محاولة الهجرة الجماعية بمعبر سبتة واقعة صادمة تسائل جميع دوائر القرار ..
تازة بريس
محاولة الهجرة الجماعية التي شهدها معبر سبتة المحتلة، واقعة صادمة تشكل مساءلة حقيقية لجميع دوائر القرار وتفرض تصحيح المسار الاقتصادي للبلاد وضخ نفس ديمقراطي وحقوقي جديد، هو ما قاله حزب التقدم والاشتراكية في تصريح حول الموضوع من خلال مكتبه السياسي، الذي عبر عن قلقه العميق، من المشاهد الصادمة لمحاولات القيام بهجرة جماعية من طرف آلاف الشباب والقاصرين، مغاربة ومن جنسياتٍ أخرى. لافتا الى أن ما ينبغي التركيزُ عليه أكثر هو تلك الرغبة العارمة التي باتت تسكنُ عدداً كبيراً من الشباب المغربي في مغادرة بلادهم ولو نحو آفاقٍ غامضة، فقط انطلاقاً من رفض واقعهم المتسم بكثيرٍ من المعاناة وانسداد الآفاق. منبها إلى أن المغرب ورغم كل المكتسبات التي حققها، فإنه ما زال في حاجة إلى مزيدٍ من الاجتهاد لأجل توفير شروط العيش الكريم للجميع، وتحرير طاقات كافة بناته وأبنائه في كل ربوع الوطن، وإلى استعادة الثقة، وإلى مصداقية المؤسسات، وإلى مُصالحة الشباب مع الشأن العام، وإلى توسيع فضاء الحريات والديموقراطية، وإلى تصحيح المسار الاقتصادي وتقوية القدرات الإنتاجية، وإلى خلق فرص الشغل اللائق، وإلى توفير شروط تعليمٍ جيد ونظامٍ صحي ناجع، وإلى إقرار العدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي، وإلى التوزيع المتكافئ للثروات. مضيفا أنه رغم المكتسبات العديدة التي تحققت في شتى المجالات، لا تزال نقائص عميقة ومتعددة قائمةً ومن بينها تفاقُمُ الفوارق المجالية الصارخة، وبقاءُ ملايين المواطنات والمواطنين على هامش عجلة التنمية، وأساساً منهم الشباب الذين تتعمق معاناتهم ويوجد الملايين منهم في وضعية “لا شغل، لا تكوين ولا تعليم”. مجددا نداءه لتفعيل جيل جديدٍ من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لضمان إدماج كافة المغاربة في مسار البناء التنموي الوطني والاستفادة المتكافئة والعادلة من ثمراته، وضخِّ نَفَسٍ ديمقراطي وحقوقيِّ جديد في الفضاء السياسي الوطني وفتح آفاق الأمل واسترجاع الثقة، وتوفير شروط الكرامة وتقوية روابط الشعور بالانتماء للوطن.