تازة بريس
في محطة ثانية لأشغالها بجامعة الأخوين بمدينة إفران، اختتمت مؤسسة أرشيف المغرب يومه الخميس 15 شتنبر الجاري، ندوتها العلمية في موضوع”العلاقات المغربية السعودية بين الأمس واليوم” التي نظمت على امتداد يومين تحت الرعاية الملكية السامية. وقد استهدفت بشراكة مع مؤسسة دارة الملك عبد العزيز بالرياض، تقوية وتعميق التعاون والعلاقات التاريخية بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية.
في كلمة افتتاح ندوة العلاقات المغربية السعودية هذه، والتي جاءت في إطار برنامج “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022م”. أبرز مدير مؤسسة “أرشيف المغرب”الأستاذ المؤرخ”جامع بيضا”، أن الاحتفاء بهذه العلاقات والاحتفاء بأرشيف البلدين المشترك الذي احتضنته كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال بالرباط، كان مناسبة لتجديد وتأكيد ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط اخوية وروحية عميقة، مشيرا الى أن تنظيم هذه الندوة يستحضر ويتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة “أرشيف المغرب” و “دارة الملك عبد العزيز” بالرياض.
موضحا في كلمة حفل الافتتاح ايضا أن هذا التعاون وهذه الاتفاقية هما بجوانب ورهانات عدة، منها ما يخص ويشمل تقاسم الخبرة في مجال حماية وصيانة الأرشيف والمخطوطات، وتبادل الموارد الرقمية للمصادر التاريخية التي تهم الطرفين، فضلا عن إقامة أنشطة ثقافية وعلمية تخص مواضيع وقضايا ذات الاهتمام المشترك، معتبرا أن إقامة ندوة علمية ومعرض مواز عن علاقات استثنائية بين بلدين شقيقتين يعدان ركيزتين أساسيتين في العالم الإسلامي، تأتي تتويجا للسنة الأولى من هذا التعاون والتفاعل المثمر .
من جانبه تحدّث الأمين العام لمؤسسة دارة الملك عبدالعزيز بالرياض الدكتور “فهد بن عبد الله السماري” عن تميّز العلاقات الأخوية التي تجمع بين قادة البلدين وشعبيهما، مشيرًا لأهمية التفاعل والتلاقي والنقاش والتعاون والتباحث بين الباحثين في البلدين، والذي لا شك أنه سيكون له كبير الأثر في خدمة تراث البلدين الأرشيفي الغني. قائلا : “نعيش مناسبة تربط الماضي بالحاضر وتنظر للمستقبل، والأرشيف الوثائقي هو أداة لمعرفة أين نحن؟ وكيف كنا؟ وماذا سنكون عليه مستقبلًا؟ ونتشرف بالمشاركة في تقديم المعرفة حيال ما يربط الشعبين”. مضيفا في كلمته خلال جلسة افتتاح الندوة: “أفخر برؤية زملائي وزميلاتي في مؤسسة أرشيف المغرب وهم يتعاونون بكل ثقة وطموح مع موضوع الندوة، وشعبا البلدين هما من أسهم منذ القدم في هذا التاريخ العريق من العلاقات الأخوية، ونحن نستحضره وفاءً لهم، ومتطلعين مع جيل اليوم للوثوب إلى مستقبل أكثر قوة وعمقًا”.
في ندوة العلاقات المغربية السعودية هذه، تحدث عدد من الباحثين والدارسين ممن أثثوا مداخلاتها العلمية عن مستويات وملامح وتجليات هذه العلاقات في بعدها التاريخي والروحي والانساني والأسري ايضا، مشيرين الى دورها في رفع ما هناك من تحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية في ظل متغيرات سياسية واقتصادية عدة ومتداخلة يعيشها العالم. معبرين عن سعادة تعاونهم بين مؤسسة أرشيف المغرب و”دارة الملك عبدالعزيز” على مستوى تبادل الخبرات والتجارب وحماية وصيانة الأرشيف والمخطوطات ونسخ المصادر التاريخية، وتنظيم الأنشطة الثقافية والعلمية هنا وهناك بالبلدين على مستوى قضايا وموضوعات ذات الاهتمام المشترك. مع أهمية الاشارة الى أن ندوة الرباط حول العلاقات المغربية السعودية بين الأمس واليوم، تضمنت ضمن برنامجها وأنشطتها بشكل مواز تنظيم معرض جاء غنيا بالصور التاريخية والوثائق والمخطوطات، احتفاء بعلاقات البلدين عبر فترات التاريخ، ولعل بقدر تميز عرض وتقديم وشرح ما احتضنه هذا المعرض من ذاكرة مشتركة وووثائق نادرة مغربية سعودية، بقدر ما جاء احتفاء بمرور سنة على توقيع اتفاقية تعاون بين”مؤسسة أرشيف المغرب” ومؤسسة “دارة الملك عبد العزيز”، كذا تعبيرا عما طبع مسار علاقات البلدين التاريخي ولا يزال من تميز وتعاون وتنسيق ومحطات مشرقة.
ولعل معرض ندوة “العلاقات المغربية السعودية” الذي كان بكثير من الاثارة الرمزية التاريخية والقيمة المضافة لهذا الموعد العلمي، تضمن عدة مخطوطات وصورًا قديمة ابرزت وقائع وقصص رحلات حجية وغيرها يحفظها التاريخ، لاسيما في هذه الوقائع والأحداث والرحلات التي تخص موسم الحج، هذا فضلا عما احتواه هذا المغرض المتميز شكلا ومضمونا واخراجا وتقديما، من رسائل دبلوماسية تشهد وتتحدث عن صفحات وتجليات انبعاث العلاقات المغربية السعودية وازدهارها على امتداد قرون. وكانت مؤسسة أرشيف المغرب قد وقّعت بمدينة الرباط خلال شتنبر من السنة الماضية اتفاقية تعاون مع مؤسسة دارة الملك عبد العزيز بالرياض، من اجل تعزيز الروابط العلمية بينهما وتطوير علاقات التعاون الثنائي وتنميتها في مجال عمل كل منهما.
وقد نصت وتوجهت هذه الاتفاقية المغربية السعودية بعنايتها، لخدمة وتقوية التعاون في اختصاصات كل من المؤسستين”أرشيف المغرب” و”دارة الملك عبد العزيز”، ودعم وتحفيز الأبحاث والدراسات العلمية في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية، وإتاحة فرص تزويد الباحثين من كلا البلدين بالمعطيات والوثائق التاريخية التي تهم الطرفين، كذا تبادل المنشورات العلمية والإصدارات والإجراءات المنظمة لعمل الطرفين، فضلا عن تنظيم ندوات علمية ومعارض مشتركة وتبادل خبرات الصيانة والترميم والتقنية في مجالات عمل كل منهما، فضلا توفير مواعيد ومناسبات ومساحات لتأهيل وتدريب العاملين لديهما، مع تبادل الزيارات بين المختصين والفنيين عن المؤسستين.