تازة بريس
يشكل البحث التربوي واحدا من أساسيات وركائز المنظومة التربوية ومؤسسات التكوين عموما بالمغرب، واعطاء هذا الورش ما يستحق من عناية مع الارتقاء به وبحاجياته وموارده وخلاصاته، لا شك أنه يشكل دعامة ورافعة لتطوير المنظومة التربوية المغربية وتجديدها، ذلك أن البحث التربوي بمؤسسات التكوين هو آلية عمل جوهرية لاستثمار الفاعل التربوي والاطار المكون، لتحقيق ما هو منشود وإحداث ما ينبغي من إغناء وتغيير أكثر انسجاما وتجاوبا مع ما هناك من اصلاحات مؤسساتية جارية. ولعل البحث التربوي وعيا بما يمكن أن يسهم به حاضرا ومستقبلا لفائدة البلاد والعباد، يعد عاملا محركا اساسيا لفعل التربية والتكوين في مختلف تجلياتها لا سيما عمليتي التكوين والتدريس، فضلا عن كونه أيضا محورا لأداء المدرسة لأدوارها على الوجه الأكمل خدمة للمتمدرسين ولمكتسباتهم.
ويلتقي رأي ونظر وتقدير عدد من الباحثين، حول كون البحث التربوي يعد قلبا نابضا لأي ورش اصلاحي يروم بناء الجودة والارتقاء بها، وتجاوز ما هناك من صعاب واشكالات تخص وضع التربية والتكوين، فضلا عن كونه ايضا مصدر خبرة مجتمعية من شأنها مد السياسة العمومية بما ينبغي من استشراف يهم عددا من الجوانب والتوجهات والانتظارات، وكذا ما هناك من رهان على تعزيز النموذج التنموي الوطني المنشود الذي يضع المدرسة في صلب مشروع مجتمع ومغرب جديد، ويضع معه الفاعلين التربويين من مكونين ومدرسين وغيرهم، في موقع المسؤولية من اجل قيامهم بما ينبغي من أدوار لتأمين عدد من الحقوق المدنية، ومنها الحق في التربية والتكوين وتيسير الولوج للمعرفة والادماج الثقافي والقيمي وتحقيق الجودة.
نقاط وانشغالات بقدر كبير من الأهمية والراهنية، هو ما تروم طرحه ومناقشته وعرضه ندوة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس الوطنية يومه السبت 12 نونبر الجاري بمدرج الندوات بالمقر الرئيس بمدينة فاس، تحت شعار”البحث العلمي التربوي مدخل أساس لتجويد منظومة التربية والتكوين”. ولعل ندوة فاس العلمية الجهوية هذه التي تشكل افتتاحا ومدخلا للموسم التكويني الحالي 2022- 2023، تأتي في اطار إرساء وتفعيل مقومات البحث العلمي التربوي بالجهة وتنزيل مضامين القانون الاطار 51. 17 وكذا حافظة المشاريع ولا سيما المشروع رقم 9 الذي يخص تجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية، خاصة منها ما يتعلق بالهدف الخاص 4 الذي يهم الارتقاء بمنظومة البحث العلمي في المجال التربوي بمؤسسات تكوين الأطر التربوية.
ندوة فاس وندوة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة فاس مكناس هذه، تؤثثها جملة أنشطة موازية وتحضرها عدد من الاطارات التربوية من فاعلين باحثين ومسؤولين محليين وجهويين ومؤسسات وصية، وتتوزع اشغالها على جلسة علمية عامة تتقاسمها مداخلات أساتذة باحثين مكوين في عدد من التخصصات فضلا عن اشغال ورشات تروم الوقوف على حكامة التدبير المؤسساتي، المقاربات البيداغوجية والمناهج والبرامج والتكوينات التربوية، التكوين وتطوير الأداء المهني، ثم تطوير البحث العلمي التربوي بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، هذا فضلا عن معرض خاص بمختلف الدراسات والأبحاث والمؤلفات والانتاجات المنشورات العلمية التربوية للأطر المكونة الباحثة العاملة بمقر وفروع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين( فاس، مكناس، صفرو، تازة، بولمان)