تازة بريس
وجهة سياحية ثقافية وجبلية كان ينبغي أن تكون عليها تازة، ووجهة ايضا لاكتشاف تراث مادي ولامادي بقدر كبير من التميز والجذب والتفرد على مستوى محيطها، من غابات ومناظر طبيعية وقمم وتجويفات وكهوف مصنفة ومغاور ومحطات اصطياف، وكذا تزحلق على الثلوج كما بسفوح جبل بويبلان وما يوجد عليه هذه الايام مع اعادة تشغيل ما هناك من معدات معطلة منذ زمان. وجهة سياحية كان ينبغي أن تكون تازة بدينامية ترفيه وترويح شتاء وصيفا وعلى امتداد فصول السنة، بل ولما لا وجهة وطنية وعالمية لعرض سياحي محلي منسجم متكامل، تتناقله الصحف الوطنية والدولية والمواقع العالمية المتخصصة في السفريات والسياحة.
وفضلا عن أهمية هذا الحلم في التنمية المحلية، من شأن دينامية مفترضة للحركة السياحية محليا أن تسرع بتوسيع وتجهير وتشغيل مرفق الطيران الذي يعود لفترة الحماية، (مطار سيدي حمو مفتاح شرق المدينة)، وأن تكون بأفق في تسويق تراب المدينة والتعريف بذخائرها وبمعالمها الحضارية التاريخية الدينية والدفاعية والعلمية ولفكرية الثقافية وغيرها، ومن ثمة الاستفادة عمليا من رمزية تصنيف المدينة تراثا وطنيا والدفع باتجاه تصنيف بعض مواقعها ومكوناتها الرمزية كتراث انساني. انما كل هذا وذاك يقتضي تجاوز ما هناك من مشاهد مقززة توجد عليها مباني تازة الأثرية، وحرص الجهات الوصية على حماية التراث مع انخراطها في ورش التنمية المحلية، وليس بهرجة الثقافة وتسطيحها الى حد اخراجها من معناها ودورها في انعاش المدينة، إسوة بما يطبع جهات أخرى داخل البلاد (أصيلا، شفشاون..) وخارجها.
ألم يكن ينبغي على العابرين للطريق الوطنية أو للطريق السيار الذي يصل فاس بوجدة عبر تازة، أن لا يفوتوا فرصة زيارة المدينة والتعرف عليها ولو لسويعات واكتشاف ما تزخر به من خصوصية وتراث وأزقة قديمة ومباني أثرية ودروب برمزيات واحالات تاريخية، وكذا وقوفهم على أبواب وشرفات المدينة وحرفها التقليدية ومحلات تسويق منتجاتها على مستوى المدينة العتيقة، باعتبارها معرضا مفتوحا خاصة بعد ما حصل من ترميم واضافات أضفت صورة جديدة عليها وبالتالي حاجتها لما ينبغي من تنمية وتحريك اقتصادي، وألم يكن هذا ما ينبغي أن تكون عليه تازة طبعا عبر هيئات منتخبة محلية مبدعة بذكاء ترابي ومؤسسات انمائية عمومية ذات صلة.
ألم يكن ينبغي أن تكون تازة ايضا بتدفق سياحي وبنسبة ارتفاع في ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء بها، اسوة بما توجد عليه عدد من المدن ذات الموارد المماثلة وربما اقل مما تحتويه تازة. مع الأسف أفق الحال والحلم يبدو أنه لا يزال بعيدا وشروطه لا تزال غير مكتملة، بل ما هو انمائي ترابي وما هي عليه المدينة من جمود في أوراشها وبنياتها ومخططات تنميتها، فضلا عما هناك من مشاهد لا مبالاة تخص ومواردها الثقافية وتراثها المادي واللامادي معا وكذا غياب ما ينبغي من تثمين وحماية، كل هذا بقدر ما هو واقع غير محفز لبلوغ حلم تنمية ودينامية سياحية بتازة، بقدر ما يدعو لكثير من القلق حول ما هو أفق علما أن واقع حال المدينة يبدو منكوبا كما يفضل الكثير من الرأي العام المحلي نعته وهو ما يتحمله الجميع كل من موقعه.