تازة بريس

قبح الله البلية د الزريع …

-

تازة برس

سعيد عبد النابي

تصفح موقع الجريدة صفحة صفحة تلك الليلة، ولم يستطع غمض جفنه، امضى زمنا يتابع عناوين المقالات المحظوظة بالنشر، غايته الاطمئنان على عمله، إلا أنه لم يجد ضالته، فاضطر الى العودة الى رواية عبث الاقدار لينهي ما بقي من فصولها دون قراءة، لعله يتجاوز توتره، بقي ذهنه مشغولا بالموقع، انشغال سيدة تركت رضيعها وحده في مكان غير آمن.

أصبحت بفضل إسهامات الأساتذة ذائعة الصيتـ الجريدة، احتفاء مثل هكذا منابر إعلامية به، تبقي أمامه أبواب تحقيق ظفر عظيم مفتوحة على مصراعيها، هكذا تصبح الأحلام قاب قوسين أو أدنى، و يتأكد، أن العزيمة إن قويت، لا شيء يبقى معها بمنأى عن المنال، زاد اهتمامه بها في الآونة الأخيرة،  نهم التهام المقالات فاق عنده الشره، لاسيما الكاشفة منها لما بين طيات التاريخ التازي، المنيرة ظلمات أغواره السحيقة،  حري به الابتهاج إذا،  لا يوجد في هذا الوجود شيء أفضل من الخلود، وهل لأمد الذكرى طول لولا المنابر الحرة الشريفة ؟  هذا ما يبقي قدميه ثابتتين على الأرض، وريح الشموخ ينفخ في هامته. ترقب رؤية صورته الشمسية، وهو فيها باسم الثغر، و الاسم كاملا من تحتهاـ عبد النابي سعيد ـ يمدها بالقوة ، لو كانت لهبا متراقصا لقلنا حروف الاسم حطبا و نارا، لكنها ابتسامة على وجه مشرق ، وقوة خفية من تحتها تدغدغها، ليتجلى البريق، اهتزت نفسه طربا وتهلل وجهه حين رأى عنوان المقال، هاهو نشر بعد طول انتظار، ليت القراء يستمتعون بسبر أغوار معانيه، لن نسألهم عن الجهد المبذول أجرا، بعث كلمة ميتة أقبرها النسيان في ذاكرة معطلة، و إيصال أخرى من سنن الرسول ، ( بلغوا عني ولو آية ) يزيد المرء فخرا ، لقد كان عنوان المقال التدليك، وجاء سخرية بالأوضاع التي آلت إليها مراكزه، ولان الهم في المجتمع المغربي يضحك، صرنا نخاف على عضلاتنا من الشد ، كنا نسمع بغراب البين ، وها هي سماؤنا اسودت بأسراب الغربان، لشناعة الأخبار المتداولة بين الناس.

قبول إدارة الموقع نشر المقال فيه تبن للفكرة، وهذا يدل على أن آخرين غيره وغير طاقم الادارة، سيتقاسمون معه إحساسه و ترجح كفة الاتفاق معه، أصبحت الجريدة ذائعة الصيت وعدد قراءها في تزايد مطرد، هذا ما يسمى بالنفوذ الحقيقي، أن يقرأ لك الناس، في القارات الخمس، و ينفذ همس يراعك إلى شغاف كل القلوب، بفضل الترجمة، نام  بقلب مطمئن تلك الليلة، نام بنفس  حالمة تلك الليلة،  يظن أن فأرات الحواسيب سوف تتكالب على  منشوره، بالملايين، كأنها تود قرض حروف عباراته لحلاوتها، وأن ملايير النقرات سوف تحاصره، بين ناسخة و محولة و مترجمة ومتقاسمة، أو باحثة  في موقع ـ المعاني ـ الالكتروني للمعاجم العربية، على شرح أي كلمة التبس على فهم البعض معناها، كلمات أصيلة كثيرة تستعصي على بعض العقول، يوما بعد يوم، لتوغلها في الجهل، ومن يأفل نجم علمه يقل فهمه و تضمحل قدرات إدراكه، بل تنتفي في دماغه آليات التمييز، بات يحلم بأبواب الشهرة، تفتح أمامه، و الطريق إلى الجوائز، تفرش بالزهور، لكنه استفاق على قرع الباب، وكان القرع قويا، أفزعه، فوقف كطفل شارد روعه نباح الكلاب المسعورة، لولا اطلاعه على السنن  النبوية، وما فصل الرسول الكريم عليه ألف صلاة و سلام في أحاديثه عن شروط  قيام الساعة، لأعتقد جازما بأوان النفخ في الصور ولفكر بحسرة في الأمر، متسائلا عن بعثه كيف جاء مخالفا  للطبيعة و النواميس. (يتبع)

كاتب / جمعوي ..

إلغاء الاشتراك من التحديثات