكثر ترجيحا، فإن ذلك سيفهم منه على أن جمهور الشاشة كان ضحية سخرية واستهزاء ونصب من طرف أناس يفتقدون للضمير المهني والأخلاقي ومن طرف قناة لا تحترم نفسها. أما بالنسبة للهاكا (الهيئة العليا للسمعي البصري) وباعتبارها دركية المجال، فهي تقول ان المسألة تخرج عن نطاق تحركها لكون القناة المعنية تبث من خارج التراب المغربي وبالتالي لا سلطة لها على برامجها. وهذه حالة تكرس مفهوم “الغزو الفضائي” الذي سبق وتحدث عنه عالم المستقبليات المرحوم المهدي المنجرة في عهود سابقة. أمام كل هذا العجز، يجدر بنا ان نتساءل إن كنا في حاجة لتشريعات جديدة تواكب التطور التكنولوجي والفضائي الرهيب.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق