تازة بريس
اثارت ما أثارت تيمة المثلية الجنسية في السينما المغربية، تلك التي منها ما عرض في مهرجان فيلم مراكش الدولي، من ردود فعل وتساؤلات ومواقف نقاد سينما فضلا عن متتبعين وغيرهم . ويظهر من خلال الأرشيف السينمائي المغربي، أن هذه الضجة حول اختيارات وانتقاءات وتيمات مهرجان مراكش ليست هي المرة الأولى، فقد سبق رفض عمال مثلت المغرب في هذه التظاهرة لكونها لا تترجم واقع وهوية وقيم وثقافة المغاربة بل تستحضر ثقافة وهوية آخرين عن الغرب.
ويذكر أن من الاعمال التي تضمنت قضايا لا تمت بصلة للمجتمع المغربي وتدفع بسلوكات وقيم بخلفيات ما، هناك فيلم “عاشقة من الريف” الذي عُرض خلال النسخة 11 من المهرجان، وما رافقه من استياء عدد من النقاد لاعتماده على اثارة جنسية بشكل مبالغ فيه مع تقليل من شأن المرأة المغربية. كما نجد عن الارشيف المغربي فيلم “نساء في صمت” ثم فيلم “الزيرو” الذي اثار انتقادات عدة خلال عرضه في الدورة الثانية عشرة من مهرجان مراكش، وقد توزع على إثارة طابوهات مجتمعية من جنس وفساد ودعارة بمحتويات فارغة لا تحمل أية رسائل ذات قيمة. وغير هذه الأشكال عن فعل السينما المغربية التي يرى عدد من النقاد السينمائيين، انها مجرد بضاعة فاسدة ورديئة تسيء لهذه السينما، ولا تحتوي على أية معايير سينمائية تسمح لها بالمنافسة والتميز والاضافة والافادة وجوائز في المهرجانات.
ويظهر أن إدارة مهرجان مراكش رغم هذه الانتقادات هي مصرة على دعم مواضيع دون غيرها من خلال افلام تختارها لتمثيل المغرب، بحيث لم تعد تتضمن الأعمال المعروضة مشاهد جنسية بين رجل مرأة فقط بل نقل لقطات إباحية بين رجلين مثليين. وحول التيمة الجنسية السينمائية في دورة مراكش الأخيرة، تحدث النقد السينمائي المغربي عما اثارته اعمال سينمائية مغربية حول موضوع الشذوذ الجنسي (المثلية الجنسية) معتبرا أن “ورائه منظمات دولية ذات نفوذ كبير تضرب في كل القيم الإنسانية والفطرية. مضيفا أن “رسالة الفيلم” تضرب في استقرار المجتمع المغربي وأمنه الروحي ولحمته الأسرية. وأن هذه الأفلام لا تراعي المحيط الثقافي والاجتماعي والقيمي للمشاهد المغربي.
النقد السينمائي أشار ايضا الى أن لكل مجتمع جذور تاريخية وحضارية ودينية لا يمكن أن تجتث، وأن ومن المهم اخذها بالاعتبار في المجال الفني وأن على المبدع أن يبدع من داخل سياقه الثقافي، مؤكدا أن الأصالة لا تحد من حرية المبدع بل تعطيه مشروعية وتقدير داخل مجتمعه وتجعله في اتصال دائم معه، عوض الاغتراب والانفصال الذي يعيشه كثير من الفنانين والمخرجين. معتبرا أن “الفكر الغربي الذي يحيل عليه المخرجون والفنانون المغاربة، في رؤيته وتصوراته ونظرياته الخاصة بالفن والسينما والأدب ليس مقدسا ولا فكرا منزلا، بل أبان عن قصور وعجز عن تحقيق سعادة الإنسان وأن حضارته التي حطمت كل الضوابط الثقافية والاجتماعية والقيم الفطرية في الإنسان أوصلت الإنسان إلى باب مسدود