تازة بريس
بكل اسلاكه وجدل تعلماته ومعه جودة ومهنية الموارد البشرية التربوية، يعد الوسط المدرسي وعاء ومدخلا بقدر كبير من الأهمية والرهان لبلوغ ما هو منشود من نتائج وتغيير وتطوير واغناء قيمي مجتمعي، ومن ثمة تحقيق أوراش تنمية ترابية وبشرية وثقافية وحضارية مستدامة، فضلا عما هناك من تطلعات ورؤى وخيارات على اكثر من مستوى. ولعل تربية وتكوين الناشئة المتمدرسة الجديدة على الابداع والتفكير وكذا التراث إن في شقه الانساني الثقافي التاريخي أو الطبيعي البيئي، وتعميق الوعي بكل هذا وذاك هو تربية وتكوين على ما هناك من تنوع وزخم بيئة محلية ومخزون ثقافي وحضاري وذاكرة وطنية. ولا شك أن استحضار عنصر التراث وتحف البيئة المحلية في بعدها الواسع، عمل رافع بيداغوجي وديداكتيكي لمهنية وجودة وأداء وانفتاح الفاعلين التربويبن، ذلك الذي يحضي بكثير من العناية في إعداد الأطر التربوية بمراكز التكوين في كل تجارب وجهات العالم، من اجل ما ينبغي من تكامل وغنى ووعي وتأهيل من شأنه المساهمة الإيجابية في بلوغ مزيد من الأمن التربوي والتعليمي والاستدامة الثقافية فضلا عن تلاقح بين الأجيال وبين سلف وخلف عبر المدرسة. إن التربية والتكوين على التراث في كل تجلياته، هو تعبئة لموارد بشرية تربوية من اجل ما ينبغي من استثمار لهذا التراث إن المادي واللامادي في بناء المعرفة ونشاط وجودة المدرسة والمدرسين، وعيا بكون التوظيف الأمثل لمكونات التراث في علاقته بالتعلمات والمتعلمين داخل الفصول الدراسية، هو دعامة أساسية لبلوغ مجتمع معرفة وتنمية مستدامة وروح مبادرة وابداع وتجدد وتجديد. دون نسيان ما هناك من تقارير ودراسات، تقول بأهمية جعل التراث ضمن الأولويات في تكون وإعداد وتربية الناشئة، والعمل على حفظ الذاكرة الجماعية الموروث الثقافي والطبيعي عبر الوسط المدرسي في ظل ما هناك من عولمة وتدفقات على اكثر من مستوى.
هكذا كانت التعلمات والتربية على الابداع من خلال التراث، وهكذا ارتأت الجهة المنظمة محور ندوة علمية تربوية تكوينية تاطيرية، نظمها المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الفرع الإقليمي بتازة، بتعاون وتنسيق مع مختبر المعارف العلمية والتربوية ومعالم الحضارة الانسانية يوم 24 أبريل الماضي. موعد ضمن أنشطة المركز المندمجة اطره تقديما وتدبيرا، كل من عبد الرزاق مزواك أستاذ التعليم العالي، و عبد السلام انويكة أستاذ التعليم العالي، في حين كان محوره ضيف باحث مهتم بعالم التراث والبحث والكتابة والنشر حول علم الفلك، الأستاذ محمد حيلوط القادم من باريس وقد توزعت محاور اللقاء على أهمية التراث عموما في تكوين الأطر التربوية وتجويد مهاراتها ومهنيتها، ومن خلال هذا البيئة المحلية في كل مظاهرها وتجلياتها المادية واللامادية باعتبارها دعامة رافعة للتعلمات، والتي من المفيد تربويا انفتاح الاطر التربوية عليه تحديدا منهم المدرسين، لاغناء مواردهم واسس عملهم البيداغوجية والديداكتيكية. لقاء فرع المركز الجهوي لمهن التربية والتكون بتازة، كان مناسبة للضيف الباحث للحديث مع الحضور من الأساتذة المتدربين، حول أهمية اخذ التراث المحلي في اي مكان بعين الاعتبار لبناء التعلمات، وتقريب المفاهيم للمتعلمين في جميع الأسلاك التعليمية، تسهيلا استيعاب وضعيات الدروس الديداكتيكة سواء تعلق الأمر بالانطلاق أو البناء أو التقويم، فضلا عن تعميق موقع المتعلم باعتباره محورا للعملية التعليمية. مستحضرا ما تزخر به البيئة التراثية بتازة من مخزون مادي ولامادي، معرجا على موضوع أحد مؤلفاته حول آلة الاسطرلاب ومنها اسطرلاب “علي ابن ابراهيم الحرار التازي”، الذي كان مؤذنا ذات يوم خلال العصر الوسيط بجامع تازة الاعظم، ولعله الاسطرلاب التحفة النادرة المعروض حاليا بمتحف العلوم بمدينة أكسفورد بانجلترا. ندوة الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة، كانت بتفاعل معبر ونقاش استحضر ما هناك من انشغالات تربوية تهم المتكونين. وعليه، ما طبعها من إفادة وتواصل وتساؤل وتقاسم في أفق ما ينبغي من استثمار أهم وأفضل للبيئة المحلية المادية واللامادية، تجويدا للتعلمات في الوسط المدرسي وتربية وعلى الابداع فيه.