من أعلام جامعة مغرب أمس .. رائد الجغرافيا القروية الأستاذ لحسن جنان
تازة بريس
عبد السلام انويكًة
ذات يوم منذ حوالي عقدين من الزمن ضمن نشاط علمي تفاعلي رصين، قبل ما بات مألوفا من ضجيج منظم هنا وهناك وهذا نقاش وتأمل ومساءلة وموضوع ذو شجون. ذات يوم الى جانب أحد أعلام جامعة مغرب أمس، الأستاذ لحسن جنان ابن مدينة صفرو الغني عن كل تعريف، لِما أسداه من عمل بحثي معبر رفيع على امتداد عقود من الزمن، ومن تأطير ايضا لمساحة واسعة من الخلف الطلابي في حقل جغرافيا المجال في بعد المفهوم العام. وهو خريج جامعة محمد الخامس بالرباط على مستوى بحث الاجازة 1972 ودكتوراه السلك الثالث 1981 ، ثم دكتوراه الدولة تخصص الجغرافية والتهيئة عم جامعة مدينة تور بفرنسا عام 1998، وعلى المرء أن يتأمل مسافة الطلب بين 1981 و1998 لإنجاز لحظة شهادة عليا، كانت تعرف الى عهد قريب قبل اصلاح 2003 بدكتوراه الدولة. وقد عمل لحسن جنان أستاذا باحثا ومدرسا لمادة الجغرافيا البشرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس من 1982 حتى 2005. وكان بفضل في تأثيث وتوجيه دراسات وأبحاث عدة حول ما يعرف لدى قبيلة الجغرافيين المغاربة، بالديناميات القروية والمعارف المحلية والتنمية الترابية. كما اشتغل على مساحة التراث في بعده المجالي المحلي، وأشرف على عدة اتفاقيات تخص حقل التبادل العلمي، واليه ايضا يعود فضل تأسيس مختبر التراث والمجال والتنمية ومجلة دفاتر جغرافية.
ولعل للأستاذ لحسن جنان الباحث والانسان، مؤلفات ودراسات رفيعة المستوى نشرت في منابر علمية وطنية ودولية عدة، مع أهمية الاشارة الى أنه عمل خبيرا ومستشارا في مجال التنمية وإعداد التراب لدى مؤسسات عدة جمعت بين، وكالات وطنية للتنمية وقطاعات وزارية وإدارات ترابية وجماعات محلية وغيرها. ومن جملة ما صدر له من الأعمال العلمية مؤخرا عن منشورات مؤسسة مقاربات بفاس، كتاب”الجغرافية القروية: من المقاربة الكلاسيكية الى النظرة المعاصرة”. وهو المؤلف الذي يقول عنه : “أردنا بهذا العمل أن نوفر للقارئ كتابا مختصرا قائما بذاته، يعالج فرعا من فروع الجغرافية معالجة مبسطة، يستطيع الطالب الباحث والأستاذ أن يجدا فيه بعضا من ضالتهما بسرعة ومن غير عناء ولكن أيضا من غير تفصيل ولا تفريع. إنه مؤلف موجز في الجغرافية القروية – موضوعا ومنهجا- ومحاولةٌ في بناء حصيلة البحث الجغرافي حول العالم القروي منذ ظهور هذا الفرع كتخصص إلى الآن”. ويقصد مؤلف الكتاب بالحصيلة هنا، من وجهة نظره: “رصد أهم مراحل تطور الجغرافية القروية على مستوى الإشكاليات التي عالجها الباحثون، والمقاربات والمناهج التي اعتمدوها في ذلك، في علاقة مع التحولات التي عرفها العالم القروي من جهة، وتطور مناهج وأدوات البحث الجغرافي، من جهة ثانية. وحاولنا بالتالي، في مقاربة تفاعلية، الجمع بين دراسة تشكل البنيات والمشاهد القروية، وتطور الإشكاليات والمناهج المرتبطة بها”. مضيفا في حديثه:”كما نتوجه بهذا العمل إلى الفاعلين الترابيين وكل المعنيين بالتنمية القروية وإعداد المجال من إدارات وجماعات ترابية، ومؤسسات وهياكل قروية ومجتمع مدني، لما يقترحه من مقاربات ومناهج في الإعداد والتنمية بالمجال القروي”.