تازة:في رحاب الثقافة والابداع والكتابة والصحافة والذاكرة الرمزية بالمدينة
تازة بريس
هو من العلامات الثقافية الابداعية الأدبية، بل من الاقلام التي كانت باسهامات واضافات رفيعة على امتداد عقود، وقد شملت حقل الأدب ومعه تاريخ مدينة تازة ومحيطها من خلال اصدارت عدة له، اغنت الخزانة التازية ومن خلالها الخزانة المغربية عموما. وهو ايضا من الخريجين المجازين الجامعيين المغاربة عن فترة مطلع ثمانينات القرن الماضي ومن خريجي كلية علوم التربية خلال نفس الفترة، كان ولا يزال بصدى وبصمة ومعهما بقلم صحفي متميز اعطى الكثير منذ نهاية ثمامينات القرن الماضي، عبر ما كان عليه من فعل اعلامي رافع على مستوى جريدة الاتحاد الاشتراكي لسنوات وسنوات، وخاصة عبر تجربة جريدة الأحداث المغربية المستقلة التي كان مراسلا لها لسنوات وسنوات، تلك التي أثثها واسسها كما هو غير خاف عن أهل الشأن بالمغرب، رئيس تحريرها الغني عن التعريف في ذاكرة الصحافة المغربية المكتوبة”الأستاذ عبد الكريم الأمراني التازي.
ذلك هو الأستاذ عبد الاله بسكمار ابن تازة، الذي كان بدور كبير في ترسيخ الفعل الصحفي المحلي، عبر ما اسهم به في هذا المجال ضمن جريدة الحدث التازي مثلا، وضمن جمعية النادي التازي للصحافة الذي ترأسه لسنوات وسنوات، ولعل لهذا الاطار الجمعوي الصحفي التازي يسجل انشاء أول جريدة الكترونية بتازة أواسط العقد الأول من الألفية الثالثة، وكانت تحمل اسم” تازة بريس”. وهي الجريدة التي استمرت واسترجعت نشاطها مؤخرا تنويرا للرأي العام المحلي، بعدما توقفت لفترة لأسباب موضوعية. ولعل الاستاذ عبد الاله بيسكًمار ابن تازة هذا، هو ايضا أحد مؤسسي فرع اتحاد كتاب المغرب بتازة، الاطار الذي أثث ذاكرة ثقافية غنية بالاسهامات بل لفرع اتحاد كتاب المغرب يعود فضل ما بلغته تازة خلال فترة التسعينات، من صدى وطني وتراكمات رمزية كبيرة جدا. ولعل التكوين الثقافي والخط النضالي السياسي اليساري خاصة، ومن خلاله القناعات التي طبعت مسار الاستاذ بسكمار، سواء قبل فترة الطلب الجامعي أو خلال فترة الطلب الجامعي أو بعد ذلك على امتداد عقود ضمن الوظيفية العمومية، هو ما جعل منه إسما متميزا بصدى خاص يصعب القفز عليه في ذاكرة المدينة الثقافية والابداعية والجمعوية.
ويسجل لابن تازة هذا، ما حصل لديه في مجال اهتمامه الفكري والبحثي وما أبان عنه من تميز في حقل الكتابة التاريخية حول تازة، خاصة بعد حصوله على شهادة اجازة ضمن النظام الجامعي الجديد عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله قبل حوالي العقدين من الزمن. وهو ما كان عاملا محفزا له لتوجيه عنايته لزمن المدينة وأعلامها ورجالاتها وتراثها المادي واللامادي معا. ولعله مجهود أثمر عددا من المؤلفات التي اغنت الخزانة المحلية ووفرت مادة هامة معتبرة لعموم القراء، بمن فيهم مثقفين وباحثين ودارسين. وهو بذلك يكون قد اغنى حقل ومشوار من سبقه في هذا المجال من ابناء تازة وغيرهم، بحيث جعل المكتبة المحلية والقراءة التاريخية للمعرفة التاريخية المحلية، بنصوص لم تكن موجودة ولا متوفرة بالقدر الكافي في السابق. من خلال ما صدر له من اعمال بقدر هام من القيمة المضافة في هذا الاطار، من قبيل كتاب حول تاريخ تازة خلال العصر الوسيط والحديث، وآخر حول أعلام تازة وآخر حول الرحلات في علاقتها بممر تازة، وفي جعبته المزيد هو في طور البلورة والانجاز .
وأما في المجال الأدبي وهو تخصصه الأصل، فالخزانة التازية والمغربية تحفظ له روايتين متميزتين، الأولى بعنوان”قبة السوق” والثانية بعنوان” باب الريح”، ولعل التجربتين موسومتين بأسماء تحيل القارئ على اماكن شهيرة بتازة وخاصة منها مجالها العتيق “تازة العليا. ولعل من الاشارات التي يمكن التقاطها من عناوين وتيمة أعمال روائي تازة، درجة ارتباطه والتصاقه الوجداني بوعاء تازة العتيق وسراديب ما طبعها من احداث ورجالات وتفاعلات وغيرها. هكذا يكون ابن تازة هذا رمزا من رموز المدينة وأحد اقطابها الذين اعطوا الكثير والكثير إن في مجال الصحافة لعقود من الزمن أو في حقل الأدب والابداع خاصة، أو في مجال التاريخ وخاصة منه تاريخ المغرب وتاريخ تازة بكيفية خاصة. ولعل عنايته بمجال التاريخ مند حوالي العقدين بقدر ما جعله يزاوج بين الأدب والتاريخ، بقدر ما جعله بخزانة هامة اثثها بمصادر تاريخ المغرب الأساسية، وبأمهات الكتب التاريخية فضلا عن الأطروحات المغربية الجامعية المتميزة عن حقل المنوغرافيات، التي أغنت مجال البحث والتكوين والقراءة العلمية لتاريخ المغرب تلك التي صدرت خلال العقود الأخيرة. ما يعني درجة اطلاعه ومقارناته ومقارباته وبحاسة نقدية معبرة. علما أنه باطلاع هام على مسار البحث والأبحاث والباحثين ولاكاديميين الجامعيين المغاربة وما هناك من مدارس تاريخية مغربية.
يبقى الاستاذ عبد الاله بسكمار، واحدا من علامات الكتابة والابداع والبحث والتنقيب التاريخي والاضافة المشرقة في سماء تازة، الى جانب عدد من المثقفين والباحثين والمبدعين التازيين الآخرين، ممن كانوا بفضل صوب خزانة تازة وخزانة المغرب عموما في عدد من المجالات التي برزوا فيها وتميزوا، من خلال أعمالهم سواء في مجال التاريخ أو الأدب أو المسرح أو الشعر أو الزجل أو السينما أو الرواية أو القصة أو اللوحة التشكيلية وغيرها من التيمات الأخرى، التي تشهد عليهم وعلى مساراتهم وعطاءهم الذي يصعب القفز عليه.