تازة بريس
مساحة المطالبين بالتخلي عن اللغة الفرنسية واعتماد اللغة الإنجليزية في المدرسة المغربية تزيدا اتساعا، لتصل إلى قطاع التعليم الخصوصي الذي يعد قطاعا حاضنا للغة الفرنسية وجسرا ينساب عبره التمدد اللغوي الفرنسي والنهج الفرنكوفوني إلى المغرب. فقد طالب ناصر بن الفاسي، النائب الأول لرئيس رابطة التعليم الخاص بالصخيرات ومؤسس مدرسة خصوصية، في رسالة وجهها لوزير التربية الوطنية بتبني اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى في المملكة. موقف الفاسي هذا الفاسي جاء من منطلق ضرورة تعامل المغرب بالمثل مع فرنسا، بعد سلسلة المواقف المضادة لمصالح البلاد التي تبنّتها وأدت إلى دخول العلاقات بين البلدين منعطفا غير مسبوق من التوتر، من تجلياته خفض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة إلى النصف وتوالي زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر لتعزيز العلاقات بين البلدين على حساب المغرب، واستقبال انفصاليين من جبهة البوليساريو في البرلمان الفرنسي.
وقال الفاسي بحسب ما أوردته هسبريس، في رسالته إن “وضوح موقف الدول بشأن مغربية الصحراء أصبح بمثابة عقيدة المرحلة، وهو ما يبدو أن الدولة الفرنسية لا تريد أن تنخرط فيه مفضلة تبني موقف ضبابي”، محيلا على الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب. وفضلا عن المواقف الفرنسية إزاء المغرب، استند الفاسي في دعوته إلى اعتماد الإنجليزية إلى كون الفرنسية تعرف تراجعا على مستوى تطوير الكفاءات والبحث العلمي، خاصة مع الثورة العلمية والصناعية التي تعرفها المملكة، وهو ما يقتضي، بحسبه، الانفتاح على المنهج الأنجلوسكسوني. ويسير المغرب نحو الانفتاح أكثر على اللغة الإنجليزية، وهو ما أكده وزير التربية الوطنية بمناسبة انطلاق السنة الدراسية الجديدة، حيث أعلن أن وزارته تولي أهمية كبيرة لتدريس اللغة الإنجليزية، إذ تدرّس في 2200 مؤسسة تعليمية من طرف ما يناهز تسعة آلاف أساتذة وأستاذ.
توجه الحكومة نحو اعتماد اللغة الإنجليزية بشكل أكبر تجلى أيضا في إشارة بنموسى إلى احتمال تدريس بعض المواد العلمية باللغة الإنجليزية مستقبلا، إضافة إلى توسيع تمكين التلاميذ منها في مستوى الثانوي الإعدادي. واعتبر النائب الأول لرئيس رابطة التعليم الخاص بالصخيرات، أن مطلب تبني الإنجليزية لغة أجنبية أولى “يرتبط بشكل وثيق بسيادة الدولة أكثر من أي شيء آخر” بحسب هسبريس، مبرزا أن “الضرورة تقتضي اعتماد هذه اللغة بشكل عاجل وفقا للمناهج والأرضيات المعتمدة من الدول العربية التي سبقتنا بهذا الشأن، والتي تعتلي مراتب رفيعة على مستوى المنظومة التعليمية”